اجتاح الاحباط صفوف ونفوس مثقفي ومبدعي بورسعيد.. عقب البدء في ثالث عملية ترميم جذرية لبيتهم قصر ثقافة بورسعيد والذي خرج من الخدمة رسميا مع اغلاق ابوابه اخيرا وتسليمه لشركة المقاولات المنفذة, وتوزيع موظفيه وعماله وفنانيه علي فروع القصر بالاحياء ومراكز الشباب والمكتبات العامة. وهي حالة ستستمر علي الاقل لمدة عامين.. إن لم تتعثر الاعمال الانشائية.. كالمعتاد لتزيد فترة التنفيذ عن ما هو مقرر لها.. ويستمر التشتت واليتم للمواهب البورسعيدية الباحثة عن حقها في الابتكار والابداع والعجيب في أمر قصر ثقافة بورسعيد أنه خضع من قبل لعمليتي ترميم واسعتين.. وبعد كل واحدة منهما كان مثقفو بورسعيد يظنون أن يد الترميم لن تمتد للمبني مرة ثانية حتي جاء الترميم الاخير بعد مأساة مسرح بني سويف الشهيرة وما استتبعها من مراجعة شاملة لاشتراطات التأمين والحريق. وفي مواجهة عمليات الترميم شبه الدورية للقصر البورسعيدي.. أعرب ادباء وفنانو بورسعيد عن حزنهم لما يجري.. وقال الفنان صلاح الدمرداش المخرج المسرحي أن هناك أزمة حقيقية.. في مراكز الابداع المختلفة بالمدينة.. فها هو قصر الثقافة قد خرج من الخدمة, ومن قبله خشبة المسرح الاقليمي.. وجميع المسارح الصغيرة التي كانت منتشرة ببعض المدارس والجمعيات.. وكان الامل منعقدا علي اوبرا بورسعيد ولكن وللاسف.. مازال المبني تحت الانشاء منذ اكثر من6 سنوات.. وحتي في حال انتهائه وفتح ابوابه.. فمن المؤكد أنه سيكون للخاصه وليس للمبدعين من طبقات الشعب الدنيا.. والسؤال الذي يطرح نفسه الان.. هو ما هي التكلفة الاجمالية لعمليات الترميم الثلاث التي خضع لها قصر الثقافة ؟ ولماذا لم تخصص تلك الملايين لانشاء قصر جديد ومتطور في نفس موقعه بدلا من اهدار المبالغ الباهظة في اعمال ترميم مؤقتة ؟! وأضاف الدمرداش.. أن الخدمة المؤداة من جانب القصر.. والتي تحظي برعاية واهتمام قيادات هيئة قصور الثقافة خدمة رائعة ولا مثيل لها وهي المتنفس الوحيد للمواهب والخامات الطيبة في جميع الفنون لذلك نأمل في عودة القصر بسرعة لاداء دوره. ومن جانبه قال محمد خضير مدير عام ثقافة بورسعيد أن الترميم الحالي قد فرضته حادثة بني سويف, ونتائج التقرير الشامل للمعاينة التي اجرتها ادارة المطافيء والحريق بمديرية الامن( الحماية المدنية) والذي أعتبر القصر بوضعه الحالي( قنبلة موقوتة) لكل المتعاملين معه.. وأوصي باتخاذ اللازم للحفاظ علي الارواح واستيفاء الاشتراطات المختلفة وبناء علي تلك التوصية جاء القرار السريع لهيئة قصور الثقافة بادراج قصر ثقافة بورسعيد ضمن قائمة القصور المقرر ترميمها وتطويرها.. وهو قرار ارتكز في الاساس علي تأمين سلامة الادباء والمثقفين والمتلقين.. وهو اساس يسبق في الاولويات تقديم الخدمة وسط احتمالات الخطورة الداهمة. وأضاف خضير أنه وعلي الرغم من اغلاق القصر إلا أن النشاط الثقافي لكل الفرق مستمر.. ومازالت العروض المختلفة تتوالي بالتعاون مع العديد من الهيئات التعليمية والرياضية.. وبإذن الله سيعود القصر لمحبيه ورواده في الموعد المحدد لانتهاء أعماله الانشائية.