منذ وفاة والدي وأنا أضع صورتهما في مدخل شقتي, تلمسا للدعاء بالرحمة والمغفرة لهما من كل من يراهما عند دخول البيت, ولكنني فوجئت بأن البعض يطلب مني إنزالهما بدعوي أن تعليق الصور حرام. الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أجاب: لا بأس بتداول الصور الفوتوغرافية أو تعليقها سواء كانت للإنسان أو للحيوان, وليس فيها المضاهاة لخلق الله التي ورد فيها الوعيد للمصورين, وذلك مالم تكن الصور عارية أو تدعو للفتنة, لأن المقصود بالتصوير المتوعد عليه في الحديث هو صنع التماثيل الكاملة التي تتحقق فيها المضاهاة لخلق الله تعالي, والتصوير الفوتوغرافي وإن سمي تصويرا فإنه ليس حراما, لعدم وجود هذه العلة فيه, والحكم يدور مع علته وجودا وعدما, وهو في حقيقته حبس للظل ولا يسمي تصويرا إلا مجازا. والعبرة في الأحكام بالمسميات لا بالأسماء, وبناء علي ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه يجوز لك شرعا تعليق صور أبيك وأمك لهذا الغرض النبيل مادامت صورة أمك محتشمة, ولا يضر في ذلك كون الصور كاملة أو غير كاملة, وليس ذلك حراما كما أخبرك بعضهم... والله سبحانه وتعالي أعلم.