تعتبر بحيرة البرلس هي ثانية بحيراتنا الشمالية الطبيعية, وأحد المصادر الرئيسية للثروة السمكية بجانب انها احدي المناطق السياحية نظرا للجزر المنتشرة بها وارتباطها السياحي. بمصيف بلطيم ولأن البحيرة كانت تعاني من سطوة مافيا الثروة السمكية والتعدي علي مساحات كبيرة منها وتجفيفها وانتشار صيد الزريعة السمكية وجميع أنواع الصيد المخالف برغم التصدي الجاد من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وقوات شرطة المسطحات المائية دون جدوي ونظرا لأهمية بحيرة البرلس اقتصاديا وسياحيا وبيئيا فهي تعد محمية طبيعية. وقد تمت في الفترة الأخيرة أعمال تطهير بوغاز بحيرة البرلس وإزالة البوص بطريقة علمية ومنع تسرب ورد النيل ودعم جمعيات الصيادين بالبحيرة لتوفير مستلزمات الصيد والانتاج طبقا للمواصفات القانونية للحفاظ عليها من التعديات. ومن كفر الشيخ وتحديدا من وبحيرة البرلس انتقلت تحقيقات الأهرام لترصد الوضع علي الطبيعية. محمد فريد صياد يشكو من انتشار ظاهرة المزارع السمكية التي تهدد صيادي البرلس وتلوث البحيرة مطالبا بوقف تأجير أماكن أخري من البحيرة للمزارع السمكية لان ذلك يقلل من مساحة المياه الممنوحة للصيادين. ويوضح أن هذه المزارع تلوث مياه البحيرة من الهرمونات والمخلفات التي تستخدم في تحويل بعض أنواع الأسماك إلي أنواع أخري مختلفة ذات أحجام كبيرة قبل أوانها, كما قامت محافظة كفر الشيخ بافتتاح ميناء صيد بحيرة البرلس منذ مايقرب من شهر تقريبا لكن للأسف يعاني الصيادون من عدة مشاكل أهمها وجود طريقة عبور آمنة من الطريق الدولي السريع حتي تتكرر الحوادث من حين لآخر كما ان الدورة التي تمر بها الأسماك الصغيرة التي لابد من عودتها مرة أخري إلي البحيرة مهددة بسبب سطو العديد من أصحاب المصالح من أصحاب المزارع السمكية والتي تهدد الثروة السمكية ومهنة الصيد في بحيرة البرلس بسبب اندثار واختفاء الذريعة السمكية وأخذها من البحيرة إلي أحواض المزارع السمكية. ويشير إلي ان تغذي الاسماك داخل المزارع السمكية علي الطيور والحيوانات النافقة والهرمونات من شأنه إلحاق الضرر بصحة المواطن واصابته بالتسمم وبالامراض الخطيرة علي عكس أسماك البحيرة الصالحة للاستهلاك الآدمي. ويتطرق للحديث الحاج متولي عبده أحد الصيادين الذي يروي لنا قصة بحيرة البرلس منذ مايقرب من عشر سنوات حيث كان يعيش بها أكثر من نوع سمك مثل البلطي والحنيش والدنيس والشعور ولكن بعد أعمال الردم التي مازالت تحدث والسطو علي الأسماك الصغيرة والتي تسمي بالذريعة أصبح الآن لايوجد بها سوي نوع واحد فقط من الاسماك وهو البلطي. ويلتقط طرف الحديث فتحي معوض صياد يحكي ان الصيادين يعانون كثيرا من الاهمال من جهة الحكومة لان من قبل عشرة أعوام كان هناك اعانات للصيادين من مستلزمات الصيد بمبالغ عينية وهذه المستلزمات مدعمة من الحكومة لكن الآن أصبحت الحكومة وهيئة المسطحات لاتهتم بالصيادين ولا رخصة الصيد وكأنهم يريدون اندثار هذه المهنة بالكامل هذا إلي جانب الاهمال الذي يصيب بحيرة البرلس من ردم وعدم تطهير والاراضي وتبويرها حتي يتم بيعها بعد ذلك للمستثمرين وتسقيعها. ويقول اللواء المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ ان بعض بحيرات مصر تاريخ من المشاكل ولكن المسئولة هي هيئة الثروة السمكية وهي بلا امكانات من حيث القدرة علي التطهير والحراسة. وهذاالتقصير نتج عنه تقلص حجم البحيرة من150 ألف فدان إلي100 فدان والبحيرة مصدرها الرئيسي من مياه الصرف الزراعي وترمي مياهها من خلال بوغاز البرلس والمفترض انها تتبادل مياهها مع مياه البحر لتطهير البوص حتي يختفي ولايظهر تماما ويتغذي السمك ولكن مياه البوغاز منذ مايقرب من50 عاما لم تطهر بعد, حتي يسمح لمياه البحر المالح ان تتبادل مع مياه البحيرة وأثناء زيارة الرئيس مبارك خصصت الحكومة50 مليون جنيه لتطهير البحيرة وهناك عدة اقتراحات لاجراء عمليات تطهير البحيرة بهدف زيادة عمقها. ويضيف المحافظ أن لصوص الاراضي هم الذين يختفون وراء البوصة داخل البحيرة ولايمكن الوصول إليهم بسهولة وهم يمارسون الصيد باستخدام اللانشات الآلية وهذا ممنوع لانه يهدد الثروة السمكية التي يعيش عليها ما يقرب من35 ألف أسرة من الصيادين البسطاء. ويطالب المحافظ بتطوير الميناء, وإنشاء صناعة أسماك ومراكب صيد ومصانع ثلج ومهمات صيد حتي يتحول لميناء لصيد وتصنيع الاسماك وتصديرها علي المستوي العالمي. ويؤكد محافظ كفر الشيخ أن هناك40 ألف فدان مزارع سمكية قائمة وهناك خطة لانشاء40 ألفا أخري لان فدان السمك مكسبه20 ألف جنيه شهريا كما شجع علي استثمار السمك والاستزراع السمكي وهناك بورصة لمزارع الاسماك, وذلك لضبط الاسواق وضمان ثبات الاسعار ومنع التلاعب والاحتكار. أما عن شكاوي الصيادين من مخاطر عبور الطريق الدولي الساحلي الذي يعرضهم للموت بين الحين والآخر فقد بدأنا ببناء مشاية عرضها2 متر وطولها500 متر تعمل مثل كوبري مشاه يساعدهم علي الوصول بأمان دون التعرض لأي مخاطر.