أعتقد أنه لم يعد الآن للرئيس مرسى أو " للجماعة والعشيرة والأحباب " أى أعذار تحول دون أن نحلق جميعا فوق ظهر " طائر النهضة " فى سماء التنمية والرخاء ' فقد أصبحت الجماعة تقبض بيدها على كل مفاصل الدولة .. قصر الرئاسة .. السلطة التشريعية وإن كانت فى يد مجلس الشورى مؤقتا انتظارا لمجلس النواب " الذى سيحمل الخير لمصر " .. وسلطة قضائية جاءت تفصيلا " لباترون " حددت أبعاده أحكام من الدستور .. مجلس الوزراء الذى أعيد ترميمه بيد الجماعة أو على الأقل تركت بصماتها على تعديله الأخير .. باختصار لم يتبق شئ سوى إ سيطرة الإخوان لم تبدأ بانتخابات الرئاسة التى أسكنت رئيس حزبهم الحرية والعدالة قصر الاتحادية فى انتخابات جاءت انعكاسا لروح الانتقام الشعبى من رموز عهد سادته عمليات تجريف لثروات الوطن لصالح من كان ضمن دائرة قصر العروبة أكثر من أن تكون تأييدا لمنهج أو فكر سياسى لهم وبمعنى آخر " ليست حبا فى زيد ولكن كراهية فى عمرو !! " .. أيضا لم تتبلور هذه السيطرة من خلال إنتخابات البرلمان " المنحل " بل بدأت منذ أن لاحت فى الأفق بوادر نجاح الثورة إذ أن الجماعة راهنت علي أن هذه الثورة قد اندلعت تلقائيا ولم تكن لها قيادة " إذن فالوقت قدحان ولنكن نحن القيادة..!! " وجوه تبدلت علي مسرح ميدان التحرير وغيره من ميادينمصر وظهر الاخوان المسلمون وغيرهم من التيارات السلفية بعد أن حجبوا ممثلي الثورةالحقيقيين الذين استسلموا مؤقتا لهذه الوجوه التي ادعت أنها الطريق الوحيد للهدايةواصلاح ما أفسده حكم أزاح من طريقه كل من يعترض علي أن يتحول الوطن إلي مجرد تركةتتوارث..!!
وصدّر الاخوان للجميع " الوهم " بأنهم وحدهم الأمناء علي الثورة والمتحدثون باسم الشعب والمحركونلمشاعره والمحققون لأمانيه, فبدأوا تحركاتهم لفرض كلمتهم علي الجميع.. وسعي البعضمنهم لأن يعيد فرز المواطنين علي أساس الدين وأن يفرض علي غيرهم أحكامه.. ولم لا ؟فهم وحدهم المسلمون وما عداهم من المواطنين من عبدة " اللات والعزى " !! وإذا كنا فى مطلع عام 2013 أصبحنا أمام طبعة جديدة لمصر تتنازعها قوى سياسية متنافرة ترفض جميعها أى محاولة للتقارب أوالتوافق ربما من أجل تحقيق مكاسب نوعية دون النظر للمصلحة القومية وربما اعتقادا منها بأن ذلك هو الطريق الصحيح فإن الأمر قد أصبح يقينا فى يد " الأهل والعشيرة والأحباب " وممثلهم فى قصر الاتحادية باعتبار أن الكلمة أصبحت لهم وحدهم الآن . بداية ربما تكون هذه التطورات الإيجابية المنحازة للجماعة الفرصة الأخيرة للرئيس مرسى لأن ترى تعهداته - التى قطعها على نفسه - النور وأن يحقق ما التزم بتحقيقه خلال المائة يوم الأولى من توليه المسئولية وفشل على مدى أكثر من 6 أشهر فى أن يترجمه من أرقام وعبارات تسكن فقط أوراق خطبه السياسية أو قل " مواعظه الدينية " كل جمعة إلى واقع يشعر به رجل الشارع ..!! وإذا كان البعض ومعه كل الحق يري أن جماعة الإخوان المسلمين قد خالفت ما سبق أن تعهدت به مرارا بأنها ستمد ذراعها لتشارك دون أن تغالب في صياغة مستقبل الوطن إلا أن واقع ممارساتها اكتسب طبائع الاستحواذ والإقصاء .
فى النهاية بات من الضروري علي جماعة الاخوان المسلمين " وحلفائها المؤقتين " أن تؤكد بممارساتها أن حروف " ثيوقراطية الدولة " قد هجرت قاموسها لتؤكد احترامها للتنوع الثقافي للمجتمع والتزامها بديموقراطية نظام الدولة وإيمانها بأن الدين لله والوطن لكل من يعيش علي أرضه ويحمل الهوية المصرية وليس للاخوان فقط.