لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد 2026    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    رئيس جامعة القاهرة يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بالكليات (صور)    اسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى المنيا    استقرار أسعار الفضة في التعاملات الآسيوية بعد أكبر تراجع يومي منذ 5 سنوات    البنك الأهلي المصري يخفض فائدة شهاداته البلاتينية ذات العائد الشهري والمتدرج    الذهب ينتعش من أدنى مستوى في أسبوعين والفضة تتعافى    خسائر بلا نهاية... لماذا تواصل الهيئات الاقتصادية النزيف رغم خطط «الإصلاح»؟    وزير العمل يبحث تحديات صناعة الملابس والمفروشات مع اتحاد الصناعات    السعودية: نأمل اتخاذ الإمارات ما يلزم للحفاظ على العلاقات الثنائية    في الأمم المتحدة.. ماذا قالت إسرائيل عن الاعتراف بأرض الصومال؟    لازاريني: تشريع الكنيست ضد أونروا تصعيد خطير وضربة للنظام الدولي    وفاة حمدي جمعة لاعب الأهلي السابق    إبراهيم عادل: هدفنا التتويج بأمم أفريقيا.. ولا يوجد منافس مفضل    بث مباشر يلاشوووووووووت.. تونس تواجه تنزانيا اليوم لخطف تذكرة الصعود للدور المقبل    بث مباشر كورة لايف.. مباراة الأهلي ضد المقاولون العرب بكأس عاصمة مصر    شريف إكرامي يصل محكمة شبرا الخيمة لمساندة رمضان صبحي في محاكمته بتهمة التزوير    طقس الإسكندرية اليوم.. استقرار الأحوال الجوية والعظمى 19 درجة    وسط حراسة مشددة.. وصول رمضان صبحي إلى محكمة الجنايات للحكم عليه بتهمة التزوير    وزيرا التعليم العالي والتعليم يناقشان تطوير مشروع الشهادات المهنية الدولية في التدريس للمعلمين    اليوم، إقامة عزاء المخرج عمرو بيومي وتشييع جثمان والدة هاني رمزي    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    أول امرأة تقود بنجلاديش.. وفاة رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء عن 80 عاما    اليوم.. عزاء المخرج عمرو بيومى    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد    محمود العسيلي: "عمرو دياب بتعلم منه وهو رقم واحد"    بعد قليل.. استكمال محاكمة 32 متهما بقضية خلية الهرم    جراحة قلب دقيقة بالتدخل المحدود في مستشفيات جامعة بني سويف تُعيد مريضًا إلى حياته الطبيعية خلال أسبوعين    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    السيطرة على حريق داخل محل أسفل عقار بمدينة نصر.. صور    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    أمين سر فتح بهولندا: دعم ترامب لإسرائيل غير محدود    نجما هوليوود إدريس إلبا وسينثيا إيريفو ضمن قائمة المكرمين الملكية    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    تفاصيل مثيرة في واقعة محاولة سيدة التخلص من حياتها بالدقهلية    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    نجم الأهلي السابق: زيزو لم يقدم أفضل مستوياته.. ومصطفى محمد يفتقد للثقة    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    أزمة القيد تفتح باب عودة حسام أشرف للزمالك فى يناير    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة من تلميذ مكتئب‏!‏

