البحيرة من أحمد جرامون: حتي مشروع إسكان مبارك الذي عم معظم أرجاء مدن ومراكز الجمهورية لم يستطع التغلب علي البيروقراطية والإهمال الذي عرف به مركز أبوحمص بمحافظة البحيرة. فالمدينة لا يوجد بها صرف صحي حتي الآن بسبب العيوب الفنية في تنفيذ المشروع الذي تسبب في حفر شوارعها أكثر من تسع مرات أو وجود الاشغالات والباعة الجائلين والفروشات والسويقات العشوائية التي تصيب أكبر شوارعها بالتجلط والانسداد أو كورنيش المدينة الذي يشغل جزءا منه موقف عشوائي للسيارات المنتهية الصلاحية والهاربة من الرقابة والجزء الآخر منه عبارة عن مقلب زبالة. ووسط المدينة موقف عربات الكارو و التكاتك هذا بالإضافة إلي أن جميع طرق المدينة غير صالحة والمدينة المكتظة بالورش غير المرخصة التي تسد مداخلها وسوق المواشي يوم الثلاثاء يحول المدينة وشارعها الكبير إلي زريبة مواشي وخدماتها المتدنية ناهيك عن التعقيد والبيروقراطية إلا أن الأمر الخطير هو ما وصل إليه مشروع إسكان مبارك الذي من المفترض أن يتسم بالسرعة والانجاز لتنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك حيث توقف هذا المشروع في مدينة أبوحمص إلي الآن وذلك بسبب تباطؤ الإجراءات في شراء قطعة أرض وتخصيصها لإقامة المشروع الحيوي عليها. بداية يقول السيد صالح أقدم عضو بمجلس محلي مركز ومدينة أبوحمص لقد تم التقدم بأكثر من4200 طلب حجز لاسكان مبارك منها1685 طلبا تقدم أصحابها بدفع مقدم حجز5000 جنيه منذ3 سنوات وحتي الآن لم يتم بناء أكثر من350 وحدة سكنية فقط وتوقف المشروع عند هذا الحد, وذلك بسب عدم وجود قطعة أرض تقام عليها المباني وقد ناقشنا هذا الموضوع بجلسة المجلس المحلي بتاريخ2009/5/4 واتضح بعد المناقشة أن هناك نحو47 فدانا ملك الاصلاح الزراعي منها أربعة أفدنة بور ومنافع ومخازن عشوائية يمكن الاستفادة منها والبناء عليها. وقد أبدي مسئولو الإصلاح الزراعي استعدادهم التام لنزع الملكية ودفع ثمن الأرض ونقل ملكيتها للمشروع, وبالفعل تم عمل مذكرة لرئيس الوحدة المحلية لاتخاذ الإجراءات إلا أن العمل مازال متوقفا وانتهي عند حد عمل المذكرة بدون أي تقدم علي الرغم من توفير ثمن الأرض والدعم المادي العائد من بيع محلات أرض الارشاد وهو أكثر من ثلاثة ملايين جنيه. ويضيف شعبان عبدالعزيز عتمان رئيس لجنة الإسكان بالمجلس المحلي لأبوحمص لم يتوقف الأمر عند أرض الاصلاح الزراعي المزمع تخصيصها ولكن هناك أماكن كثيرة في تقسيم الزهراء وجزءا من سوق الخضار وأيضا مكان الموقف القديم في قلب مدينة أبوحمص بعد قرار نقله لأرض الإرشاد وكل هذه الأماكن ملك الوحدة المحلية بمركز أبوحمص يمكن إقامة مشروع إسكان مبارك عليها إلا أن الروتين والبيروقراطية وتعطيل العمل لدي المسئولين بمجلس المدينة استطاعوا أن يوقفوا العمل والاتجار حتي في مشروع إسكان مبارك الذي يستفيد منه كل مواطن علي أرض مصر عدا مركز أبوحمص. ويقول المحاسب عوض تركي عضو المجلس المحلي لم يتوقف الإهمال وسوء التخطيط وتعطيل العمل عند مشروع إسكان مبارك فقط بل امتد إلي كل جوانب العمل في مجلس المدينة علي الرغم من دخول قريتين ضمن مشروع تطوير القري الأكثر فقرا, وتم تخصيص مبالغ ضخمة لهذا المشروع إلا أن مدينة أبوحمص لم يظهر عليها أي تطور في أي من منشآتها أو مرافقها أو طرقها حتي الصرف الصحي فلا يوجد بها شارع واحد سليم, وقد تجمع أكثر من300 محام من مركز أبو حمص لمقابلة محافظ البحيرة في أثناء زيارته التفقدية لمشروع تطوير القري الأكثر فقرا, وذلك احتجاجا علي الحالة المتردية التي وصل إليها الحال في مدينة أبوحمص والإهمال الذي ساد أرجاء المركز بأكمله في غياب تام من المسئولين بمجلس المدينة, وطالبوا بمحاسبة المسئولين عن التقصير المتعمد والإهمال, كما طلبوا من المحافظ ألا يكون مركز أبوحمص منفي ينقل إليه الموظفون المقصرون في عملهم نقلا جزائيا, بل هو أكبر مراكز المحافظة مساحة وفي حاجة ماسة إلي أنشط القيادات المحلية لإنجاز العمل واستكمال المرافق ورصف طرقه. وفي النهاية تجدر الإشارة إلي أن من أهم ما يعانيه سكان أبوحمص البيروقراطية والروتين والتعقيد في العمل وجمع التبرعات الاجبارية عن كل طلب أو تصريح أو حتي ختم النسر بمجلس المدينة والقري التابعة له.