أهداني الفنان السفير يسري القويضي كتابا بعنوان الرائدة عفت وتلميذها عصمت يتناول سيرة الفنانة عفت ناجي ضمن سلسلة رواد الفن التشكيلي التي يكتبها موثقا للحركة الفنية المصرية . ويثري بها المكتبة الفنية التشكيلية العربية..وللمفارقة فقد تسلمته متزامنا مع خبر نشر في الأهرام بتاريخ11 من ديسمبر الجاري تحت عنوان مافيا التراث العقاري عن تحول مرسم وفيللا الأخوين محمد وعفت ناجي بمركز أبو حمص بالبحيرة إلي حظيرة مواشي, وأضيف علي الخبر نهب وضياع الثروة الفنية الخاصة بها من لوحات ومقتنيات نادرة لا تقدر بثمن! سعت الفنانة عفت ناجي من خلال مشروع قدمته عام1992 إلي المركز القومي للفنون التشكيلية آنذاك سجلت في المشروع تحويل منزلها الكائن بسراي القبة في حي الزيتون إلي متحف وذلك بعد وفاة زوجها سعد الخادم, كما تم تنازلها عن مجموعة من أعمالها وأعمال زوجها ومقتنياته ومكتبته الزاخرة بأمهات الكتب النادرة ورسائل الماجستير والدكتوراه التي أشرف عليها وناقشها, وافتتح المتحف عام2001 بعد أكثر من7 سنوات من وفاتها!! لكنها أمنية وحلم قد تحقق كما تحقق حلمها في إقامة متحف لشقيقها الرائد محمد ناجي في فيللته بحدائق الأهرام وذلك بمساعدة زوجها, وافتتح ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك المتحف في الثامن من ابريل عام1968 بعد أن تسلمته وزارة الثقافة عام1962 وقد بذلت عفت ناجي المزيد من الجهد والتضحيات المادية وإقناع أسرتها كورثة في كل مشاريعها المتحفية, كما أهدت المتحف35 لوحة ومجموعة من الرسوم التحضيرية لناجي, وأعيد افتتاحه عام1991 بعد تطويره بالشكل الذي لم توافق عليه من النواحي المعمارية وتنسيق اللوحات وبياناتها المنقوصة وكتبت في هذا الشأن إلي وزير الثقافة في ذلك الوقت فاروق حسني. لقد أيقظت سيرة الفنانة عفت ناجي العديد من الجراح أهمها ذلك الحلم الذي راودها وهو إقامة متحف في مرسمها بالفيللا التي استأجرتها عام1962 بشارع الكنوز في حي محرم بك بالإسكندرية, وهي فيللا من ثلاث طوابق, وعاشت بين جدرانها33 عاما تبدع أعمالها الخالدة حتي وفاتها عام1994 وقد كان حلمها أن يكون متحفا ثلاثيا يضم أعمالها وأعمال زوجها الفنان سعد الخادم وشقيقها الرائد محمد ناجي, وفي سبيل ذلك بذلت مجهودا كبيرا مع أسرتها بمعاونة تلميذها الفنان عصمت داوستاشي الذي أعد التصورات والمراسلات وكل ما يتعلق بذلك الحلم الذي ضاع بهدم الفيللا وسرقة الأجزاء المعمارية ذات القيمة التاريخية حيث مبناها علي الطراز القوطي وقد شيدها المهندس الايطاليلامبرون في حديقة القصر الذي سكنه آخر ملوك ايطاليا عمانويل حين نفي إلي الإسكندرية, وسكنه أيضا الكاتب البريطاني الشهير لورانس داريل لقد ضاع الحلم بهدم الفيللا الذي أوقف بعد فوات الأوان بعد استصدار قرار بالحفاظ عليها لأهميتها التاريخية وطرازها المعماري الفريد, ولازال هناك أمل في إعادته وتحقيق الحلم الثالث للفنانة الرائدة عفت ناجي التي أفنت عمرها في الفن وفي سبيل الوطن.. فهل من مجيب ؟!