الذي توقعته‏..‏ لم يحدث‏..‏ والذي لم أتوقعه‏..‏ حدث‏!‏ الذي توقعته وتوقعه معي طابور طويل من عقلاء القوم فينا‏..‏ أن تقوم قيامة الدنيا ليس فقط في وزارة التربية والتعليم‏..‏ بداية من السيد الوزير ذات نفسه‏..‏ وحتي عم حسن فراش مدرسة أبوالنمرس الابتدائية المنوط به ضرب أو قرع بالعربية الفصحي جرس المدرسة إعلانا ببدء الحصص وانتهائها‏..‏ ولكن بكامل مجلس الوزراء الموقر في اجتماعاته التي يعقدها لتمرير قرارات العكننة اليومية علي خلق الله كافة في بر مصر كله‏!‏
توقعنا نحن أولي الفكر والهمم في بلدنا أن يهتز الجهاز التعليمي من جذوره وتتساقط أوراقه‏..‏ بعد أن نشرنا هنا رسالة تلميذ لا يكذب‏..‏ هو تلميذ في مدرسة ابتدائية في قرية لم يسمع باسمها ولا بهمها أحد‏..‏ قال مالا يقال عما يعانيه هو ورفاقه وأهله في مدرسة عنوانها الفوضي والألم‏..‏ وكل مافي العملية التعليمية في بلدنا من مساوئ وأدران‏..‏
وكان ما قاله بالحرف في رسالته التي كتبها علي ورقة من كراسة الانشاء‏..‏ مجرد للتذكرة‏:‏
إلي عمو عزت‏..‏
أنا مش هروح المدرسة عشان المدرس بيشتم التلاميذ في الفصل بدون سبب‏..‏ ويسب الدين للتلاميذ‏,‏ المدرسون يلعبون الكورة في الحصة ويغششون التلاميذ في الامتحان‏,‏ يبلون أصابعهم ويكتبون علي الصبورة يقصد السبورة‏,‏ وسراحة يقصد صراحة أنا كمان غشيت في امتحان آخر العام في كل المواد والمدرسين‏(‏ يعملو‏)‏ يقصد يعاملون الذي لا يأخذ عندهم دروس معاملة سيئة والدرس ب‏15‏ أو‏20‏ جنيها وسعات يعني ساعات يأجلون هذه المبالغ يوم فقط لو تأخر عن هذا اليوم يسقطونه وسعات يعني ساعات أمي بتستلف فلوس من الجيران عشان الدروس‏..‏ وكل المدرسين وحشين وأنا مش بفهم منهم أي شيء ويدربون يضربون التلاميذ ضرب جامد والضرب ممنوع الأستاذ بيقول لنا‏:‏ يا بن الجزمة حط الجزمة في بق أمك واسكت ولو جبت أبوك هتف في وجهه‏,‏ ويحرق أمك‏,‏ ويسب الدين للتلاميذ‏.‏ وفي امتحان آخر العام يقول‏:‏ اللي عايز يغش يغش من غير صوت‏..‏ وبيملينا في الامتحان ويوجد في الحمام رائحة قظرة قذرة جدا لا يستحملها البني آدم لاكن لكن حمامات المدرسين بتبقي نظيفة جدا وحمام واحد للبنات والصبيان واحنا‏43‏ تلميذا في الفصل والمدرسين ياخدوا مننا الإقفال وأنا مبفهمش حاجة في المدرسة‏..‏ نفسي أخلص المدرسة الهم دي وأسافر بره هلاندا يقصد هولندا أو إيطاليا أو النمسا‏.‏
أحمد الأرفان يقصد القرفان
فصل‏5/6‏
مدرسة الشهيد توفيق راغب
المقرفة الزبالة
‏...................‏
‏..................‏
انتهت رسالة التلميذ أحمد الأرفان ليس هذا لقبه ولكن من كثرة قرفه وزهقه وطهقانه من المدرسة ومتاعبها لقب نفسه بالقرفان‏,‏ ولكنه كتبها بقدر ما تعلم الأرفان بالألف بدلا من القاف‏!‏
ماذا فهمنا من رسالة تلميذ صغير لا يعرف الكذب ولا النفاق؟
‏1‏ إن طبقة المدرسين عندنا لا تتورع عن سب الدين للتلاميذ‏..‏ تصوروا‏..‏ بدلا من أن يعلموهم حسن الخلق واتباع تعاليم الدين السمحة في الصدق والتسامح والغفران وفعل الخير والرحمة والصلاة والتضرع إلي الله‏..‏ يربونهم منذ الصغر علي سب الدين‏..‏
طيب وماذا يفعل تلميذ العاشرة من عمره وقد تعلم سب الدين في الصغر من مدرسيه في المدرسة‏..‏
هل سيتحول إلي بلطجي أو مسجل خطر عندما يكبر؟
‏2‏ إذا كان المدرسون يلعبون الكرة في أثناء الحصص‏..‏ فماذا يعلمون الأولاد إذن‏..‏ فنون الكرة‏..‏ أم المناهج الدراسية؟
‏3‏ وإذا كان المدرسون يشتمون التلاميذ بالأب والأم والخالة والعمة والجدود ويلعنون أبوخاشمهم‏,‏ كما يقول التلميذ أحمد الأرفان ابن العاشرة‏..‏ الذي قال له مدرس الفصل‏:‏ يا ابن الجزمة حط الجزمة في بق أمك واسكت‏..‏ ولو جبت أبوك حتف في وشه‏!‏
فدلوني بالله عليكم ماذا يفعل التلاميذ مع إخوتهم وآبائهم وأمهاتهم وجيرانهم وأولاد الحارة والشارع‏..‏ طبعا سوف يكيلون لهم ما تعلموه من مدرسيهم في المدرسة‏..‏ جدول الشتائم قبل جدول الضرب‏!‏
‏4‏ لابد وحتما كما يقول أحمد تلميذنا الصغير في رسالته أن يأخذ الأولاد والبنات كل الفصل وكل المدرسة‏..‏ دروسا خصوصية عند المدرسين‏..‏ ومن لا يأخذ يا ويله وياسواد ليله‏..‏ فإنه في انتظاره كما يقول التلميذ أحمد أسوأ معاملة وحتي لو تأخر يوما واحدا عن دفع المعلوم أقصد ثمن الدرس الخصوصي فالسقوط والرسوب من نصيبه‏!‏ إلا ليوم واحد كما يقول الصغير أحمد أن أمه قد اضطرت أن تستلف من الجيران فلوس الدرس حتي لا يسقط المحروس ابنها‏!‏
تصوروا معي أم تذهب إلي الجيران لكي تستدين ثمن درس اليوم لولدها وإلا‏..‏ فهو راسب هذا الشهر‏..‏ وراسب آخر العام‏..‏ والدرس بكم‏..‏ ما بين‏51‏ جنيها و‏20‏ جنيها في الحصة الواحدة‏.‏
و شوفوا بقي الناس الغلابة تأكل منين وتدفع دروس ابنها المفروض عليه من قبل المدرسين منين؟‏.‏
‏5‏ التلاميذ لا يأخذون فسحة‏..‏ يحشرون طوال اليوم داخل جدران الفصل‏.‏
‏6‏ وحتي الحمامات قذرة جدا بعكس حمامات المدرسين‏..‏ وهي حمامات مشتركة بين البنات والبنين‏..‏ يا عيني‏!‏
‏7‏ الغش في الامتحانات للركب‏..‏ وعادي جدا‏..‏ وبأمر المدرسين الذين يقولون لهم صراحة‏:‏ غشو بس من غير صوت‏!..‏ الله أكبر‏!‏
وساعات يكتبون لهم الإجابات علي السبورة‏..‏ عيني عينك‏!‏
‏8‏ المدرسون يضربون التلاميذ ضربا مبرحا‏..‏ ولا أحد يحاسبهم أو يقول لهم تلت التلاتة كام‏!‏
‏9‏ التلاميذ لا يفهمون شيئا في أثناء الحصص‏..‏ يعني ما فيش حد بيشرح الدروس‏..‏ ولماذا يشرح مادام الأولاد سوف يفهمون في الحصص الخصوصية المدفوعة الأجر مقدما؟
‏10‏ واضح أن عمنا أحمد الصغير قرفان جدا من مدرسته التي وصفها بالمقرفة الزبالة‏!‏
‏..........‏
‏..........‏
وبرغم كل ما كشفه لنا بصدق هذا التلميذ الصغير الذي لم يتجاوز عمره العاشرة‏..‏ من مساوئ وأدران وسواد وظلمة تكفي لكي تحيط بالسواد كل جوانب حياتنا‏..‏ ورغم مضي أكثر من سبعة أشهر إلي أن أحدا لم يقرأ الرسالة‏..‏ ولم يتحرك أحد‏..‏ لا في مدرسته ولا في مديرية التعليم التابعة لها‏..‏ ولا في جهاز وزارة التعليم بجلالة قدره‏..‏ وبالطبع لم يقرأ السيد الوزير السابق الرسالة‏..‏ ولم ينبهم إليها أحد من مستشاريه أو الذين يتولون قصقصة الصحف والمجلات كل صباح وتقديمها في ملف علي مكتب سيادته‏..‏ ربما نزعوا عنها هذه الرسالة التي تغم وتقرف بلد بحاله‏..‏ اشفاقا أو اخفاقا‏..‏ لا فرق‏!‏
