ما كشفت عنه صحيفة هآرتس الاسبوع الماضي نقلا عن التليفزيون الإسرائيلي يؤكد مدي التمييز في المعاملة والعنصرية التي يعاني منها ذوي البشرة السمراء في إسرائيل فشهادة35 مهاجرة إثيوبية من يهود الفلاشا فضحت الأساليب اللا إنسانية التي يتم التعامل بها مع اليهود المهاجرين من إثيوبيا فطبقا لما جاء في شهادات هؤلاء المهاجرات فقد كان يتم إجبارهن في معسكرات الانتقال في إثيوبيا علي تعاطي حقن منع الحمل ومن ترفض تمنع من الهجرة, وتحرم من تسجيل اسمها في مكتب الهجرة ولا تحصل علي أي مساعدة أو رعاية صحية. تقول إحدي المهاجرات وتدعي إيلنا والتي هاجرت إلي إسرائيل منذ خمس سنوات لقد شعرنا بالخوف ولم يكن أمامنا من خيار آخر سوي الموافقة علي ما يريده مكتب الهجرة فبدون مساعدة المكتب لم نكن لنستطيع مغادرة إثيوبيا لذا وافقنا علي أخذ الحقنة وبعدها تم السماح لنا بالهجرة إلي إسرائيل وإيلنا هي واحدة من بين35 مهاجرة كشفت عن مأساتهن الصحفية جل جباي في برنامجها التليفزيوني منذ اسبوعين وشاركتها جمع الأدلة وشهادات هؤلاء المهاجرات الباحثة صبا راؤبين وجاء في البرنامج التليفزيوني أن عملية حقن نساء الفلاشا لا تتم فقط في معسكرات الانتقال في إثيوبيا بل تتم أيضا بعد الوصول إلي إسرائيل حيث تخضع النساء لعمليات تهديد وتخويف وكل هذا بهدف تقليل معدل الانجاب لدي نساء الفلاشا وكشف التحقيق التليفزيوني أيضا أنه خلال العقد الأخير انخفض بالفعل معدل الانجاب لدي نساء يهود الفلاشا المقيمين في إسرائيل بنسبة50% تقول صحيفة هآرتس ان هذه العملية المهينة تبدأ في معسكرات الانتقال حيث يقومون هناك بتجهيز النساء لخفض معدل الانجاب لديهن من خلال حقنهن بحقن منع الحمل والتي تحقن بها النساء كل ثلاثة أشهر وما يبدأ في معسكرات إثيوبيا يستمر في معسكرات الاستقبال في إسرائيل, تقول إحدي السيدات التي رفضت ذكر اسمها انها هاجرت إلي إسرائيل منذ ست سنوات وقبل الهجرة حذرها طبيب المعسكر من صعوبة الانجاب بكثرة لأن من تنجب كثيرا من الأطفال تقل فرصتها في الهجرة إلي إسرائيل وحتي إذا هاجرت لن تجد من يؤجر لها شقة وستواجه صعوبات عديدة ورغم نفي المؤسسات الرسمية في إسرائيل وإنكار أي صلة لهم بهذا الأمر فإن الخطابات المتبادلة بين وزارة الصحة الإسرائيلية والطبيب المسئول عن معسكرات الانتقال في إثيوبيا تفيد عكس ذلك0 وفي بداية عام1996 نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية خبرا مفاده أن بنك الدم في إسرائيل يقوم بتدمير كميات الدماء التي تجمع من يهود الفلاشا الاثيوبيين ويتخلص منها جميعا بشكل منهجي منظم والسبب في ذلك كما أكدته صحيفة معاريف في ذلك الوقت يرجع إلي الخشية من تلوث هذه الدماء بفيروس فقدان المناعة الايدز لكن الحقيقة ان هذا التدمير للدم لا يتعلق بالوقاية الصحية فقط بدليل انه يشمل الفلاشا جميعهم وليس المرضي منهم فقط والاوضاع المعيشية للفلاشا في إسرائيل تشبه إلي حد كبير الاوضاع المأساوية التي عاشها من قبل أبناء جنوب افريقيا من السود علي يد الأقلية البيضاء0