بمليونية التحرير أمس الأول دخلنا مرحلة أخري وأصعب من لبننة مصر نسبة إلي انقسام لبنان وصار التحزب وصراخ الخصومة السياسية أعلي من مصلحة الوطن والسلم الاجتماعي, وبدأ فريق الرافضين للأخوان في التوحد بينما تشعر الجماعة مع السلفيين أنهم الأقوي, وهكذا تدخل مصر عصر التنابز بالحشود والإستقطاب وربما بالعنف وقد بدأت بشائره بالفعل عندما مات جيكا في محمد محمود وإسلام في دمنهور!. ونسي الجميع أهداف الثورة فلم يتظاهر المتظاهرون من أجل إعادة هيكلة الداخلية وتطهير القضاء والإعلام وفي الوقت نفسه لم يوف الرئيس بوعده في تنفيذ مثل هذه الأهداف!. السبب الأساسي لذلك في رأيي هو نجاح النظام السابق الذي ما زال يحكم الدولة العميقة في ضرب نظام الحكم الجديد وهو لا يدري ويتخيل أنه يهدئ الأمور معها في صفقات, أبرزها الخروج الآمن لقيادات المجلس العسكري.. وهو خطأ أبعد الشارع المصري عن الحكام الجدد بل إن الشهور الخمسة الماضية زادت من أعداد المعارضين حتي إن نسبة كبيرة من الثوار والذين وقفوا بجانب الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة انضموا الي المعارضة وخاصة بعد أن مات واحد منهم في حادثة محمد محمود الثانية كما أن القوي المدنية كأنها تذكرت فجأة أن نسبة معتبرة من الذين يشاطرونهم كره الإخوان هم أزناب النظام السابق ورجال الحزب الوطني وأن خروج هؤلاء من المعادلة السياسية باعتبارهم فلول أضعف هذه القوي في مواجهة الإخوان فدعوهم للانضمام إليهم حتي شاهدنا الفلول مع بعض الثوار إيد واحدة. ..و ما يفسر هذا الاصطفاف الجديد هو الدور الذي يلعبه الآن المستفيدون من النظام السابق من قضاة ومحامين وصحفيين وإعلاميين ورجال أعمال والذين يسكبون الزيت علي النار في محاولة لتهييج الجماهير لا كما يقولون من أجل رفض الديكتاتورية التي جلبها الإعلان الدستوري, ولكن وللحقيقة هو رفض حكم التيار الإسلامي وربما الخوف من الكشف عن فساد ينالهم خاصة بعد تعيين نائب عام جديد ليس له مصلحة مع نظامهم السابق. المزيد من أعمدة ايمن المهدى