ولكن‏..‏ في عهد الوزير الجديد الذي لا يهدأ‏..‏ قام بتحريك مياه البحيرة الراكدة‏..‏ الزميل العزيز والكاتب الكبير لبيب السباعي عندما كشف الستار لأول مرة عن أول جهة علمية جامعية تلقت رسالة التلميذ الصغير ووضعتها تحت مجهر البحث والدراسة العلمية الجادة‏..‏داخل مركز تطوير تدريس العلوم في جامعة عين شمس‏..‏ الذي تصدي لها الدكتور فاروق فهمي الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم ومدير هذا المعهد السابق‏..‏ الذي نترك له هنا مهمة التحليل العلمي والاجتماعي والتربوي لهذه الرسالة التي قال عنها إنها أخطر رسالة كشفت كل عيوب وثقوب العملية التعليمية برمتها‏..‏
‏..........‏
‏..........‏
واسمحوا لي أن أترك للزميل العزيز لبيب السباعي يعرض لنا التحليل العلمي لرسالة تلميذ لا يكذب‏..‏ تحت عنوان ظاهرة خطيرة‏:‏
يبدو أن سب الدين والعياذ بالله لم يكن مقصورا علي الوزراء ونواب البرلمان بل سبقهم المدرسون في المدارس‏,‏ ففي رسالة التلميذ الذي لا يكذب التي نشرها الكاتب الكبير الأستاذ عزت السعدني في الأهرام اتهامات للمدرسين بهذه الجريمة‏,‏ وهي الرسالة التي يحللها الدكتور فاروق فهمي أستاذ متفرغ بكلية العلوم ومدير مركز تطوير تدريس العلوم‏)‏ سابقا‏(‏ جامعة عين شمس‏,‏ حيث يقول إننا أمام ظاهرة خطيرة لأن إعادة قراءة الرسالة قراءة منظومية تحليلية فاحصة يتضح لنا مدي الانهيار الذي أصاب منظومة التعليم والتعليم في بعض مدارسنا‏,‏ وقد أسفرت هذه القراءة عن التشخيص الآتي‏:‏
أولا من حيث الشكل‏:‏ فإن كتابة طفل العاشرة من العمر رسالة موجهة للصحافة هو بمثابة تعبير عن يأس كامل من الشكوي للسادة المسئولين عن إدارة الجودة في هذه المدرسة والإدارة التعليمية التابعة لها‏,‏ ألا يعلم السادة المسئولون عن الجودة أن أولي متطلباتها إرضاء التلميذ الذي وصل إلي مرحلة الكراهية والقرف من المدرسة‏.‏
أي جودة تلك وأي تعليم هذا الذي أوصل تلاميذنا الصغار إلي مرحلة القرف من المدارس والهروب منها إلي أوكار الدروس الخصوصية التي أفسدت منظومة التعليم والتعلم‏,‏ كما أن الرسالة كتبها تلميذ في الصف السادس الابتدائي أي في نهاية المرحلة الابتدائية‏,‏ ومع ذلك جاءت مليئة بالأخطاء مما يعكس تدهورا خطيرا في تعليم اللغة العربية في بعض مدارسنا في ظل مراكز التطوير التكنولوجي والمناهج والتقويم التربوي ونظم الجودة والتأهيل للاعتماد‏.‏
ثانيا من حيث مضمون الرسالة‏:‏ فإن المعلم الذي من المفترض أن يكون رسولا للعلم عف اللسان وقيمة تربوية عالية بشتم التلاميذ بالأب والأم وفوق ذلك يسب الدين‏.‏
ويتساءل الدكتور فاروق فهمي في تحليله‏:‏ أي معلم ذلك وأي تربية تكون وأي مدرسة تلك في ظل ما يحدث خلف أسوارها؟
إن الذي يحدث فيما لوصح لأوقع هؤلاء المعلمين تحت طائلة القانون‏.‏ فالمدرسة مؤسسة تربوية قبل أن تكون مؤسسة تعليمية‏,‏ ووظيفة المعلم فيها مرب قبل أن يكون معلما‏,‏ ماذا ننتظر من هؤلاء التلاميذ خارج أسوار المدرسة؟ قطعا سوف يكررون ما سمعوه وتعلموه من معلميهم علي اسماعنا‏.‏
