وسط تصاعد مثير للأزمة الاقتصادية اليونانية, شهدت البورصات الأسيوية والأوروبية يوما صعبا بالأمس, إثر المخاوف من انتقال الأزمة اليونانية إلي دول أخري. إلا أن اليورو حد من تراجعه أمام الدولار بعد تصريحات مهدئة من عدة مسئولين أوروبيين. فقد سجل مؤشر فاينانشيال تايمز100 الرئيسي بالبورصة البريطانية انخفاضا بنسبة2,16% أو ما يعادل150,33 نقطة. الأمر الذي ترك أثره علي السوق, حيث أغلقت كل الأسهم تقريبا علي انخفاض, طال ايضا مجموعة' لويدز' المصرفية التي كانت اسهمها قد ارتفعت في التعاملات المبكرة بسبب إعلانها أنها حققت أرباحا كبيرة في الربع الأول من العام. كما تراجعت بورصة باريس82,3% وفرانكفورت73,2% وميلانو28,3% وبروكسل34,3%. ولم تسلم البورصات الأسيوية من هذا التراجع الهائل, فقد أغلق مؤشر نيكاي ببورصة طوكيو علي تراجع بلغ57,2% للمرة الأولي منذ ثلاثة ايام. وفي هونج كونج, خسر مؤشر هانج سينج26,1% في منتصف جلسة المداولات, فيما تراجعت بورصة سول89,0% وتايبيه80,0%. وخسر مؤشر ستريتس تايمز في سنغافورة38,1%, فيما تراجع مؤشر سنسيكس في بومباي75,0% ومؤشر شنغهاي42,0%. وذلك علي خلفية خسارة مؤشر داو جونز90,1%. وتراجع اليورو إلي أدني مستوياته خلال العام الحالي أمام الدولار, مما يزيد الضغوط علي أسعار السلع الأولية. ولم تقف الأزمة عند هذا الحد, فقد تجاوزت أسعار الفائدة علي سندات الخزينة اليونانية لمدة عشر سنوات أمس عتبة ال10% في سابقة تعد الأولي من نوعها بالنسبة لدولة في منطقة اليورو, بينما أعلنت بورصة أثينا منع عمليات البيع علي المكشوف لمدة شهرين. كما قفزت أسعار الفائدة علي سندات الخزينة لمدة سنتين لتصل إلي94,17% مقابل15% عند إغلاق الثلاثاء, الأمر الذي يترجم مخاوف المستثمرين من عدم تمكن اليونان من سداد ديونها القصيرة الأمد. ومن جهتها, أعلنت بورصة أثينا منع البيع علي المكشوف لجميع الأوراق المالية بمختلف أنواعها ولمدة شهرين, وذلك بناء علي قرار اصدرته لجنة السوق المالية. وأرجع البعض تفاقم الأزمة إلي خفض مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية التصنيف الائتماني لكل من اليونان والبرتغال أمس الأول, مما دفع المستثمرين لسحب أموالهم من الاستثمارات عالية المخاطر مثل الطاقة. وفي محاولة سريعة لاحتواء الأزمة, حاول كل من رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه ورئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي تهدئة قلق المستثمرين, حيث استبعدوا إمكانية تخلف اليونان أو أي دولة أخري في منطقة اليورو عن سداد قروضها. كما أكد فان رومبوي أنه ليس واردا إعادة جدولة ديون اليونان, مشيرا إلي أنه سيدعو إلي قمة لدول منطقة اليورو في العاشر من مايو لبحث الأزمة اليونانية. وتزامنت هذه المحاولات مع كشف صحيفة فاينانشال تايمز عن أن صندوق النقد الدولي يعتزم تقديم مساعدة مالية إضافية لليونان بقيمة10 مليارات يورو تضاف إلي مبلغ ال15 مليار يورو الذي اقترح إقراضه لأثينا. كما حذر من أن إنقاذ اليونان يمكن أن يشكل سابقة لغيرها من دول منطقة اليورو التي تعاني من ديون ثقيلة وعجز عام. ومن فيينا كتب مصطفي عبدالله: واصلت أسعار البترول انخفاضها هذا الأسبوع متأثرة بارتفاع مخزون البترول في الولاياتالمتحدة, ومخاوف علي نطاق واسع من أن تخلفا محتملا لليونان عن سداد ديونها قد يعطل مسيرة الانتعاش الاقتصادي. وبلغ سعر البرميل من الخام الأمريكي الخفيف28,22 دولار بتراجع22 سنتا. في حين تراجع سعر مزيج خام مزيج برنت24 سنتا ليسجل85,54 دولار للبرميل.