اعن المركز القومي للترجمة بالقاهرة, صدرت النسخة العربية منكتاب الروائي المكسيكي الشهير كارلوس فوينتس'المرآة الدفينة', والذي قام بترجمته عن الإسبانية الدكتور علي المنوفي. ويحاول الكتاب أن يجيب عن الأسئلة الصعبة, مثل لماذا تحدث الثورات وكيف يظهر الطغاة وكيف تصل الشعوب الثائرة إلي هويتها عبر قراءة تاريخ الثورات في أمريكا اللاتينية, مستعرضاجوانب مختلفة من العلاقة المركبة بين شاطيء الأطلسي, بين إسبانيا وتاريخها وعالمها في شاطئ, وأمريكا وثقافتها وعالمها في الشاطئ الآخر, وضمن ذلك كله ثقافات العرب واليهود والزنوج والسكان الأصليين للأمريكتين. في مقدمة الكتاب يستنكر فوينتس مطالب الاحتفال بالمئوية الخامسة لرحلة كولومبوس, مشيرا إلي أن معشر المتحدثين بالأسبانية في الأمريكتين يتساءلون هل هناك بالفعل ما يستحق الاحتفال به؟خاصة عند إلقاء نظرة علي ما يحدث في الجمهوريات في أمريكا اللاتينية مع نهاية القرن العشرين, معتبرا ذلك يدفع للإجابة بالنفي علي السؤال المطروح; ففي كاراكاس ومدينة المكسيك وليما وريو دي جانيرو الجميع يعيش أزمة عميقة, حيث التضخم الاقتصادي والبطالة وعبء الديون الخارجية الذي يتجاوز الحد; والفقر والجهل اللذان يزدادان, وتهاوي القدرة الشرائية وتدني مستويات المعيشة. هناك شعور بالإحباط وضياع الأحلام والآمال التي تحطمت, وديمقراطيات هشة وتهديدات بانفجارات اجتماعية. يعتبر فوينتس أن الأزمة الحالية التي تمر بها أمريكا اللاتينية قد أثبتت أن أنظمتها الاقتصادية والسياسية هشة; مثمنا ما تم إبداعه خلال تلك الأزمات والكوارث من موروث ثقافي, مؤكدا أنه ما كان علي أمريكا الأسبانية تعلمه هو أن الواقع المجدد دائما هو المجتمع المدني و انها بحاجة ماسة إلي طبقة متوسطة نشطة,ولكن لا يكون ذلك علي حساب العقليات الإبداعية التي عليها المجتمعات الريفية. و كارلوس فوينتس ماثياس من مواليد1928, من أشهر كتاب المكسيك,شارك في إعداد الكثير من السناريوهات لبعض الأفلام,ألف العديد من الأعمال الروائية والمقالات,من أهمها موت أرتيميو كروث,الأقليم الأكثر شفافية,أرضنا.