وهكذا يشيع سب الدين والعياذ بالله خارج أسوار المدرسة وسب الأم والأب بسب وبدون سبب ومن منا يقدر علي محاسبة هؤلاء الأطفال علي ما تعلموه من مدارسهم؟
وتقول رسالة التلميذ الذي لا يكذب إن المدرسين يعاملون من لا يأخذ دروسا معاملة سيئة‏.‏
وهنا نقول‏:‏ كيف يمكن لمعلم أن يؤتمن علي أطفالنا وهو يعاملهم طبقا لما يدفعونه في الدروس الخصوصية من جيوب أولياء أمورهم الخاوية‏.‏
هذا السلوك المعيب يشعر التلاميذ بعدم المساواة والانتهازية والمحسوبية والقهر والعجز‏,‏ لقد كنا نعطي المعلم بعض العذر قبل تطبيق الكادر الذي طبق علي معظمهم وأدي إلي تحسين دخول الكثيرين منهم فكيف يمكن تفسير هذا السلوك المعيب الذي أبسط ما يوصف به الابتزاز والرشوة والمحسوبية‏.‏
وتصف الرسالة كل المدرسين بأنهم وحشين ويضربون التلاميذ ضربا جامدا وهنا نقول إن الضرب ممنوع في المدارس بل هو أبعد الأساليب التربوية عن التعليم‏,‏ فحينما نضرب تلاميذنا في المدارس نقودهم إلي كراهية المناهج التي يدرسونها والمعلمين الذين يدرسونها والمدرسة التي يتم فيها هذا التعلم أي نقودهم إلي كراهية منظومة التعليم برمتها‏,‏ وهنا لا يحدث تعليم أو تعلم وتنهار المنظومة التعليمية بأيدي بعض معلمينا‏.‏
ويعترف التلميذ الذي لا يكذب في رسالته بأن المدرسين يغششون التلاميذ في الامتحان قائلا‏:‏ وأنا كمان بصراحة غشيت في امتحان آخر العام في كل المواد‏.!‏
هذا يؤكد أن الغش الجماعي في المدارس أصبح ظاهرة تتعايش معها موسميا مع قدوم موسم الامتحانات‏,‏ وهذه الظاهرة في منتهي الخطورة علي المجتمع ككل‏,‏ لأن تلاميذ اليوم هم قيادات المستقبل‏..‏ فهل نتخيل والعياذ بالله أن نجد أجيال مصر المستقبل من الغشاشين‏.‏
‏.........‏
‏..........‏
مازال الزميل العزيز الأستاذ لبيب السباعي يعرض لنا تحليل الدكتور فاروق فهمي رسالة تلميذ لا يكذب‏:‏
الرسالة تؤكد لنا أن المدرسة قد أصبحت في نظر طفلنا زبالة أي أن المدرسة مكان قذر لا يمكن الوجود فيه والشعور فيه بالارتياح للتعلم‏..‏ ولا عزاء للمدرسة التي كانت بيئة صالحة للتعلم ولن أعقب أكثر من ذلك لأن القلم ليعجز عن الكتابة تحت هذا الوصف السيئ عن أماكن التعليم‏.‏
وتقول الرسالة دورات الأطفال قذرة ودورات مياه المدرسين نظيفة‏.‏
والسؤال كيف تكون دورات مياه التلاميذ كذلك في ظل التعليمات المشددة التي تعلن عنها وزارة التربية والتعليم للوقاية من انفلونزا الخنازير؟
وكيف تكون دورات مياه المدرسين نظيفة بينما تترك دورات مياه التلاميذ قذرة؟
ويختتم التلميذ الذي لا يكذب رسالته قائلا‏:‏ نفسي أخلص المدرسة الهم دي حتي اسافر هولندا وبذلك نعلم أولادنا عدم الانتماء من خلال ذهابهم إلي المدرسة وعدم حبهم لها‏,‏ فالانتماء للوطن ينبع من المدرسة فإذا أصبحت المدرسة هما يذهب إليها التلميذ مكرها فإنه يتطلع إلي يوم الخلاص منها بالهجرة إلي الخارج أي أننا ننفق مليارات الجنيهات علي تعليم طارد يضعف الانتماء ويعد أجيالا للهجرة خارج الوطن لا العمل بداخله مما يهدد أمننا القومي‏,‏ فطفل العاشرة يتطلع ليوم الخلاص من المدرسة لكي يهاجر بحثا عن وطن بديل يرد إليه آدميته ويعيد إليه حقوقه وكرامته التي سلبها المعلمون‏.‏
