الحمد لله..أخيرا بدأت عجلة مصر تدور, وبدأ الناس يشعرون بأن هناك دولة ومؤسسات تشريعية, واسترد الغلابة الذين خرجوا وقالوا نعم للدستور أنفاسهم, بعد أن ضاقت بهم السبل, وكادوا يفقدون الثقة في كل شيء حولهم. عادت لهم الروح التي حاول أعداء الظلام سجنها في قفص الفتنة والاختلاف. ولكن حتي تتحقق أحلام الناس,وتسترد مصر عافيتها لابد أن تنتهي فترة التشكيك والتخوين والتعارك التي كادت تكون هي سمة الحياة السياسية في بلادنا, بفضل قنوات الإفك الفضائية التي لاهدف لها سوي الوقيعة بين المصريين,وإشعال نيران الفرقة والاختلاف,لأنهم لايعملون إلا في هذه الأجواء,ومن أجل ذلك وجدت تلك الفضائيات التي تعمل بأموال الفلول أعداء الوطن. ومهما كان موقف القوي السياسية علي الساحة من الدستور, لابد أن نتعاون جميعا, ونتشارك في أيامنا المقبلة حتي نكون بحق علي مستوي هذا البلد الحضاري العريق, وحتي نكون عند حسن ظن ذلك الشعب العبقري الصابر, الذي لم يخذل لا المعارضين ولا المؤيدين, وذهب إلي صناديق الاستفتاء ليقول كلمته مؤمنا بما قالوه وبما حاول كل فريق أن يرسخه في عقولهم. المصري الحقيقي سواء من قال لا أو من قال نعم قالها لأنه كما فهمها هي وسيلته لتتحرك أمور البلاد إلي الأمام, قالوها من أجل لقمة عيش كريمة,ورغبة في مسكن مناسب,وفي عمل للأبناء الذين طال وقوفهم في طوابيرالبطالة,وأملا في دخل يكفي احتياجاتهم بدلا من العمل ليل نهار لتوفير حد الكفاف ووجبات اليوم الثلاث. مصر في حاجة حاليا وأكثر من أي وقت مضي إلي اصطفاف وطني يضم جميع القوي السياسية حتي يمكن النهوض بالبلاد وتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها ثورة25 يناير,فلن تستطيع جماعة أو فصيل واحد أن ينهض بمصر دون اصطفاف وطني. ولن يكون هناك اصطفاف وطني وهناك من يزرع الشقاق ويؤجج نيران الخلاف التي تشق الصف وتعمق الكراهية بين أبناء الوطن الواحد,ولا يزال يعلن الجهاد حتي إسقاط الدستور!! ولابد أن تلتقي أيادي كل من يريد أن يعمل لبناء وطننا مع اختلاف الرؤي والانتماءات الأيديولوجية, بلا هدف أو غاية سوي خدمة أبناء هذا الوطن الذي لم يبخل ولم يضن يوما علي أي فصيل. مطلوب من كل من يتوهم نفسه زعيما أو قائدا,ومن كل الشركاء في حياتنا السياسية أن يقرروا, هل يريدون النجاح لهذه الثورة وبالتالي رفعة الوطن؟ أم يسعون للسيطرة علي الوطن ومقدراته حتي ولو كان ذلك علي حساب المصريين جميعا؟ لابد أن نعي جميعا أن الثورة شراكة وقبول.. لا انقسام وصراع وإن حالة الاستقطاب والانقسام الحاد في مصر التي أسفرت عن فريقين مع الإخوان وضد الإخوان, حالة ضارة تتعدد آثارها السلبية إلي درجة يصعب حصرها, وبعيدا عن من هو المسئول إذ أن ذلك ليس مهما الآن,المهم هو أن الجميع مسئولون عن مغادرة هذه الحالة بصورة فورية وعاجلة.. إن لم يكن من أجل أحزابهم وحركاتهم وتياراتهم التي سيستهلكونها في الصراع والهدم المتبادل,فمن أجل مصر ومستقبلها الواعد وحياتها الكريمة التي جعلتها ثورة يناير علي موعد مع انطلاقة كبري في ظل قوة ناعمة عابرة للقارات جلبتها لها الثورة ونفوذ عالمي وسمعة دولية محترمة,وستبلغ مصر شأنها العظيم في ظرف قصير ووقت استثنائي, إن لم تنل منها الانقسامات والاستقطابات الحادة. أرجو أن نتناسي جميعا معاركنا الخاصة وطموحاتنا الشخصية وأن نعود كما كنا في ميدان الثورة يدا واحدة, من أجل مصر وشعبها الذي طال انتظاره لتحسن الأحوال, من أجل الفقراء الذين أنهكهم الجوع ونال منهم التعب, من أجل المرضي الذين لايجدون سريرا في مستشفي أو دواء لأوجاعهم,من أجل من يسكنون العشوائيات ويفترشون أسفل الكباري ويلتحفون السماء, من أجل الشباب والفتيات الذين طال انتظارهم للعمل وتكوين أسرة, من أجل الآباء الذين انكسرت ظهورهم من كثرة العمل حتي يعولوا أسرهم, ومن أجل غد أفضل لنا جميعا.