واصل ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين الفائز في الانتخابات العامة البريطانية مساعيه أمس لاقناع نيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار بالمشاركة في تشكيل حكومة جديدة في البلاد في الوقت الذي كشف فيه استطلاع للرأي عن رغبة الاغلبية الواسعة من الناخبين في ان يترك جوردون براون زعيم حزب العمال الحاكم منصب رئيس الوزراء. وأظهر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة "صنداي تايمز" ان 62% من الناخبين يعتقدون بضرورة قبول براون الهزيمة وإفساح الطريق أمام رئيس وزراء جديد حيث لم يعد حزب العمال يتمتع بالأغلبية في مجلس العموم. وعقد كبار مسئولي الحزبين الديمقراطيين الاحرار والمحافظين جولة جديدة من المحادثات امس بشأن إمكانية المشاركة في تشكيل حكومة جديدة في البلاد، وكان كاميرون قد عقد اجتماعا مغلقا مساء أمس الاول استمر 70 دقيقة مع كليج وقال الجانبان ان المناقشات كانت بناءة وودية، ويحاول الحزبان التوصل لاتفاق حول مطلب كليج استبدال نظام الانتخابات الحالي بنظام التمثيل النسبي حيث تساور الشكوك العديد من كبار أعضاء حزب الديمقراطيين الأحرار وبالتأكيد قاعدة الحزب الشعبية بأن المحافظين لن يقتنعوا أبدا بتقديم تنازلات بشأن تغيير نظام التصويت في البلاد. وعرض كاميرون علي كليج عمل استطلاع مشترك للحزبين بشأن إصلاح نظام التصويت الانتخابي. لكن صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية تري ان كاميرون ربما يضطر لاتخاذ سلسلة قرارات حاسمة في غضون اليومين القادمين ليس فقط من أجل تحديد مستقبله السياسي بل مستقبل حزب المحافظين وبريطانيا، موضحة أن القرار الرئيسي بين ذلك سيكون حجم التنازلات التي سيتعين عليه تقديمها للديمقراطيين الاحرار بشأن الاصلاحات الانتخابية من أجل الحصول علي دعمه. وأكد كاميرون في رسالة لمؤيديه عبر البريد الإلكتروني أنه لن يكون مندفعا في تشكيل أي حكومة، لكنه قد يكون قادرا علي بعض التنازلات في بعض القضايا، مشيرا إلي أنه سيظل ملتزما بتعهداته بعدم تقديم صلاحيات للاتحاد الأوروبي علي حساب بريطانيا وعدم التراجع عن موقفه بشأن ضرورة تعزيز الإشراف علي قضية الهجرة أو تعريض دفاعات البلاد للخطر. لكن كاميرون أضاف أنه يعطي حزبه قدرا من المرونة في مجالات مثل خطة برنامج الحزب الليبرالي لخفض الضرائب علي الأجور الدنيا، كما أعرب كاميرون عن أمله في أن يبدي الليبراليون توجها بناء مماثلا. وطرحت" الاندبندنت" خمسة سيناريوهات لما ستسفرعنه مفاوضات تشكيل الحكومة البريطانية المقبلة تقوم بالأساس علي انسحاب براون من رئاسة الوزراء لصالح كاميرون. ورأت "الأوبزرفر" أن علي حزب الديمقراطيين الاحرار اغتنام الفرصة التاريخية والتحالف مع حزب العمال، مضيفة أن براون مطالب بالإعلان عن خطته للتنحي بهدف ضمان دعم الناخب البريطاني لصفقة تشكيل حكومة ائتلافية مع العمال. وذكرت الصحيفة إنه رغم ظهور بعض المناوشات بين الحزبين العمال والديمقراطيين، فإنهما يشعران بأن المحافظين هم الخصم المشترك الذي يوحدهما. ومن ثم تبرز فكرة أن العمال والديمقراطيين الليبراليين يمكن أن يتحالفا لمنع كاميرون من تولي رئاسة الوزراء.
