تسود حالة من التذمر والقلق بين صفوف المبدعين والمثقفين بالمدينة الحرة.. علي مستقبل النشاط الثقافي في ظل غياب ثلاثة صروح ثقافية هامة.. هي قصر الثقافة وأوبرا بورسعيد والمتحف القومي.. وتتعثر خطوات الانشاء والترميم التي منذ سنوات قد تطيل إلي سنوات أخري.. الأمر الذي أدي إلي تفكك وشتات للمبدعين ودخول الأنشطة الفنية والثقافية في بيات شتوي دائم اللهم إلا من بعض المحاولات الفردية هنا وهناك. يتساءل المثقفون لماذا لم توفر المحافظة البدائل لتقديم هذه الأنشطة عليها بدلا من التمسك بتأجير المسرح الوحيد "مسرح الأكاديمية الدولية" بثلاثة آلاف جنيه لليلة الواحدة. "المساء" تفتح هذا الملف الهام وتتحاور مع أطراف القضية.. عساها أن تعجل من انشاء وترميم هذه الصروح الثقافية. تاريخ ثقافي * في البداية يتساءل الكاتب قاسم مسعد عليوة الأديب وعضو اتحاد الكتاب لماذا لا يوجد في بورسعيد ذات التاريخ الثقافي العريق.. سوي قصر الثقافة الوحيد.. ومع هذا فهو قيد الترميم.. وللأسف تمت الموافقة من قبل علي انشاء قصر ثقافة في بورفؤاد.. إلا أن التمويل المركزي أدي إلي ضياع الأرض.. وللأسف فإن ترميم القصر يسير ببطء شديد.. لذلك نهيب بالمسئولين سواء بالهيئة العامة لقصور الثقافة أو الإدارة المحلية.. الإسراع في ترميم القصر.. الذي أدي إلي تكدس الموظفين في أماكن غير آدمية لا تليق بهم مما أثر علي العروض الفنية المختلفة. أما أوبرا بورسعيد فأنا شخصيا أشكر المحافظ السابق د.مصطفي كامل محمد الذي تبني الصرح الثقافي.. وللأسف تعتريني مجموعة من الشكوك حول إدارة هذا المبني.. وأسلوب إدارته.. وقد تنامي إلي سمعي أنه سوف يدار بشكل استثماري الأمر الذي يجعلنا جميعا نطالب بضرورة وضع خطة عاجلة لتشغيله تضمن مشاركة الجميع فيه. * أشار عادل منسي - ممثل ومخرج مسرحي - الحركة الفنية معطلة بسبب عدم استكمال هذه المنشآت لذلك نطالب الفنان فاروق حسني وزير الثقافة بالاهتمام بهذه المنشآت. * أكد الفنان التشكيلي عباس الطرابيلي.. ان قوة الدفع لهذه المشروعات التي يهتم بها قطاع كبير من الناس.. تتعطل.. والأسباب غير معروفة لانه ليس هناك احساس بأهمية هذه المنشآت الثقافية.. والنتيجة ان هناك فجوة كبيرة بين المثقفين.. * قال مصطفي خضير - فنان الخط العربي - يحزنني أن أقيم معرضا للخط خارج بورسعيد لأنه لا توجد قاعة مجهزة لاقامة أي معارض لذلك لابد من سرعة الانتهاء من أوبرا بورسعيد وترميم قصر الثقافة الذي نتمني أن تكون بين جنباته قاعات للفن التشكيلي. * يتحسر الأديب كامل عيد علي حال الثقافة ببورسعيد ويقول: نحن كأدباء بنادي الأدب "متبحترين" في كل مكان ما بين معسكر الكشافة الدولي والتوكيلات الملاحية ونادي بورسعيد الرياضي فقد انفرط عقدنا.. لذلك لابد من انجاز هذا القصر الذي نعتبره بيت العيلة لكل الفنون والإسراع في انشاء أوبرا بورسعيد. * يتخوف المخرج المسرحي رشدي إبراهيم من بطء ترميم القصر فيقول: دخلنا في العام الثاني والقصر محلك سر. * يشير الشاعر محمد حجازي.. إلي أن ترميم القصر المتكرر يهدر ملايين الجنيهات علي الدولة.. ولا نتوقع أن يكون هذا الترميم سليما ونهائيا كما حدث للمرة السادسة تقريبا.. ولا نعرف لماذا يسير العمل في أوبرا بورسعيد بهذا البطء.. هذا الصرح الذي بني علي انقاض المسرح الصيفي أقدم المسارح وأعرقها بالمدينة. * يؤكد عاطف العطوي - رئيس الجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة - ان مشروع أوبرا بورسعيد الذي يقيمه الجهاز بتكلفة 160 مليون جنيه سينتهي العمل فيه في منتصف العام القادم. * محمد خضير - مدير عام الثقافة - أكد ان ترميم القصر سينتهي العمل به وفقا لتصريحات الإدارة الهندسية بالهيئة 2012 وبالفعل نحن نعاني أشد المعاناة.. لاننا قمنا بتوزيع كل العاملين بالثقافة علي المواقع الثقافية المختلفة بالمدينة لحين استكمال الترميم.