صدرت عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، النسخة العربية من كتاب الروائي المكسيكي الشهير كارلوس فوينتس «المرآة الدفينة»، والذي قام بترجمته عن الإسبانية الدكتور علي المنوفي. يتكون الكتاب من 18 فصلاً ويقع في 442 صفحة من القطع الكبير، يحاول الكتاب أن يقرأ تاريخ الثورات في أمريكا اللاتينية، ويستعرض جوانب مختلفة من العلاقة المركبة بين شاطئي الأطلسي، بين إسبانيا وتاريخها وعالمها في شاطئ، وأمريكا وثقافتها وعالمها في الشاطئ الآخر، وضمن ذلك كله ثقافات العرب واليهود والزنوج والسكان الأصليين للأمريكتين. في مقدمة الكتاب يقول فوينتس: «بعد خمسمائة عام على رحلة كولومبوس طلبوا منا أن نحتفل بالمئوية الخامسة لهذه الرحلة التي لا شك أنها كانت واحدة من الأحداث الكبرى في تاريخ البشرية، وكانت البشارة التي أعلنت مجىء العصر الحديث والوحدة الجغرافية لكوكب الأرض. غير أن الكثير منا معشر المتحدثين بالاسبانية في الأمريكتين يتساءل: هل هناك بالفعل ما نحتفل به؟. بحسب المؤلف، فإن المرايا الدفينة ترمز الى الواقع والشمس والأرض والجهات الأربع والسطح وما تحت الأرض وكل الرجال والنساء الذين يعيشون على ظهرها، كانت تدفن المرايا في مخابئ في مختلف أنحاء الأمريكتين، لكنها الآن معلقة بأجساد أبسط المشاركين في الاحتفالات في جبال البيرو، أو في الكرنفالات الهندية في المكسيك، حيث يرقص الشعب وهو يضع الريش أو يعكس صورة العالم من خلال جزازات الزجاج في أغطية الرأس. المرآة إذن هي الأكثر تعبيرًا عن ذات أكثر جدارة، مقارنة بالذهب الذي قدمه السكان الأصليون، في صورة مقايضة، للأوروبيين. ربما لم يكونوا على حق؟ أليست المرآة انعكاسًا للواقع مثلما هي مشروع للخيال؟». المؤلف كارلوس فوينتس ماثياس من مواليد 1928، من أشهر كتاب المكسيك، شارك في إعداد الكثير من السيناريوهات لبعض الأفلام، ألف العديد من الأعمال الروائية والمقالات، من أهمها موت أرتيميو كروث، الاقليم الأكثر شفافية، أرضنا. المترجم، الأستاذ الدكتورعلي إبراهيم منوفي، أستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، متخصص في الأدب الاسباني المعاصر، له العديد من الأبحاث والعربية المنشورة بالإسبانية في مجالات الشعر والسرد القصصي، قام بترجمة ما يقرب من أربعين عنوانًا عن الاسبانية.