ويقول الدكتور فاروق فهمي في نهاية التحليل لرسالة التلميذ إن هذه الرسالة مليئة بالمرارة وتعبر عن واقع مرير ويتواجد كله أو بعضه في مدارسنا ويقوم به بعض معلمينا والحمد لله أنهم ليسوا كثرة‏.‏
ولا يجب النظر إلي هذه الرسالة علي أنها أتت من طفل بل يجب النظر إليها بكل الاهتمام والجدية لأنها تعبر عن واقع يحدث كله أو بعضه في الكثير من مدارسنا ومحاضر الشرطة حافلة بالاعتداء علي التلاميذ بالضرب الذي أدي إلي إحداث عاهات مستديمة أو الموت وابتزاز الطلاب لأخذ الدروس الخصوصية أصبح شائعا والغش الجماعي أصبح ظاهرة نتعايش معها موسميا مع الامتحانات‏.‏
‏..........‏
‏..........‏
ولكن أين الخلاص؟
يوصينا هنا الدكتور فاروق فهمي ببعض الإجراءات التي تحد من هذا التردي التعليمي بقوله‏:‏
‏1‏ تطبيق آلية الثواب والعقاب بكل حسم وذلك بتغليظ عقوبة الضرب بالمدارس وإحالة كل معلم يقوم بذلك للتحقيق الفوري‏.‏
‏2‏ تفويض كل من أعضاء مجلسي الآباء والأمناء بمتابعة ذلك وإحالة كل معلم ومسئول في مدرسة عن ابتزاز الطلاب لأخذ دروس خصوصية إلي النيابة الإدارية وحرمانه من الكادر‏,‏ ونشر اسمه في قائمة سوداء تصدرها وزارة التربية والتعليم شهريا وتبثها للمدارس عبر موقعها الإلكتروني مع إثابة كل معلم يثبت أنه لا يعطي دروسا خصوصية والإعلان عن اسمه في قائمة أخري يطلق عليها اسم قائمة الشرف تصدر وتبثها شهريا‏.‏
‏3‏ إحالة كل معلم أو مسئول في مدرسة يثبت قيامه بتغشيش الطلاب في الامتحان إلي النيابة العامة وإحالته إلي وظيفة إدارية ونشر اسمه في القائمة السوداء مع إثابة كل معلم أو مسئول تصدي لظاهرة الغش بأي وسيلة من الوسائل مع وضع اسمه في قائمة الشرف‏.‏
‏4‏ إحالة كل معلم يثبت قيامه بسب الدين إلي النيابة الإدارية مع إحالته إلي وظيفة إدارية ونشر اسمه في القائمة السوداء وكذلك الاعتناء بنظافة المدرسة‏,‏ خصوصا دورات المياه عن طريق اسناد ذلك إلي شركات نظافة تدعم من تبرعات أولياء أمور الطلاب ومؤسسات المجتمع المدني إلي جانب رسم نظافة بحد أقصي خمسة جنيهات لكل طالب ويعفي منها الطلاب غير القادرين علي سداد المصروفات‏.‏
‏5‏ توزيع استبانة علي التلاميذ مع الامتحان النهائي لكل فصل دراسي تعدها مديرية التربية والتعليم بكل محافظة عن رأي التلاميذ في معلميهم وتفرغ بيانات هذه الاستبانة بمعرفة لجان الجودة بالمديريات التعليمية علي أن تكون أحد أهم معايير تقييم أداء المعلم عند الترقية وأن تتم أعمال الأنشطة بافنية وملاعب المدارس تحت إشراف الإدارات التعليمية وحرمان المعلمين المتقاعسين عن تنفيذها من الكادر وضرورة ربط الكادر بأداء المعلم أسوة بأساتذة الجامعات حيث تم ربط تحسين الدخول بالجودة‏.‏
وفي نهاية هذا التحليل الموضوعي يقول الدكتور فاروق فهمي أرجو أن تكون هناك أعين مبصرة وأذان صاغية تضع الأمور في نصابها قبل فوات الأوان ونحن لسنا ضد المعلمين علي الإطلاق بل نحن معهم ولكن ضد كل انحراف أو فساد خصوصا إذا كان من معلم مرب فاضل‏!‏
شكرا للدكتور فاروق فهمي‏..‏ وشكرا للزميل العزيز لبيب السباعي‏.‏
