في مبادرة تعد الأولي من نوعها منذ قيام ثورة يناير استضافت نقابة الأشراف مساء أمس الأول عددا من الرموز الدعوية والأحزاب والتيارات والحركات الإسلامية في مصر . والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية, لإعادة بث روح دعوية جديدة تركز علي الجانب الأخلاقي والديني والقيمي لتعويض حالة التجريف الدعوي الواضح لجور التوجهات السياسية علي البعد الدعوي, وقرر المشاركون في الاجتماع اطلاق حملة دعوية تحت شعار وإنك لعلي خلق عظيم تتواكب مع الاحتفالات بذكري المولد النبوي الشريف بمشاركة نقابة الأشراف والمشيخة العامة للطرق الصوفية, والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين, والتي تبدأ فعالياتها بعد غد الجمعة. وشارك في الاجتماع ممثلون عن الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية والجمعية الشرعية ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وخلص الاجتماع الي اقرار خطة دعوية متكاملة تبدأ الجمعة القادمة بندوات دينية وخطب جمعة في مساجد الجمعية الشرعية في شبرا, وصلاح الدين بالمنيل, وندوة دينية بنقابة الاطباء في24 يناير الجاري, وخطبة جمعة وندوة في محافظة المنيا وثانية في أسوان وثالثة في سوهاج وكلها يتم إطلاقها تحت عنوان وإنك لعلي خلق عظيم تيمنا باحتفالات المولد النبوي الشريف الي جانب عقد ورشة عمل في المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وإصدار كتاب يشمل كافة الحركات والتيارات الدينية وتنظيم حمله إيمانية ودعوية متكاملة لتعويض التجريف الدعوي في مختلف انحاء الجمهورية وبمشاركة ممثلين لكافة المدارس الدعوية والحركات والتيارات الدينية. وأكد السيد محمود الشريف نقيب الأشراف أن الأمة الإسلامية والمصريون جميعا أحوج ما يكونون هذه الأيام لتجميع كلمتهم ووحدة صفهم ولم شملهم التي تمثل عين محبة النبي, صلي الله عليه وسلم, من خلال لقاءات نورانية لتحقيق رفعة وعظمة راية الإسلام, وعلي قدر إخلاص النوايا وصدقها وتجردها سيبلغ الله المقاصد ويحقق الأهداف من أجل مستقبل أفضل لا يستثني من كل المصريين أحدا. وأشار الدكتور صلاح سلطان, الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية, إلي أن الحوار بدأ وديا بدعوة من الدكتور يوسف القرضاوي لجمع دعاة التيارات الدينية لتوحيد الصف وتقدير ان الشعب المصري يتسم بخاصية الايمان وهو ما يتوجب ضرورة التواصل وفقا لمنهج الرحمة والتواصي بمنهج الحكمة. من جانبه عبر الدكتور محمد عبد المقصود, الداعية السلفي المعروف, عن أن التنازع أقرب طريق للفشل ولن تقوم للأمة قائمة إلا بوحدة الصف وجمع الكلمة, وليدرك الجميع أن إصلاح ذات البين أكبر فضلا عند الله ورسوله من الصلاة والصدقة, وأن التآلف ضروري لسلامة الدين وأن إفشاء السلام والمودة والمحبة شرط دخول الجنة. وأشار الدكتور صفوت حجازي, أمين عام رابطة علماء أهل السنة, إلي أنه قدم تجربة عملية في مسجد الجمعية الشرعية في أوسيم في توحيد الصف بين الجمعية الشرعية والإخوان والصوفية والسلفيين وأنصار السنة وقدمت خطبة الجمعة كتبت علي دعواتها انها مقدمة من كل هذه التيارات مجتمعة وهو ما نزع فتيل ازمة كانت قائمة وهذا ما نحتاج لتوسيع دائرته. وتحدث الدكتور سعيد عبد العظيم, نائب رئيس الدعوة السلفية,عن أنه لا حرج ولا عيب في مراجعة المفاهيم والواقع العملي يحثنا علي بعث رسائل طمأنة للجميع بعيدا عن التعصب المقيت وألا تتحدث أي دعوة ولا حركة علي أنها احتكرت الحقيقة وحدها وهو ما يستوجب التحلي بأدب الخلاف وتعمير المساجد بعيدا عن الانقسامات الحادة. وشدد الدكتور عبد الهادي القصبي, شيخ مشايخ الطرق الصوفية, علي أن هذا اللقاء الذي يسوده التفاؤل تيمنا باحتفالات المولد النبوي وطالب الدكتور ناجح إبراهيم, القيادي بالجماعة الإسلامية, إلي تقديم دعوة جديدة ندعو للناس لا ندعو عليهم, وأن ندور مع الحق حيث دار وأن يدعوا الدعاة الناس الي الله لا الي أحزابهم. وأكد الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية, علي اهمية تفعيل الدور الدعوي الخالص بعيدا عن الانتماءات والاجندات وان يخلع الجميع عباءاته السياسية وان نقدم خطابا مجردا مخلصا رحيما أمينا يقدم للأمة ما تفتقد اليه.