تشهد محافظة بورسعيد حاليا نوبة صحيان بعد سبات عميق لاعادة الحياة لمراكزها الثقافية والاثرية والتي عانت طويلا من الاهمال. حتي وصلت الي درجة كانت تشكل خطورة علي روادها. وبدأت عمليات اعادة الحياة لهذه المراكز بمشروع احلال وتجديد متحف بورسعيد القومي والذي راح ضحية الاتصالات بين المحافظة ووزارة الثقافة ولجان تغدو وتروح لاكثر من عشر سنوات وهي تبحث حالة المتحف الذي ظل مغلقا طوال هذه السنوات العشر وتركه وهو عبارة عنه اطلال مهجورة في اجمل موقع ببورسعيد بسبب خطورة وحالة مبانية. واخيرا بدأت عمليات احلال وتجديد المتحف بعدما تم تخصيص75 مليون جنيه لتطويره وتحويله الي مزار سياحي عالمي لوقوعه عند المدخل الشمالي لقناة السويس بجوار مرسي سفن الركاب السياحية.. وسيستغرق العمل به لمدة عامين يتحول بعدها الي مشروع ثقافي وحضاري وترفيهي وليس مجرد متحف لعرض الاثار من العصور التاريخية المختلفة. ومشروع تطوير المتحف سيكون جزءا من مشروع اكبر لتطوير المنطقة بالكامل, حيث تقرر تنفيذ مشروع للصوت والضوء في منطقة رصيف تمثال ديليسبس علي ضفاف القناة يحكي تاريخ حفر قناة السويس والاحداث التاريخية التي شهدتها بورسعيد, كما ستضاف خدمات جديدة لخدمة حركة السياحة واجتذاب اكثر من150 الف سائح يصلون للميناء سنويا, ويعبرون امام بوابة المتحف وهي علي بعد خطوات منهم ولا يدخلون ويأمل مسئولو المحافظة وخبراء السياحة بها ان يشمل مشروع تطوير المتحف اضافة المزيد من الاثار من العصور الفرعونية والاسلامية والقبطية والرومانية ليكون مجمعا لآثار هذه العثور لاجتذاب السائحين. والجدير بالذكر ان المتحف القومي انشئ عام1963 وافتتح في عام23 ديسمبر عام1986 الا انه تم اغلاقه وتوقفت الزيارات له منذ عام2000 وحتي الآن وذلك بحجة تطويره وتجديده. والمشروع الثاني يجري حاليا بقصر ثقافة بورسعيد لاعادة تجديده وتطويره وكأنه يبني لاول مرة بعد ان فشلت مشروعات التجديد والاحلال الجزئية السابقة التي اجريت بالمبني, حيث تم تخصيص مبلغ15 مليون جنيه اعتمادا ماليا لاحلاله وتجديده بعدما اوصت بها ادارة الحماية المدنية ببورسعيد في تقريرها للمحافظ اللواء مصطفي عبد اللطيف بعد مأساة حريق قصر ثقافة بني سويف, وقد تمت معالجة خرسانات المبني بأكمله وعمل بياض المحارة وتركيب بلاط الاسطح وتم رصد مبلغ3 ملايين وخمسمائة الف جنيه لاستكمال صالة المسرح وتحويله الي احدث المسارح المجهزة بأحدث الاساليب التكنولوجية ويجري العمل ايضا في تطوير مخزن الديكور ومعرض الفنون التشكيلية بالقصر وتركيب احدث شبكة انذار واطفاء للحريق به وتجهيز الفرع بكل المنقولات المضادة للاشتعال ليكون مقوما ضد الحرائق في مكونات تأسيسه سواء بالاجهزة او بالاساس. ويقول محمد خضير مدير عام فرع هيئة الثقافة ببورسعيد انه تم نقل الانشطة الفنية والادبية الي مراكز الشباب بأحياء المحافظة حتي لاتتعطل رسالة القصر خلال مشروع التطوير, حيث يتم تدريب فرقة الموسيقي العربية داخل احدي قاعات المعسكر الكشفي الدولي, مشيرا الي ان الفرقة حصلت علي المركز الاول في مسابقة موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب علي مستوي اقليم القناة وسيناء الثقافي العام الماضي, وبدأت في الإعداد الجيد لمسابقة زكريا احمد هذا العام.. كما تم نقل نشاط نادي الادب الي قاعة نادي بورسعيد الرياضي وزادت خطة النشر للمبدعين هذا العام, وبلغ عدد الكتب التي تم نشرها اربعة كتب, واضاف فرق الفنون الشعبية والآلات الشعبية وكورال الاطفال, يتم تدريبهم جميعا بمركز شباب الزهور, بينما يتم تدريب فرقة الفنون الشعبية للاطفال بمركز شباب بورسعيد, وتمت خصيص مكان بمكتبة طفل حي العرب لتدريب مركز بورسعيد للدراما الحركية, وبخصوص المسرح فقد قامت الفرق المسرحية بتنفيذ4 اعمال العام الماضي, وجاري حاليا الاعداد لعمل مسرحي جديد لفرقة بيت ثقافة بورفؤاد, وسيتم تنفيذه علي احد مسارح هيئة قناة السويس. واخيرا ظهر علي كورنيش بورسعيد المبني الذي تنتظره المحافظة منذ عدة سنوات للمركز الثقافي الدولي والذي تأمل به بورسعيد ان تكون مركزا وبؤرة للنشاط الثقافي والمهرجانات والمؤتمرات الدولية لدول حوض البحر المتوسط وسيكون هذا المشروع منارة ثقافية كبري تطل منها بورسعيد علي جيرانها في مدن ومحافظات مثيلة لها بالبحر المتوسط بل وعلي العالم اجمع, ويضم مسرحا رئيسيا يسع ل900 متفرج و2 قاعة سينما تسع كل منها250 مشاهدا وقاعة متعددة الاغراض بمسطح600 متر مربع وكافتيريا تسع ل350 فردا ودورا لجراج عام للجمهور( اسفل الحديقة) يتسع لحوالي140 سيارة وتبلغ مساحة الموقع حوالي3675 مترا مربعا بتكلفة30 مليون جنيه.