‏.............‏
‏..............‏
ولكن المفاجأة المذهلة أن هذا التلميذ الصغير الذي لا يكذب المصاب بحالة قرف تعليمي والذي فجر قضية انحدار المنظومة التعليمية قد أرسل إلينا رسالة أخري يقول فيها‏:‏
عمو عزت‏..‏
ازيك عامل إيه وأخبارك كويسة‏..‏ عارف إيه اللي حصل‏..‏ المدرسة بقت كويسة ومفيش غش‏..‏ والأستاذ سعيد يقصد مدرس الفصل أجل عمليته الجراحية اللي كان حيعملها عشان خاطرنا أنا وزملائي عشان ننجح ونجيب درجات حلوة‏..‏
والمدرسة بقت كويسة‏..‏ بس أنا بقيت موش كويس‏..‏ عشان أبويا مات فجأة‏..‏ وما بقاش عندنا حاجة أنا وأخواتي وأمي غير أربعة وسبعين جنيها وأربعين قرش معاش لينا دلوقتي‏..‏ ودول موش حيعملوا حاجة‏..‏ عشان أمي عيانة‏..‏ ومن ساعة أبويا ما مات من خمسة أشهر‏..‏ أصبحت الحياة وحشة جدا‏..‏ واحتمال كمان يدفعونا الأربعة وسبعين جنيها ضرائب عقارية عشان البيت بتاعنا اللي هو أصلا قرب يقع فوقنا‏..‏ وأنا لسه برضه نفسي أسافر وأشتغل في بلاد بره‏..‏ وكمان إيمان أختي حتتجوز وعاوزة جهاز‏..‏ وهي عاوزانه نعمل جمعية بخمسين جنيه في الشهر من الأربعة وسبعين جنيه بتوع معاش والدي‏..‏
أحمد الزعلان
‏..............‏
‏.............‏
انتهت رسالة التلميذ الذي لا يكذب‏..‏
ماذا نفهم من رسالة التلميذ أحمد الزعلان؟
‏1‏ إن المدارس قد انصلح حالها وتبدل منوالها بعد وصول الوزير الجديد الدكتور أحمد زكي بدر إلي كرسي وزير التربية والتعليم‏.‏
‏2‏ تحولت الصورة داخل المدارس من درجة صفر في المائة إلي ما فوق السبعين في المائة‏..‏ فالكل خائف أن يطب عليهم الوزير الشجاع في أي لحظة ودون سابق ميعاد‏.‏
‏3‏ المدرسون انصلح حالهم ولم يعد هناك ضرب ولا شتيمة بالأم والأب من جانب المدرسين للتلاميذ‏!‏
‏4‏ لم يعد هناك تزويغ من الحصص ولا غش ولا تغشيش في الامتحانات‏.‏
‏5‏ ولكن المشكلة أن التلميذ الذي لا يكذب والذي كشف سائر عيوب العملية التعليمية في رسالته الأولي التي أصبحت مادة خصبة لدراسة جامعية رائعة كشفت كل العيوب وكل الثقوب في ثوب العملية التعليمية في مصر كلها‏.‏
هذا التلميذ فقد والده بالموت‏..‏ يعني فقد عائله الوحيد‏..‏ وكل ما بقي منه أربعة وسبعون جنيها وأربعون قرشا معاشا كل شهر‏..‏
يعني أسرة من الأم والابن والأخت عليها أن تعيش ب‏74‏ جنيها وأربعين قرشا أول كل شهر‏..!‏
إزاي‏..‏ دبرونا يا أساتذة الاقتصاد‏..‏ ووزراء المالية‏..‏ كيف تعيش أسرة بحالها في بر مصر ب‏74‏ جنيها وأربعين قرشا في الشهر؟‏..‏
والأدهي والأمر‏..‏ أن صديقنا العزيز وزير الجباية الدكتور يوسف بطرس غالي‏..‏ الذي احتفلت مصر بمرور مائة عام علي مولد جده الباشا أول رئيس وزراء قبطي في مصر‏..‏ عينه علي ال‏74‏ جنيها وأربعين قرشا من أجل نصيبه لضرائب عقارية عن البيت الذي يعيشون فيه والآيل للسقوط في إحدي قري مصر المنسية المخفية‏!‏
ثم تقولون بعد ذلك كله ليس لدينا فقر؟
وليس لدينا‏40%‏ من سكان مصر تحت خط الفقر؟
ثم تطالبون الأولاد بالنجاح والبنات بالستر والزواج‏..‏ والعملية التعليمية كلها بالنجاح والفلاح‏..‏
يا أخي دهده‏ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.