البطالة.. دعوة للحوار! مع كامل الاحترام لكل الرايات المرفوعة باسم الديمقراطية والحرية وتداول السلطة والضمانات المطلوبة لنزاهة الانتخابات وصياغة الدستور الجديد تظل قضية البطالة هي القضية الأهم في أجندة العمل الوطني لأن أخطر ما يمكن أن يترتب علي استمرار هذه المشكلة التي تهم كل أسرة مصرية ليس فقط هو العجز عن توفير فرص العمل الكافية لاستيعاب ملايين الباحثين عن فرصة عمل شريفة وإنما في العجز عن الوفاء بالأحلام والوعود المطروحة وما يترتب علي ذلك من انتكاسات نفسية واجتماعية وأمنية تزيد من وطأة الإحساس بالمشكلة في بعديها الاقتصادي والاجتماعي! ومع التسليم بأن هذه الأحلام والطموحات المشروعة وتلك الآمال والنبوءات التي انتشرت في ظل زخم واسع لثورة25 يناير كان هدفها إشاعة روح الأمل والتفاؤل بإمكانية توفير المزيد من فرص العمل للشباب الباحث عن وظيفة كأحد استحقاقات العدالة الاجتماعية ولكن الخشية كل الخشية أن تكون هناك فجوة واسعة بين الإمكانيات المتاحة والأمنيات المطروحة. ولعل ذلك ما يدفعني إلي مطالبة المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة بالدعوة لحوار قومي واسع حول هذه القضية بمشاركة رجال الأعمال الشرفاء وخبراء العمل ومديري مراكز التدريب والتأهيل والمسئولين عن التعليم بشكل عام والمعاهد العليا والمدارس الفنية المتخصصة بشكل خاص. باختصار شديد أقول: إننا بحاجة إلي حوار تحت لافتة العمل حق لكل مواطن من أجل وضع برنامج زمني لحل هذه المشكلة التي تنبع أساسا- حسب اعتقادي- من غياب الرؤية الصحيحة للعلاقة بين التعليم والتوظيف. ومع التسليم بأن المهمة ليست سهلة فإنها أيضا ليست بالمستحيلة خصوصا إذا استطعنا أن نبني علي أسس جديدة قواعد علاقة رشيدة بين التعليم والتوظيف لأنه من غير المعقول أن يستمر دفع عشرات الألوف من الطلاب للدراسة في معاهد وكليات لم تعد سوق العمل بحاجة إلي المزيد من خريجيها. نحن إزاء مشكلة تتعلق بالحاضر والمستقبل ولم يعد مقبولا التعامل معها بمنهج الحلول المرحلية المؤقتة أو الحقن المستقبلية المخدرة!
خير الكلام: الدنيا مثل الفراشة.. إذا طاردتها هربت منك وإذا تجاهلتها رفرفت علي كتفيك! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله