الإسماعيلية سيد ابراهيم: سنوات قليلة تفصل ما بين الصعود المفاجئ لرجل الأعمال حماد موسي نائب رئيس النادي الاسماعيلي الاسبق وظهوره بقوة علي الساحة الرياضية والسياسية وما بين اختفائه الأكثر مفاجأة له قبل عدة ايام بعد العثور علي سيارته في وضع التشغيل بالقرب من فيلته الكائنة بالكيلو45 المتاخم لمدينة الاسماعيلية ولكن كانت السيارة بدونه هذه المرة في ظل ما تردد عن ان الجناة لم يستولوا علي السيارة لعلمهم بوجود جهاز تتبع بداخلها كان كفيلا بسقوطهم خلال ساعات من ارتكاب الواقعة, وهو الأمر الذي مثل صدمة للكثير خاصة اسرته والقريبين منه نظرا لعدم وجود عداوات بينه وبين احد وتمتعه بحب الجميع. لم يكن اسم حماد موسي معروفا في الاسماعيلية سوي من خلال المبني الضخم الذي يمتلكه في شارع السلطان حسين ومصنع الرخام بالقنطرة شرق وفيلته الكائنة بالكيلو45 قبل ان يتحول إلي حديث الشارع الاسماعيلي بعد تعيينه عضوا بمجلس إدارة النادي الاسماعيلي في عهد مجلس المهندس نصر أبوالحسن وانفاقه بسخاء علي النادي وحله للكثير من المشاكل الخاصة بالنادي بمبالغ تجاوزت العشرة ملايين جنيه ودخوله في معترك السياسة من باب الرياضة بعد ان ذاع صيته حيث تقدم للمجمع الانتخابي في ترشيحات الحزب الوطني المنحل قبل انتخابات2010 املا في خوض غمار العمل السياسي إلا ان القدر كان رحيما به بعد ان تجاوزه الاختيار وبعد ان انفق الكثير علي دعايته الانتخابية وبعدها آثر الابتعاد عن السياسة والرياضة بعد خلافات مع مجلس الإدارة وتقديم استقالته وعندما اندلعت ثورة25 يناير لم يذكر احد حماد موسي من قريب أو بعيد بالرغم من علاقاته الواسعة حتي جاءت حادثة اختطافه واختفاؤه قبل عدة ايام. وفور تلقي البلاغ كان موضوع اختفاء حماد موسي امام اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية والذي سبق له تولي مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الاسماعيلية قبل عدة سنوات ومن ثم فهو وثيق الصلة بأخبار الاسماعيلية ورجالها قبل انتقاله إلي أماكن اخري وتوليه مهمة الأمن في مصر, حيث امر وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث علي أعلي مستوي لكشف غموض الواقعة باشراف اللواء مدير الأمن العام واللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية واللواء محمد عناني نائب مدير الأمن للأمن العام و8 من اكفا رجال البحث الجنائي باشراف العميد هشام الشافعي مدير المباحث الجنائية بالاسماعيلية حيث جرت تحريات مكثفة حول الساعات الأخيرة قبل اختفائه في ضوء ما توصل إليه فريق البحث عن سهر رجل الأعمال في احدي الكافتيريات بطريق البلاجات حتي الساعات الأولي من الصباح قبل توجهه إلي الفيلا وفحص الاشخاص الذين كانوا معه في ذلك الوقت وهل كان يحمل معه اي مبالغ مالية وكذا الوقوف علي الاسباب التي ادت إلي وجوده في هذا المكان في ذلك التوقيت بالرغم من اسرته لا تقيم بالفيلا. مصدر أمني رفيع المستوي بمديرة أمن الاسماعيلية نفي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن طلب فدية قدرها5 ملايين جنيه مقابل اطلاق سراحه مشيرا إلي ان اسرته لم تتلق إلي الآن وحتي لحظة كتابة هذه السطور اي اتصالات بطلب مبالغ مالية لاطلاق سراحه, وحول ما تردد عن ان السيارة لم تتم سرقتها بسبب وجود جهاز تتبع بها أشار المصدر الأمني إلي انه لو كان الجناة يعلمون بوجود جهاز تتبع لقاموا بتعطيله وسرقة السيارة مؤكدا ان هذه الأمور يجري فحصها في الوقت الراهن كما يجري فحص الشائعات التي تتردد عن اختفائه نظرا لعدم وجود ادلة مؤكدة. القريبون من حماد موسي يجمعون علي اته يتسم بصفات الهدوء والتواضع واعمال الخير ويشير الكابتن علي غيط مدير إدارة الرياضة باتحاد الشرطة الرياضي واحد اصدقائه إلي انه كان محبا لاعمال الخير عن تجربة شخصية كما انه كان احد الداعمين للنادي الاسماعيلي حيث تبرع بمبلغ12 مليون جنيه للنادي حينما كان عضوا بمجلس الإدارة كما انه كان في طريقه للتبرع للنادي بمليون جنيه اخري قبل48 ساعة من اختطافه وذلك وفقا لتأكيدات العميد محمد أبوالسعود رئيس مجلس إدارة الدراويش كما انه لا توجد خلافات بينه وبين احد ويتمتع بحب الجميع ويشير إلي ان الضجة الاعلامية المثارة حوله الآن هي السبب الاساسي في تأخير عودته ويتمني ان يوفر الاعلام الهدوء أمام رجال الشرطة للعمل كما انه لا ينسي مواقفه معه حينما تقدم باستقالته من مجلس إدارة الاسماعيلي احتجاجا علي موقف مجلس الإدارة في ذلك الوقت الرافض في ان يكون ممثلا عن النادي الاسماعيلي في لجنة المسابقات وكذا رفضه التوقيع علي الشكوي التي قدمها المجلس ضده لوزير الداخلية. ويؤكد الإعلامي علاء وحيد احد المقربين من حماد موسي ان الاخبار التي تتردد عن فدية بملايين الدولارات لاطلاق سراحه لا اساس له من الصحة وانه عودته قريبا نظرا لحبه لاعمال الخير حيث انه يكفل اكثر من500 اسرة بمدينة الاسماعيلية كفالة كاملة ويصرف معاشات لبعض الاسر تصل إلي1000 جنيه شهريا. وفي ظل تأكيدات عدم وجود عداوات بينه وبين احد يبقي احتمال الاختفاء او الخطف بهدف الحصول علي الاموال هو الاحتمال الاقرب وراء غيابه وهو ما ستكشف عنه تطورات الاحداث خلال الايام المقبلة.