المستشفيات تحت تهديد البلطجة

برغم مرور أسابيع علي توقيع برتوكول رسمي بين وزارتي الصحة والداخلية لتأمين المستشفيات‏,‏ إلا أنه لم يتم تفعيل البروتوكول حتي الآن‏.‏ وقد قامت تحقيقات الأهرام بجولة ميدانيةللتأكد من تفعيل بروتوكول وزارتي الداخلية والصحة, بتخصيص إدارات شرطية لتأمين المستشفيات, وذهبنا إلي مستشفي قصر العيني الذي شهد الكثير من حالات البلطجة والاعتداء علي الأطباء, وصلنا إلي الباب الرئيس لمستشفي حيث يقف موظفو الأمن التابعين له, لتنظيم عملية دخول السيارات, بينما لم تصل قوات الشرطة المنوطة بتأمين المستشفي حتي الان برغم توقيع البرتوكول بين الداخلية والصحة, تجولنا داخل المستشفي فإذا بنا نجدها خاوية من الأمن باستثناء موظفي أمن المستشفي العزل بدون سلاح, وساقتنا أقدامنا إلي مستشفي الاستقبال والطوارئ, وهناك وجدنا موظفي الأمن يرتدون ملابس مشابهة لملابس قوات الجيش, وقد ظننا هم في البداية أنه تابعون للجيش, لكننا اكتشفنا إن إدارة المستشفي قامت بشراء ملابس مشابهة من حيث الشكل وليس اللون, لتلك التي يرتديها جنود القوات المسلحة بهدف توصيل رسالة للمرضي وذويهم بوجود عناصر من الجيش لتأمين المستشفي ما يقلل من حوادث الاعتداء.
في مستشفي الاستقبال والطواريء بقصر العيني, قال لنا الدكتور هشام أبو عيشة مدير عام المستشفي, أنه يتم تأمين المستشفي بنحو20 جندي أمن مركزي, و5 من أفراد الشرطة العسكرية, و60 من افراد الامن التابعين للمستشفي, إلي جانب ضابط, و5 أمناء شرطة من قسم مصر القديمة, وضابط و5 أمناء شرطة من إدارة حراسة وتأمين المنشئات, مشيرا إلي أن الحواث قد انخفضت كثيرا عن أيام الثورة, لكن لا غني عن وجود شرطة تأمين المستشفيات ضد حوادث الاعتداء والبلطجة, والتي لم تصل للمستشفيات حتي الآن.
مشاجرة في معهد الأورام!
والصورة لا تختلف كثيرا في المعهد القومي للأورام, فقد حدثت مناوشات واحتكاكات بين الأطباء وأهالي المرضي الذين جاءوا لتلقي العلاج يوم الأحد7 أكتوبر الماضي, وكان الأحد يوم إجازة بالمعهد عوضا عن يوم السبت6 أكتوبر, وبالطبع لم يكن المعهد يعمل بكامل طاقته, فحدثت المشكلة.. هكذا قال لي الدكتور علاء الحداد مدير المعهد, مشيرا إلي أن إدارة المعهد قامت بإبلاغ عدد كبير من المرضي بأن يوم الأحد عطله في المعهد, بينما لم نتمكن من إبلاغ كل المرضي, ومن ثم لم نكن جاهزين للتعامل مع كل الحالات المرضية المترددة علي المعهد, لكننا قمنا بالتعامل مع الحالات العاجلة, وتم إعداد جدول بمواعيد علاج الحالات الأخري.
سألناه: ألا يوجد إدارة للأمن داخل المعهد للتصدي لحالات الاعتداء والبلطجة؟
- د. علاء الحداد: هناك نحو50 موظف أمن تابعين للمعهد, وهم موزعون علي نوبتجيات علي مدار اليوم, ومن ثم فإن عددهم ليس كافيا لتأمين المعهد, حيث نستقبل يوميا نحو3 آلاف شخص من المرضي وذويهم من مخنلف المحافظات, فضلا عما تستقبله غرف العمليات, ومن يتلقون العلاج بشكل دائم, وفي ظل هذه الحالة من الزحام يكون الجميع في حالة توتر عصبي, سواء الأطباء أو المرضي, وبشكل عام فإن الوضع الأمني في المعهد لا يبدو سيئا لكننا نخطط في الوقت نفسه- لزيادة عدد أفراد الأمن خلال الفترة القادمة لمنع حدوث مشاجرات أو احتكاكات.
