يبدو أن مرور واحد وخمسين عاما علي استقلال الجزائر لم تكن كافية لتغيير الموقف الفرنسي تجاه الاعتذار عن فتره احتلالها للجزائر. ففرنسا أولاند الاشتراكية لا تزال تؤمن أنه ليس من المهم تقديم إعتذار رسمي للجزائرعلي ما إرتكبته في حق أبنائها من قتل وقمع وإبادة وحشيةعلي مدي132 عاما هي عمر الاحتلال الفرنسي للجزائر. اجيال الشباب الجزائري يقولون ان فرنسا بنيت باموال الجزائر وبرجها الشهير- ايفيل- مصنوع بالحديد المنهوب من مناجمنا و لن تعتذر فرنسا او تعوض الجزائر عن جرائمها حتي تستعيد بلادنا ذاكرة النضال كما فعل الاباء المؤسسون علي مدي132 سنة, والتاريخ لن يتوقف عند سنة1962 عندما طردوا المستعمر. الجرائم ضد الإنسانية الناتجة عما زرعه المستعمر الفرنسي من ألغام خاصة علي الحدود الشرقية والغربية, التي قتل بسببها120 ألف ضحية منذ الاستقلال, لم تكن الا مشكلة بسيطة بجانب ما قامت به القوات الفرنسية من إبادة لقري كثيرة بكاملها, ونفي الآلاف و قتل الملايين وتشريد النساء والأطفال والشيوخ وتعذيب الأحرار. ويبقي معتقل قصر الأبطال, شاهدا علي أبشع جرائم التعذيب والتقتيل التي مارستهافرنسا التي مادامت رفعت شعارات حقوق الإنسان. ولم تتوقف بعد الاستقلال بل استمرت في حصد ارواح الجزائريين من خلال التجارب النووية الفرنسية في الصحراء ومن خلال زرع الالغام في المناطق الحدودية الشرقية والغربية. حرب كلامية وصمت رسمي ورغم ان خطوة الرئيس الفرنسي الذي اعترف بالمجازر التي ارتكبت في حق متظاهرين جزائريين عام1961 بباريس- خرجوا للتظاهر بالعاصمة باريس للمطالبة باستقلال بلادهم, ليقابلوا برد وحشي من الشرطة الفرنسية, حيث تجاوز عدد الضحايا آنذاك المئات رمي بالعشرات منهم أحياء في نهر السين وأعدم آخرون رميا بالرصاص فإنها لقيت ترحيبا في الجزائر ووصفت بأنها' رسالة حسن نية' عشية زيارته للجزائر,الا ان' حركة بذيئة' باليد من وزيرالدفاع الفرنسي السابق جيرار لونغي علي فضائية فرنسية اثارت أكثر ردود الفعل' تشددا' في الجزائر حيث رد رئيس حزب الجبهة الوطني للعدالة الاجتماعية خالد بونجمة بنفس الحركة عندما استضافه تليفزيون خاص. قائلا إن هذه الوقاحة من الفرنسيين تستلزم وقاحة تقابلها, مبديا تأسفه وانزعاجه كابن شهيد إزاء صمت المسئولين الجزائريين تجاه الحادثة, ودعا وزير المجاهدين شريف عباس فرنسا مجددا للاعتذار الرسمي عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا مؤكدا مرة أخري أن الجزائر تطالب و لا زالت تطالب بتجريم الاحتلال الفرنسي والاعتراف بما قام به من جرائم في حق الشعب الجزائري علي غرار التجارب النووية و الألغام والقتل الجماعي و غيرها. واشتعلت الحرب الكلامية بين السياسيين في كلا البلدين قبل زيارة فرانسوا هولاند رئيس وزراء فرنسا الي الجزائرالاسبوع الماضي. اعتراف وليس اعتذار ورغم ان الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اكد مرارا, انه لا سبيل لفرنسا سوي الاعتذار والتعويض عن الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية خلال سنوات الاحتلال, الا ان تاكيد الخارجية الفرنسية أن الموضوع ليس مطروحا اصلا علي جدول اعمال القمة انهي حالة الجدل قبل بدء الزياره, وبالفعل رفض فرانسوا أورلاند الاعتذار عن ماضي بلاده الاستعماري في الجزائر وان كان قد اعترف بها, قائلا ان باريس ترغب بدلا من ذلك في ان تتحرك للأمام علي قدم المساواة وتعزز التجارة مع هذا البلد الغني بالنفط, وانتهت الزيارة الزياره دون اعتذار, وسقطت كرة الشباب الجزائري الغاضب في ملعب النظام الرسمي في بلد المليون شهيد..