بدأت الأحزاب الرئيسية الثلاثة: العمال الحاكم والمحافظون المعارض والليبرالى الديمقراطى الصاعد فى إعادة ترتيب أوراقاً استعداداً للمواجهة الحاسمة يوم الخميس المقبل. وذلك مع دخول السباق الانتخابي البريطاني مرحلة الحسم حين يذهب البريطانيون إلي صناديق الاقتراع، فبينما قررت فيه ثلاثة استطلاعات جديدة للرأي أمس ما أظهرته سابقتها من تقدم حزب المحافظين بقيادة نجمه ديفيد كاميرون, إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلي أن صاحب النجم الصاعد نيك كليج زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي قد يكون صاحب القول النهائي في شكل البرلمان والحكومة البريطانية المقبلين بسبب تصاعد شعبيته علي حساب منافسيه كاميرون وبراون. ومع إدراك كليج لحجم التغيير الذي أدخله علي حزبه نجح في الصعود بالحزب من مجرد كونه الحزب الثالث ليصبح شريكا محتملا للحزب الفائز تبني صاحب النجم الصاعد أمس تكتيكا جديدا للهجوم علي خصميه, فبدلا من توجيه النقد للأشخاص, ضرب كليج علي وتر آخر من أوتار التغيير حيث تعهد للناخبين أمس بإجراء مراجعة شاملة للنظام السياسي البريطاني منتقدا النظام الانتخابي الذي مكن حزبين فقط- العمال والمحافظين من السيطرة علي مقاليد الحكم في بريطانيا طوال العقود الماضية دون السماح لغيرهما بالصعود. وعلي الرغم من غياب الأجواء الكرنفالية الخاصة بالانتخابات الأمريكية, فإن روح هذه الانتخابات والفائز بها الرئيس باراك أوباما ظهرت بقوة في حديث كليج الذي تبني أمس نهج أوباما في بناء الجسور مع الخصوم بحثا عن المصلحة عامة, حيث أكد خلال حديثه مع وكالة أسوشييتد برس أمس أنه يعتزم الحديث مع العماليين عن الفجوة التي تفصل بينهما, كما أنه سيفعل نفس الشيء مع المحافظ كاميرون الذي يعارض أفكار كليج الخاصة بتغيير النظام الانتخابي. وقال كليج: لقد دارت عجلة التغيير, بدأ في الحركة بزخم وما عاد في وسع أحد أن يوقفها. أنا مقتنع بان أي سياسي لن يقدر علي إنكار قضية ضرورة معالجة النظام الانتخابي وإصلاح النظام السياسي البريطاني. وحقيقة.. أشعر بالدهشة من موقف ديفيد كاميرون الرافض لهذا الأمر. ومتأثرا مرة أخري بحديث أوباما للشباب, وجه كليج حديث لهذه الفئة من الناخبين قائلا: هذه المرة لدي هذا الجيل فرصة حقيقية أدعو الجميع إلي التصويت بقلبه, وعقله, أدعوكم للتصويت لصالح التغيير الذي تبحثون عنه. وبعيدا عن أحاديث كليج عن التغيير, تمسك جوردون براون العمالي بحديثه التقليدي عن المستقبل والأمان الذي نجحت سياسات حكومته في ضمانه للبريطانيين. وفي محاولة لوقف تقدم الصاعد كليج علي حسابه خاصة في أعقاب المناظرات التليفزيونية التي نجح كليج وكاميرون خلالها في التحرك بأريحية علي خشبة المسرح وكأنهما نجما هوليوود, قال براون أمس لصحيفة الأوبزرفر: نحن هنا نتحدث عن مستقبل بلادنا. نحن لا نبحث عن مقدم تليفزيوني جديد لأحد البرامج الترفيهية في إشارة تهكمية لكليج الذي سحب البساط من تحت أقدام العماليين ودفع بهم إلي المركز الثالث. وكانت ثلاثة استطلاعات رأي جديدة قد عززت أمس زخم حزب المحافظين في السباق البريطاني, فيما بدا أن حزب العمال أكثر قربا من فقدانه دفة الحكم التي يسيطر عليها منذ13 عاما. وقالت وكالة رويترز إن الاستطلاعات أظهرت أن بريطانيا في طريقها لأول مرة منذ عام1974 إلي برلمان لا تشكله أغلبية ساحقة. ومع عجز الناخبين عن تحديد وجهتهم, وضعت وكالة الأنباء الفرنسية ثلاثة سيناريوهات متوقعة لما سيسفر عنه السباق الانتخابي البريطاني. الأول: هو فوز المحافظين بأغلبية ساحقة بالأصوات ولكن ليس أغلبية المقاعد التي ستبقي في يد العمال. وأوضحت الوكالة أنه في هذه الحالة سيتحول الليبراليون الديمقراطيون إلي حزب صناع الملوك لأنه الحزب الذي سيسعي كل من العمال والمحافظين إلي التحالف معه لتحقيق الأغلبية. أما السيناريو الثاني: فهو أن يحقق المحافظون أغلبية بفارق قليل عن منافسيه ولكنه سيضمن عددا أكبر من المقاعد, هذه الحالة سيخرج العمال والليبراليون خارج اللعبة السياسية لأن المحافظين سيفضل التحالف مع أحزب أصغر لضمان هامش الأغلبية التي يحتاج لها. أما السيناريو الثالث: فهو أن يحقق المحافظون أغلبية ساحقة ليصبح ديفيد كاميرون رئيسا للوزراء للمرة الأولي للمحافظين منذ نحو13 سنة.