دعا السيناتور جون مكين وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إلى تشكيل لجنة لتقصى الحقائق بشأن الهجمات على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا في 11 سبتمبر الماضي على غرار فريق التحقيق الذي شكلته وزارة الخارجية الأمريكية، للإجابة على العديد من الأسئلة التي لم يجب عليها تقرير الخارجية. وشدد مكين في مؤتمر صحفي عقده اليوم مع السيناتور ليندسي جراهام والسيناتور كيلي عيوط حول تقرير لجنة الخارجية الأمريكية بشأن قنصلية بنغازي، على أهمية تحديد الدور المطلوب من القوات الأمريكية للدفاع عن الدبلوماسيين والموظفين المدنيين في الخارج، وخاصة في وقت يتزايد فيه عدم الاستقرار والخطر في الشرق الأوسط، وأشار إلى أن المحادثات في الكونجرس الآن تتناول الميزانيات المطلوبة للقيام بمهمة حماية الدبلوماسيين الأمريكيين بالخارج.
وانتقد مكين عدم دعم إدارة الرئيس باراك أوباما لليبيا وحمايتها من الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة والميليشيات المحلية التي أنشأت ملاذات آمنة في شرق ليبيا، مما يشكل خطرا مباشرا على مصالح الأمن القومي الأمريكي.
ونوه مكين بأن الكونجرس سيواصل بحث الترشيحات التي سيتقدم بها الرئيس أوباما لشغل المناصب الوزارية في حكومته.
من جانبه، تساءل السيناتور ليندس جراهام عن دور الرئيس أوباما في التعامل مع أزمة قنصلية بنغازي، مشددا على أنه لا يمكن العيش في عالم يتمتع فيه الرئيس بالإشادة كما حدث في التخلص من بن لادن ولا يخضع للمسائلة حول حادث بنغازي.
وشدد جراهام أنه أصبح أكثرا تأكدا من أن التصريحات التي أدلت بها السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس في 16 سبتمبر مع خمس محطات تليفزيونية بعد حادث بنغازي بخمسة أيام لم تكن سوى تصريحات سياسية، ولم تكن تتعلق بما يحدث على الأرض.
وفيما يتعلق بوزيرة الخارجية الأمريكية، أكد جراهام أن كلينتون مريضة ولا تتهرب من الإجابة على أسئلة الكونجرس، وأنها ستدلي بشهادتها بعد أن تتعافى كما وعدت في يناير القادم، مشيرا إلى الحاجة لشهادتها والإدلاء بما تعرفه عن الظروف المتدهورة في بنغازي ونمو ميليشيات القاعدة هناك.
وشدد جراهام على أنه لم تكن هناك مشكلة فيما يتعلق بتوفير التمويل اللازم لتأمين الأمريكيين في بنغازي، مشيرا إلى أنه عضو في اللجنة الفرعية للاعتمادات الخارجية بمكتب خدمات المشاريع، وقد تم توفير الأموال التي كانت مخصصة لعمليات العراق لتوفير المساعدة في أي مكان في العالم.. ونوه بأنه تم سحب 20 مليون دولار من الأموال التي كانت مخصصة لأمن السفارة الأمريكية بالعراق في عام 2012 وتم إنفاقها في طرابلس، كما أشار إلى أن هناك 33 مليون دولار لحساب العراق مع تفاهم صريح بأنه يمكن استخدامها في أي مكان.
وأعرب جراهام عن قلقة بشأن تخفيضات التمويل مستقبلا، مشيرا إلى ضرورة وضع الجوانب الأمنية في الاعتبار عند إجراء مفاوضات الميزانية، وشدد على أنه لا يمكن ترك الأمريكيين في بقعة سيئة والتخلي عنهم فيما يتعلق بالتمويل.. وشدد مجددا على أن التمويل لم يكن مشكلة فيما يتعلق بحادث 11 سبتمبر في قنصلية بنغازي.
وانتقد جراهام الاستعانة بأفراد أمن من الحكومة الليبية التي لم تكن موجودة أصلا وبالتالي لم يكن من الممكن الاعتماد عليها.. كما شدد على عدم إمكانية الاعتماد على الميليشيات الليبية، وانتقد مبدأ الإدارة الأمريكية الذى أطلق عليه "القيادة من الخلف" والاستعانة بمصادر خارجية لحماية السفارات والقنصليات الأمريكية بالخارج.
وقال جراهام مخاطبا الرئيس أوباما: "سيدي الرئيس، الإستراتيجية التي تطبقها للقيادة من الخلف تسمح للشرق الأوسط بالانفجار أمام أعيننا.. عليك بالمشاركة استنادا إلى الواقع.. والحقيقة أن العراق تتهاوى، وإذا لم تقم بعمل شيء هناك قريبا، فإن نفس الشيء الذى حدث في ليبيا سوف يحدث في العراق وأماكن أخرى في جميع أنحاء العالم".
ومن جانبها، أكدت السيناتور كيلي عيوط ضرورة محاسبة من ارتكب العمل الإرهابي في ليبيا أمام القضاء. مواد متعلقة: 1. السيناتور الأمريكي جون ماكين يدعو لشن ضربات جوية على سوريا 2. السيناتور الأمريكي جون ماكين يزور مصر 3. «جون ماكين» ينتقد الإعلان الدستوري الجديد بمصر