علي الرغم من انتهاء السباق الانتخابي البريطاني ووسط توقعات بأن لا يتم التوصل لاتفاق قبل اليوم. فإن بريطانيا لا تزال تعيش تداعيات هذا السباق الذي فشل خلاله المتنافسون الثلاثة. رئيس الوزراء العمالي جوردون براون والمحافظ ديفيد كاميرون والليبرالي الديمقراطي نيك كليج في تحقيق نتيجة حاسمة والحصول علي أغلبية تمكن أيا منهم من تشكيل الحكومة. فبينما يراقب براون لعبة الكراسي الموسيقية السياسية التي بدأت مع انتهاء الانتخابات غير الحاسمة مكتفيا بأن يعرض علي الليبراليين خوض مفاوضات إذا لم تسفر محادثاتهم مع المحافظين علي أي اتفاق, دخلت هذه المفاوضات التي يجريها المحافظون- الرابح الأكبر بالأصوات والمقاعد- مع الليبراليين الديمقراطيين يومها الثالث دون التوصل إلي نتيجة حاسمة الأمر الذي ينذر وفقا لما جاء في تقرير لوكالة رويترز بإجراء انتخابات جديدة خلال الأشهر المقبلة بهدف منح بريطانيا حكومة تتمتع بأغلبية مستقرة. وقالت متحدثة باسم حزب المحافظين إن اللقاء الذي استغرق نحو70 دقيقة كان بناء ووديا, إلا أن التحالف بين كاميرون المحافظ وكليج الليبرالي لن يكون أمرا سهلا خاصة مع الاختلافات الكبيرة في الأجندة السياسية للحزبين والضغوط التي يمارسها الناخبون علي كليج وكاميرون بعدم التخلي عن أهدافهما السياسية في مقابل تشكيل الحكومة. ففي الوقت الذي تستعد فيه أربعة وفود رفيعة المستوي من الجانبين لبدء جولة مفاوضات جديدة خلال ساعات, احتشد أنصار كليج أمام مقر الحزب مطالبين زعيمهم بعدم التخلي عن أهدافه مقابل الدخول في حكومة ائتلافية مع المحافظين. وكما يتعرض كليج لضغوط من أنصاره, يواجه المحافظ كاميرون هو الآخر ضغوطا متزايدة من داخل حزبه بهدف دفعه إلي التحالف مع أي من الأحزاب الصغيرة لضمان الأغلبية في البرلمان بدلا من التحالف مع الليبرالي كليج المؤيد لأوروبا. وقال كاميرون في رسالة إليكترونية بعث بها إلي أنصاره إنه لن يهرول إلي اتفاق كيفما كان, لكنه مستعد للتنازل في بعض المجالات. وبينما تستمر المفاوضات بين كاميرون وكليج, يواجه جوردون براون دعوات من داخل النواب العماليين إلي استقالته. فقد دعا النائب العمالي جون مان رئيس الوزراء براون إلي الاستقالة, مؤكدا في خطاب أرسله أمس إلي رئاسة الوزراء أن هذا المطلب يعبر عن رغبة الكثير من النواب العماليين ويعبر عن رأي البريطانيين أيضا. وعلي صعيد متصل كشف استطلاع أجرته صحيفة الاندبندنت أون صنداي النقاب عن أن ثلثي البريطانيين أكدوا أن علي براون أن يعترف بالهزيمة وفتح الطريق أمام رئيس جديد. في هذه الأثناء أكد مجموعة من الخبراء في مجال الانتخابات أن حزب المحافظين كان قاب قوسين أو أدني من تحقيق الأغلبية المطلقة في السباق الانتخابي. وأوضح الخبراء في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن الحزب كان ينقصه فقط16 ألف صوت إضافي في19 دائرة انتخابية, مشيرين إلي أنه لولا هذه الأصوات ال16 ألفا لما كانت بريطانيا عاشت أزمة البرلمان المعلق, ولا باتت مهددة بانتخابات جديدة.