لأنه ليس هناك أمة استطاعت أن تصنع تقدما يجعلها عند مستوي العصر الذي تعيش فيه بغير نهضة تعليمية فإنني أعتقد أن قضية التعليم تحتاج منا إلي الكثير والكثير حتي يمكن لنا أن نطمئن علي حاضر هذا الوطن ومستقبله أيضا! ولست أجنح إلي المبالغة إذا قلت إن التعليم هو أحد أهم الركائز والمحاور الأساسية لأمننا القومي بمعناه الشامل, وهو سبيلنا الوحيد لمجاراة العصر, خصوصا أن التعليم في عصر التكنولوجيا قد اختلفت مفاهيمه عن ذي قبل, وارتفعت أهميته حيث لم يعد التنافس العالمي حول تملك القنابل والصواريخ, وإنما أصبح الصراع والمنافسة حول العلم والتكنولوجيا فضلا عن أن التحدي المفروض علينا الذي يتحتم علينا قبوله ومواجهته هو هذا التطور التكنولوجي الهائل, وتلك الثورة الرهيبة في المعلومات التي غيرت أساليب الإنتاج وأنماطه.. وهو ما يتطلب رؤية علمية وسياسية شاملة. أريد أن أقول بوضوح: إن المسئولية الوطنية تحتم سرعة العمل علي ترجمة هذه الرؤية بجهد وإصرار يعبران عن فهم واقتناع بأنه ليس أمامنا من سبيل آخر للحاق بعصر التكنولوجيا غير هذا السبيل الذي يبدأ بتطوير حقيقي للتعليم في مختلف مراحله, وبما يتفق وحتمية إدراكنا لحقائق العصر الذي نعيشه ولست أظن أن أحدا يمكن أن يغيب عنه أننا نعيش عصرا تتواصل فيه ينابيع التفجر المعرفي وتتلاحق فيه بسرعة رهيبة ثورة معلوماتية تستند إلي الذكاء الإنساني والطموح الوطني والرغبة في مجاراة المنافسة الشرسة في مختلف المجالات من أرضية القدرة والتكافؤ التي تحفظ الكيان والوجود والانطلاق! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: علم بغير مال خير من مال بغير علم! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله