مسرح المنصورة القومي الذي كان يوما أحد أبرز المعالم الثقافية والتنويرية في منطقة الدلتا والذي شهد إقامة أهم العروض المسرحية خلال القرن الماضي، حيث وقف علي خشبته الفنان جورج أبيض والفنان يوسف وهبي وأقامت عليه أم كلثوم عددا من الحفلات الغنائية في الثلاثينيات واوائل الاربعينيات وقدم عليه الفنان محمد صبحي مسرحية علي بك مظهر وقدم عليه الفنان يوسف شعبان مسرحية مطار الحب.. هذا المسرح توقفت جميع الأنشطة التي كانت تمارس عليه منذ عام 2005 وأصبح في حالة يرثي لها كما استولت المحليات علي جزء جديد من المبني عبارة عن شقة كان الدفاع المدني يستغلها حيث تركها وقامت المحليات بتخصيصها كإدارة للكوارث. وبالرغم من ان الحكومة اليابانية قدمت منحة لمشروع ترميم واحلال وتجديد المسرح وتحويله لدار اوبرا المنصورة بملحقاته بتكلفة22 مليون وقامت القوات المسلحة في عام 2010 بعمل مقايسة تقديرية لمشروع ترميم المسرح وتحويله لصرح ثقافي متكامل يشمل دارا لأوبرا المنصورة ومسرحا وسينما وفندقا لاقامة الفرق الزائرة إلا ان القائمين علي أمر المحافظة اضاعوا هذه الفرصة لعدم تنفيذ الشروط التي اشترطتها حكومة اليابان والتي تشمل اخلاء المبني بالكامل. من الأنشطة غير الثقافية الموجودة بالمبني مثل بنك المصرف المتحد ومجلس مدينة المنصورة ومعرض الأسر المنتجة وبعض المحلات. قصة هذا المسرح الحزين رصدها احدث تقرير اعده الدكتور مهند فودة المدرس المساعد بكلية الهندسة جامعة المنصورة في21 ديسمبر الحالي حيث تبين ان جزءا من المبني يعاني تدهورا الي جانب وجود تآكل بعض الزخارف الجصية الرائعة للأسقف والحوائط والتي لا تقل روعة عن مثيلتها بمسرحي الأزبكية بالقاهرة وسيد درويش بالاسكندرية. وقال التقرير ان عوائد ملكية المبني موجودة حاليا بسجلات دار المحفوظات بالقلعة وادارة حي غرب المنصورة, كما تبين ان المبني كان من ملحقات قصر امينة هانم زوجة الخديو توفيق وتمت اقامته في عام 1870 ثم قام المهندس الايطالي ماريللي في عام 1902 بتصميمه واعادة بنائه ليحتوي علي ديوان مجلس مدينة المنصورة وحجرات وصالة لاقامة حضرات اعضاء المجلس البلدي بالاضافة الي مسرح تياترو يسع 650 مقعدا وبه كازينو وصالة للبلياردو وفي الاربعينيات من القرن الماضي تم تخصيص صالة المسرح لوابورات المطافي حتي عام 1964 عندما تمت اعادة افتتاح مسرح المنصورة القومي بمناسبة الاحتفال بعيد الدقهلية القومي في عام 1964. ويوضح عادل عفر مدير عام مسرح المنصورة القومي حجم المشكلة بقوله ان الحكومة اليابانية تقدم منحة للمراكز الثقافية بدول العالم الثالث ومن بينها مصر كل عدة أعوام وعندما تقدمنا للحصول علي المنحة اشترطت اليابان وقتها اخلاء المبني بالكامل من الأنشطة غير الثقافية ولم نحصل علي المنحة وقدرها22 مليون جنيه في عام 2000 لصعوبة اخلاء تلك الأنشطة من المبني. ويؤكد عفر ان حكومة اليابان عادت واعلنت عن تقديم المنحة بذات الشروط ولكن اعطت مهلة مرة أخري تنتهي في منتصف شهر يناير القادم وان المحافظ صلاح الدين المعداوي سبق وان وعد بدعم مشروع دار الأوبرا واخلاء مبني المسرح بالكامل من كافة الأنشطة المخالفة لشروط المنحة إلا انه يوجد تباطؤ من قبل مجلس مدينة المنصورة.
