تمثل مواقف مرشحي الرئاسة الأمريكية من قضايا الشرق الأوسط نقطة محورية وجدلية في السباق إلي البيت الأبيض, وعلي عكس الرئيس الديمقراطي باراك أوباما يتبني المرشح الجمهوري ميت رومني نظرية الفوضي الخلاقة لادارة الشرق الأوسط، وعلي عكس الرئيس الديمقراطي باراك أوباما يتبني المرشح الجمهوري ميت رومني نظرية الفوضي الخلاقة لادارة الشرق الأوسط، واعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية له بتفتيت بعض الدول المركزية في المنطقة لبناء دول لبعض الطوائف العرقية والدينية بدلا منها لتحقيق مبدأ الشرق الأوسط الجديد. ويتبني المرشح الجمهوري ميت رومني مبدأ الوجود العسكري المباشر لتأمين تدفق النفط متهما أوباما بعدم القيام بما فيه الكفاية لخفض أسعاره بينما تسير ادارة أوباما علي نهج السياسة الأمريكية للسيطرة علي مصادر الطاقة في أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط ووسط آسيا خاصة النفط والغاز, ولضمان تدفقها الي العالم الخارجي خاصة الي أمريكا وأوربا واليابان وبأسعار مقبولة بممارسة الضغوط السياسية علي الدول المنتجة لتحقيق هذا الهدف, ويرفض رومني أيضا إعلان أوباما عن موعد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان, واعتزامه التحاور مع حركة طالبان, كما انتقد سحب القوات الأمريكية من العراق وتركها ساحة للنفوذ الإيراني, وتأتي سياسة ميت رومني تجاه إيران متفقة مع سياسات الحزب الجمهوري الذي يتبني سياسة عدم السماح لأيران بأن تصبح قوة نووية وفرض حصار اقتصادي صارم عليها والعمل علي تغيير النظام الايراني وشن هجمات عسكرية علي برنامج إيران النووي, بينما يري مساعدو أوباما وعدد من المحللين المستقلين ان الضغط الذي فرضته الولاياتالمتحدة وحلفاؤها علي إيران بدأ يؤتي ثماره, حيث إن العقوبات الجديدة أثرت بشكل كبير في الاقتصاد الإيراني. وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا يتفق المرشحان علي ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتغيير النظام السوري الي نظام ديمقراطي يستوعب كل الطوائف السورية مع تفضيل الضغوط السياسية ودعم المعارضة السورية وتفضيل العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة لحل الأزمة السورية سواء بالطرق السياسية أو الحل العسكري. ومن حيث القضية الفلسطينية علي عكس أوباما يري رومني أن قيام دولة فلسطينية هو أمر مستحيل وان الطريق إلي السلام يكاد يكون مستحيلا ويرفض حل الدولتين لأنه أصبح ميتا وأن هذه المشكلة سوف تبقي دون حل وأن علينا أن نتعايش معها, وموقف رومني يتناقض مع السياسة الرسمية للولايات المتحدة التي تري أن حل الدولتين ممكن ومرغوب فيه. كما قال رومني انه لن يسعي إلي قيام دولة فلسطينية ان أصبح رئيسا لأن إيران ستستخدمها كقاعدة لمهاجمة إسرائيل. واتهم رومني أوباما مرارا بأنه يضر بالعلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل, مشيرا إلي أن علاقات الرئيس أوباما مع دولة اليهود خلال فترة ولايته الأولي اتسمت بالبرود والقطيعة, وتوقع أنه في حال فوز أوباما بفترة ولاية ثانية سيحاول إجبار حكومة إسرائيل عن طريق توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية عليها لتقديم تنازلات لفتح وحماس في شتي المجالات وبشكل فوري, علي عكس رومني الذي أعلن عن نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس باعتبارها عاصمة إسرائيل قائلا ان فكرة دفع الإسرائيليين للتنازل عن شيء ما لدفع الفلسطينيين للتحرك هي أسوأ فكرة في العالم. ووصف المرشح الجمهوري ميت رومني المتظاهرين ضد الفيلم المسيء للرسول بأنهم أشرار, كما وصف رد فعل إدارة الرئيس باراك أوباما علي الهجمات التي تعرضت لها سفارات أمريكا بالقاهرة وطرابلس ودول عربية واسلامية أخري بأنه كان مخزيا ومتعاطف مع المهاجمين وبأن أوباما متهاون في مواقفه إزاء الإسلام المتعصب والقيم الأمريكية وأضاف قائلا: وسط كل هذه التهديدات والأخطار فإن ما نفتقده هو وجود قيادة أمريكية صلبة ومتماسكة. وعلي اثر هذه الأحداث هدد رومني مصر بفقدان المساعدات العسكرية التي تحصل عليها من الولاياتالمتحدة والتي تبلغ1.3 مليار دولار سنويا والدعم الاقتصادي قائلا ان الولاياتالمتحدة يجب أن تكون أكثر حزما مع مصر, في حين رد أوباما في مزايدة انتخابية واصفا مصر بأنها دولة ليست حليفة أو صديقة وليست دولة عدوة أيضا وقام بتجميد المساعدات العاجلة ووقف مفاوضات خفض الديون المصرية, كما حرك سفن البحرية الأمريكية تجاه شواطئ كل من ليبيا وتونس واليمن.