بعد أسابيع من المفاوضات الفاشلة والمناورات السياسية مع خصومه الجمهوريين, وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات عنيفة لقادة الكونجرس بسبب فشلهم في التوصل إلي اتفاق. لتجنب كارثة ما يسمي الهاوية المالية, والتي من المتوقع أن تعصف بأقوي اقتصاد في العالم في الأول من يناير القادم وتزيد الضرائب علي كاهل ملايين الأمريكيين من الطبقة المتوسطة. وحث أوباما زعماء الكونجرس علي النظر في تبني خطة محدودة لتجنب الهاوية المالية خلال الأسبوع المقبل, مؤكدا أهمية تمرير النواب قبل الأول من الشهر المقبل للنقاط التي يوجد إجماع عليها بما في ذلك تمديد التخفيضات الضريبية التي تم العمل بها منذ عهد الرئيس السابق جورج بوش للجميع باستثناء أغني2% من دافعي الضرائب, وتمديد التأمين ضد البطالة, ووضع الأساس للحد من العجز في المستقبل. وقال أوباما في كلمة ألقاها من البيت الأبيض قبل أن يتوجه إلي هاواي لقضاء عطلة عيد الميلاد إن هذا هدف يمكن تحقيقه ويمكن القيام به في غضون10 أيام. وبدا الرئيس الأمريكي محبطا من تقديم الجمهوريين تنازلات للتوصل إلي تسوية, مؤكدا أنه لا يوجد شخص يحصل علي ما يريده بنسبة100%, وأنه يمكن اعتبارها شخصيا متفائل بلا أمل. وأضاف أن هذه الخطة ستترك جانبا بعض القضايا بدون حل مثل الخفض التلقائي في نفقات الدفاع, ومعدلات الضرائب علي دافعي الضرائب الأكثر ثراء وسقف الديون. وأكد الرئيس الأمريكي أنه لا يزال منفتحا أمام التوصل إلي صفقة أكبر, لكنه شدد علي أن أنه سيحتاج إلي دعم الجمهوريين للتوصل إلي حل وسط. وأوضح سنكون قادرين علي القيام بذلك معا, سنجد أرضية مشتركة. وقبل المؤتمر الصحفي, اجتمع الرئيس أوباما مع زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ هاري ريد في البيت الأبيض وتحدث هاتفيا مع رئيس النواب جون بوينر. لكن بوينر تساءل قائلا إنه كيف يمكن التوصل إلي اتفاق؟ الله وحده يعلم. وكان الكونجرس الأمريكي قد وافق أمس علي النسخة النهائية من مشروع القانون السنوي لسياسة الدفاع ليسمح بتخصيص633 مليار دولار للإنفاق الدفاعي لعام2013 بما يتيح تشديد العقوبات علي إيران بسبب برنامجها النووي وتعزيز أمن السفارات الأمريكية. وصوت81 عضوا بمجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الحزب الديمقراطي لصالح مشروع القانون مقابل رفض14 عضوا. وجاء تصويت مجلس الشيوخ عقب موافقة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون علي التشريع وقبل إرساله إلي الرئيس الأمريكي للتوقيع عليه ليصبح قانونا نافذا. وفي هذه الأثناء, دعا السيناتور جون ماكين وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إلي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن الهجمات علي القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا في11 سبتمبر الماضي علي غرار فريق التحقيق الذي شكلته وزارة الخارجية الأمريكية, للإجابة علي العديد من الأسئلة التي لم يجب عليها تقرير الخارجية. وشدد ماكين في مؤتمر صحفي عقده مع السيناتور ليندسي جراهام والسيناتور كيلي عيوط حول تقرير لجنة الخارجية الأمريكية بشأن هجوم بنغازي, علي أهمية تحديد الدور المطلوب من القوات الأمريكية للدفاع عن الدبلوماسيين والموظفين المدنيين في الخارج, وخاصة في وقت يتزايد فيه عدم الاستقرار والخطر في الشرق الأوسط, وأشار إلي أن المحادثات في الكونجرس الآن تتناول الميزانيات المطلوبة للقيام بمهمة حماية الدبلوماسيين الأمريكيين بالخارج. وانتقد ماكين عدم دعم إدارة الرئيس باراك أوباما لليبيا وحمايتها من الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة والميليشيات المحلية التي أنشأت ملاذات آمنة في شرق ليبيا, مما يشكل خطرا مباشرا علي مصالح الأمن القومي الأمريكي. وأشار إلي أن الكونجرس سيواصل بحث الترشيحات التي سيتقدم بها الرئيس أوباما لشغل المناصب الوزارية في حكومته. وفي سياق متصل, تواصلت ردود الأفعال علي ترشيح أوباما للسيناتور جون كيري ليتولي وزارة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون, وقالت هيلاري في بيان صحفي: تحدثت اليوم مع السيناتور كيري, وهنأته علي ترشيحه بصفته وزير الخارجية المقبل.. كما تحدثت مع الرئيس باراك أوباما وقلت له إنه قدم خيارا ممتازا..وآمل أن يتم تثبيت كيري بسرعة. وأضافت كلينتون: كان لي شرف معرفة جون لسنوات عديدة وأعتبره صديقا وزميلا وشريكا, سيجلب خبرة عميقة امتدت لعقود من الخدمة لبلدنا في مجال الشئون الدولية, والدبلوماسية تجري في دمه وعروقه, بصفته نجل مسئول عمل في قطاع الخارجية, وباعتباره متمرسا حصل علي أوسمة عسكرية, فإنه يعرف ما يلزم للدفاع عن أمتنا وقيمنا, وكزعيم في مجلس الشيوخ, فإنه يتفهم كيفية بناء تحالفات والتوصل إلي حلول وسط بشكل احترافي, وكرجل دولة يحظي بالاحترام في جميع أنحاء العالم, فإنه سيكون قادرا علي الحفاظ علي قيادة أمريكا للعالم وتوسيع نطاقها.