وربما يكون مستشفي قصر العيني التعليمي الجديد بمنأي عن حوادث الاعتداء والبلطجة, لأنه يقدم الخدمة الطبية للقادرين ماديا, ومن ثم فإن الاحتكاكات والمناوشات بين أهالي المرضي والأطباء تكاد تكون محدودة, ومثل هذه الحوادث تقع علي فترات متباعدة, ويكفي أن قسم الطوارئ والاستقبال لم يتم إغلاقة مطلقا منذ ثورة يناير حتي الان بعكس الكثير من المستشفيات التي أغلقت أبوابها بعد تعرضها لحوادث الاعتداء والبلطجة التي وصلت إلي حد تحطيم الأجهزة الطبية, والاعتداء علي الاطباء.. هكذا قال لنا الدكتور عمرو جاد مديرمستشفي قصر العيني التعليمي الجديد الشهير ب قصر العيني الفرنساوي, مشيرا إلي وجود موظفي أمن تابعين للمستشفي, بالاضافة إلي نقطة شرطة تابعة لقسم السيدة زينب لتحرير محاضر الاعتداء, لكننا نفضل الحلول الودية دائما, ومع علمنا باستحداث إدارات من الداخلية لتأمين المستشفيات إلا أنها لم تصل إلينا بعد, ولاشك أن وجودها أصبح ضروريا لمواجهة أي اعتداء.
وإذا كان الدكتور خيري عبدالدايم نقيب الأطباء يعترف بوجود حوادث إعتداء علي المستشفيات, إلا أنه يؤكد أن الوضع الأمني في المنشئات الطبية قد تحسن كثيرا خلال الأسابيع الأخيرة, صحيح أن هناك اشتباكات تقع بين أهالي المرضي والمصابين الذين يترددون علي المستشفيات, لكن هذه الحوادث انخفضت بدرجة ملحوظة, وأصبحت محدودة الأثر, لكن انخفاض عدد حوادث الاعتداء لا يغني عن وجود الادارات الشرطية التي تم تخصيصها لتأمين المستشفيات.
مقرات دائمة للشرطة
ولم تسلم مسشفيات بني سويف هي الأخري من حوادث الاعتداء والبلطجة والتي تتكرر بصفة مستمرة, حيث أغلق عدد من سكان حي الغمراوي والمرماح, قسم الاستقبال بالمستشفي العام, بسبب عدم وجود سيارة إسعاف, لنقل شابين أصيبا في حادث تصادم علي كوبري بني سويف, أثناء قيادتهما دراجة بخارية وتم الاعتداء علي طبيب بقسم الاستقبال بالمستشفي, وبصفة مستمرة تتكر حادث الاعتداء والمشاجرات بين المرضي والأطباء.. وهنا يقول الدكتور عاطف رمضان عافيه وكيل وزارة الصحة بالمحافظة, ولذلك تمت الاستعانة بنقطة شرطة محدودة داخل المستشفي بالاضافة إلي موظفي الأمن التابعين لها, وعند حدوث مشكلة يتم غستدعاء سيارة الشرطة للسيطرة علي الموقف, لكننا وضعنا مبادرة بموافقة المجلس الافليمي للصحة بالمحافظة برئاسة المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف, واللواء عطيه مزروع مدير الامن, وتم الاتفاق علي تجهيز مقر دائم لضابط شرطة, وآخر لأفراد الأمن, علي أن يتم تزويد غرف الاستقبال بكاميرات مراقبة لمتابعة الموقف الامني باستمرار, ويجري حاليا تجهيز هذه المقرات, لتحقيق الانضباط الامني داخل المستشفيات في المحافظة, ومنع حواث الاعتداء التي تعرض لها الأطباء وطاقم التمريض من جانب أهالي المصابين أو المرضي.