كأنه كان يعلم ما سيحدث له!! وأن قوات الأمن سترد على رسالته التى تركها على صفحته الخاصة على «فيس بوك» قبل نزوله إلى الميدان، التى كتب فيها: (ده بإذن الله آخر بوست هكتبه لحد ما أرجع بكرة من شارع «عيون الحرية»، أنا نازل عشان دم إخواتنا، وعشان الثورة نازل عشان أعز أصحابى « أسامة أحمد طه اللى شيلته بإديا، نازل عشان حرارة، نازل عشان كل الشهدا والمصابين، وحمو طه وأحمد يوسف أجدع أصحاب اللى راحوا فى بورسعيد. لو ما رجعتش ماليش غير طلب واحد إن الناس تكمل الثورة وتجيب حقنا). وترك تحية لأصحابه بالاسم وطلب منهم أن يسامحوه وختم رسالته بالشهادة «أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله» هذه كانت رسالة «جيكا»، التى جاء الرد عليها من قبل الداخلية برسالة أخرى، ربما أنها ليست ل«جيكا» وحده، وإنما لكل الثوار أو من يقفون فى وجه النظام.. علما أن الشهيد «جيكا» هو أدمن صفحة «أنا ضد الإخوان» وهو نفسه الذى احتفل بفوز الرئيس أملا فى أنه سيأتى بحق الشهداء. «جيكا» لم يكن يهمه إلا الوطن ومصلحة الوطن، فلم يعارض فوز الرئيس الحالى، بل وقف معه واحتفل بفوزه. وعندما وجد أنه لن يأتى بحقوق الثورة قرر أن يقف فى وجهه دون خوف، فقد كان يحمل روحه على كفه فداء للوطن والحرية. لكنه لم يعلم أن الطيور الجديدة ستخطف روحه من على كفه فى غمضة عين، ليلحق بأصدقائه فى مثواهم الأخير. ترك «جيكا» رسالته الأخيرة وردت قوات الأمن عليه أيضا برسالتها التى لن تكون الأخيرة، لكن تظل وصية «جيكا» وطلبه الوحيد هو «إن الناس تنزل وتكمل الثورة وتجيب حقنا عشان بلدنا ترجع تانى أم الدنيا». رحل الثائر الذى أبصر الموت قبل أن يلقاه، لكنه ترك أمانة فى أعناق كل المصريين حقوق الوطن والشهداء والمصابين والثورة، كل هذا كان ما يهم «جيكا»، فهل سينفذ الناس وصية الشهيد؟ أم أنه سينضم لقطر الشهداء ليتم نسيانهم فى حادث قطار آخر؟