أعتقد أننا بحاجة إلي ثقافة وظيفية جديدة تلغي من الأذهان فكرة أن مجرد الحصول علي المؤهل الدراسي يعني ضمان الحصول علي وظيفة مهما يطل زمن الانتظار! نحن بحاجة إلي ثقافة وظيفيةجديدة يتبناها المجتمع ككل وتشكل مدخلا ضروريا لإعادة النظر في نوعية التعليم وأهم التخصصات التي ينبغي التركيز عليها.. ولعل ذلك ما يدفعني إلي القول بضرورة البدء في إدارة حوار قومي واسع حول التعليم والتوظيف وأن يشارك في هذا الحوار رجال الجامعات وخبراء العمل ومديرو مراكز التدريب والتأهيل والمعاهد والمدارس الفنية المتخصصة لكي نحدد المواصفات المطلوبة لوظيفة الغد ونحدد معها الاحتياج الوظيفي في كل مجال من مجالات الاستثمار لأن قضية التعليم لم يعد من الملائم ربطها فقط بمدي سعة الفصول في المدارس أو توافر الأماكن بالجامعات.. و إنما ينبغي ربطها منذ البداية باحتياجات سوق العمل سواء داخل مصر أو ما يمكن لنا أن نصدره لسوق العمل العربية القريبة منا. إن من غير المعقول أن يستمر القبول في معاهد وكليات لم تعد سوق العمل بحاجة إلي المزيد من خريجيها بينما تظل هناك ندرة في بعض التخصصات التي تحتاج إليها سوق العمل. وأظن أن مشكلة البطالة تنبع أساسا من غياب الرؤية الصحيحة للعلاقة بين التعليم والتوظيف وعندما نتمكن من صياغة علاقة رشيدة بين التعليم والتوظيف فإن مشكلة البطالة يمكن أن تصبح شيئا من الماضي لأننا سوف نكون وضعنا أقدامنا علي بداية الطريق لصياغة ثقافة العمل! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من لم يعرف الجديد يعشق القديم! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله