حوار:نجوي العشري: يكتسب قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة أهميته من كونه مسئولا عن التبادل الثقافي مع مختلف الأقاليم ودول العالم.. كما أن الفن والثقافة قادران علي رسم صورةالدولة أمام البلدان الأخري; فلهما مفعول السحر ولهما القدرةعلي ما لاتستطيع السياسة عمله بكل أجهزتها ومؤسساتها, وهذه الحقيقة يضعها رئيس القطاع الجديد الدكتور حسام نصار مستشار وزير الثقافة الذي يملك أدوات نجاحه في هذا العمل الحيوي, فهو مهندس ذو عقلية منظمة وأفكار بناءة, وشاعر وفنان مرهف الحس وذو رؤية, ول في حوارنا مع د. حسام نصار بادرناه بسؤال عن معركة الترشيح لليونسكو التي كان من ضمن فريق إدارتها فقال: إنني أدرك جيدا أن هذه المعركة لم تنته بعد.. فقد استفدنا منها كثيرا وحققنا إنجازا مهما بالاحتكاك الثقافي مع العالم الخارجي.. حقا لقد انتهت المعركة زمنيا لكن خسارتنا فيها كانت معلومة الأسباب, وقد أثبت وصول فاروق حسني إلي التصفيات حتي نهاية الجولة الأخيرة وما تزامن معها من أحداث أن وزن مصر السياسي والثقافي والحضاري كبير جدا, وأن ما يردده البعض عن أن دورها بدأ يتراجع لا أساس له من الصحة. وأضاف: لقد استفدنا من هذه التجربة وتعلمنا أنه يجب أن نعمل دائما علي تطوير شكل التبادل الثقافي, وقد كلفني الوزير بعمل خطة استراتيجية لتحقيق هذا الهدف, فلدينا محتوي ثقافي نريد أن نخرج به إلي أقاليم ثقافية أخري لتحقيق التفاعل معها فيما يعرف بالأقلمة الثقافية ونحن الآن ندرس هذه الأقاليم وندرس الطرح الثقافي الموجود لدينا لنبرز فكرة الأصالة والمعاصرة وندرس المشتركات الحضارية بيننا وبين هذه الأقاليم ليدور الحوار علي أرضية مشتركة فيتحقق التفاعل المنشود علي المدي القصير والمتوسط والطويل, ونحاول تفعيل حراك ثقافي يتواكب مع دور مصر المتسامح علما بأن دورها الثقافي يتعدي دورها الحضاري, فمصر منذ قديم الزمان ليست مجرد وطن وإنما أيضا حالة إبداعية خاصة وتكوين شعبها المتجانس دينيا وعرقيا يؤكد أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي أو بين أبيض وأسود, ودورنا في الحوار الثقافي العالمي له وزنه الكبير جدا, فالعالم يدرك حجم مصر ودورها الحضاري, ورسالتنا الفنية والثقافية التي يعمل قطاع العلاقات الثقافية الخارجية علي توصيلها إلي مختلف أنحاء العالم محملة بهذا العمق الثقافي والحضاري لمصر وخصوصيتها وتطلعاتها في عالم يتشكل كل يوم نتيجة التقدم التكنولوجي والتطورات الاقتصادية المتسارعة, بينما تتقدم الثقافة بشكل أبطأ, وهذا ما نراعيه في خطتنا للمرحلة المقبلة, وربما يقول البعض إن قطاع العلاقات الثقافية الخارجية لايجد أي جديد يقدمه, فالمحتوي الثقافي بل والشكل التقليدي المقدم به لا يتغير كثيرا, وإذا صح ذلك فإنني أعتبره ميزة لا عيبا, فهذا يجعلنا في حالة بحث دائم عن الإبداع والجودة في تقديم نفس المحتوي مع المزيد من الإجادة, ودورنا أيضا هو التنسيق بين القطاعات الإبداعية في الوزارة وخارجها, لهذا نشجع الإبداع الحر ونساعده علي أن يمثل مصر في الخارج, والقيمة المضافة التي نقدمها في هذا المجال هي الفرز والانتقاء والتجويد لاختيار الأفضل الذي يستحق أن يمثل مصر, فعندما أخرج بفرقة فنون شعبية تقدم أداء جيدا ومتميزا فإن كل عضو فيها هو سفير للفن المصري في الخارج, ويقدم رسائل غير مباشرة تكون رأيا عاما دائما يشكل صورة مصر في الخارج, فالثقافة هي لاعب خط الوسط الذي ينقل صورة مصر إلي الخارج ويعمل علي إيجاد أرضية مشتركة للحوار مع الدول والأقاليم الثقافية الأخري في العالم, لهذا نتلقي دعما من الخارجية المصرية التي تدرك أهمية الدور الثقافي المصري الذي يفتح أبوابا لانستطيع فتحها إلا من خلال الثقافة وهي التي يمكنها أن تصلح ما تفسده السياسية. إيقاف مؤقت وكشف حسام نصار عن إيقاف مؤقت للمشاريع التي ينفذها القطاع بغرض تجويدها ومواءمتها للاستراتيجية الجديدة للقطاع والتي تشمل العديد من المشاريع الطموحة جدا, وقال: إن هناك حوارا دائما مع الفنان فاروق حسني وزير الثقافة للوصول إلي أفضل صيغة لتمثيل مصر في الخارج وتمثيل الخارج في مصر وذلك انطلاقا من إيماننا بأن حوار الفنون هو أرقي وأقوي حوار فهو يرتكز علي موهبة ربانية وإبداع وفكر. وقال نصار إن دراسته للهندسة علمته أمرين أساسيين يساعدانه في عمله بقطاع الثقافة وهما; التفكيك والتركيب, فإذا كانت هناك فكرة نحتاج توصيلها للآخر فيجب أولا أن نقوم بتفكيكها وتجزئتها ثم نعيد تركيبها بما يتناسب والمستقبل الذي نريد الوصول إليه, وبالاضافة إلي دراسة الهندسة فقد ساعدتني موهبتي علي استخدام المنهج العلمي الذي درسته في مجال الإبداع الفني والثقافي. افريقيا لها الأولوية وحول مكانة افريقيا في أجندة أهتماماته لدعم التبادل الثقافي بين مصر ودول العالم في الفترة المقبلة قال نصار إن افريقيا لها الأولوية الأولي في نشاط القطاع وسيتم التركيز علي التبادل الثقافي مع الكونغو وبوركينا فاسو ونيجيريا وأثيوبيا وتنزانيا والكاميرون وكوت دي فوار, وقد تم تقسيم أقاليم افريقيا الثقافية إلي8 مناطق سيتم التعامل مع كل منها علي أنها وحدة واحدة متفردة في الهوية والدين واللغة, ولا ننسي أن حضارتنا المصرية افريقية الأصول والأفارقة يقدرون مصر كثيرا وكانوا يلومون علينا ابتعادنا منهم قليلا رغم العمق الحضاري للعلاقات بيننا. وحول الانتقادات الموجهة لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بعدم الموافقة علي بيع الأعمال الفنية للفنانين المشاركين في الأسابيع الثقافية المصرية بالخارج قال: إن السبب هو اتفاقيات التبادل الثقافي ولوائحها هي التي تمنع ذلك, لكن هناك محاولات مع وزارة السياحة لحل هذه المشكلة, كما نسعي لتغيير اللوائح التي تتبعها وزارة المالية في هذا الشأن حتي نصل إلي شكل للترويج والبيع لتعود هذه الأسابيع الثقافية بعائد اقتصادي مناسب. وأخيرا اعترف نصار بضعف البدل النقدي الذي يحصل عليه الفنانون للسفر والذي لايغطي نفقات السفر الضرورية, وقال: إنه سيتم تدارك هذه المشكلة ليتناسب بدل السفر مع الحالة الاقتصادية المرتفعة في الدول التي تقام فيها هذه الأسابيع لكن في الوقت نفسه يجب ألا ننسي أننا في بلد محدود الموارد, وأن هذا البدل يطبق علي الجميع بدون استثناءات أو مجاملات.