عانت بحيرة البرلس الواقعة في شمال محافظة كفرالشيخ من الاهمال الشديد لسنوات طويلة بدون أن تجد من ينقذها من الاهمال والتعديات التي أدت إلي تراجع مساحة البحيرة الشهيرة. من160 ألف فدان إلي100 ألف فدان فقط برغم صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بتحويلها إلي محمية طبيعية, والحفاظ علي الحياة البرية بها وكذلك الطيور النادرة, إلا أن التعديات المخالفة التي قام بها الحيتان ومحترفو الاتجار بأراضي الدولة قد سيطروا علي العديد من أجزاء البحيرة خاصة المجاورة للمزارع السمكية من ناحية مركزي الرياض وسيدي سالم, بالاضافة إلي سيطرة مافيا الزريعة علي وسط البحيرة وقاموا بمنع العديد من الصيادين من الصيد داخل البحيرة من أجل صيد الزريعة وبيعها لحسابهم الخاص وتحقيق الملايين علي حساب الصيادين الضغفاء من أبناء البرلس والرياض وسيدي سالم. كما أن انتشار البوص والاحراش بها وعدم وصول المياه المالحة من البحر المتوسط وارتفاع نسبة التلوث الناتج عن مياه مصرف كتشنر الملوثة التي تعتبر من أهم مصادر مد البحيرة من المياه, قد أدت إلي انهيار الثروة السمكية داخل البحيرة وانقراض الانواع النادرة من الاسماك. حيث كان يوجد بها أكثر من40 نوعا من الاسماك وتراجعت حاليا إلي نوعين أو4 أنواع علي أقصي تقدير, وهي البوري والبلطي والقراميط والقاروص بعد أن كانت تحتوي علي أفخر أنواع الاسماك. وقد أدي إنهيار الثروة السمكية بالبحيرة خلال السنوات الماضية إلي هجرة الصيادين من أبناء البرلس ومغيزل والرياض وسيدي سالم إلي الخارج والقيام برحلات الصيد المخالفة سواء في مياه البحر المتوسط أو البحر الأحمر وتعرض هؤلاء الصيادين لخطر الموت غرقا والاحتجاز من قبل سلطات الدول المجاورة والقراصنة الصوماليين, كما حدث من قبل للعديد من الصيادين من ابناء المحافظة. خاصة أن هيئة الثروة السمكية قد أهملت هذه البحيرة كما أهملت رعاية الصيادين وعدم بحث مشكلاتهم ومساعدتهم علي مواجهة أعباء الحياة, بالاضافة إلي قيام الهيئة بتأجير مساحات كبيرة من البحيرة لمافيا التعديات مقابل مبالغ مالية بسيطة, مما يسهم في تقلص مساحة البحيرة وتجفيف أكثر من60 ألف فدان من مساحتها علي مدار السنوت الماضية وكانت معرضة كلها للجفاف. وأخيرا وجدت البحيرة من يهتم بها ويدافع عنها بعد طول انتظار حيث انتقد المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ جميع إجراءات هيئة الثروة السمكية الخاصة بحماية وتطوير البحيرة التي لم تمنع ارتفاع نسبة التعديات عليها وقام علي الفور منذ أن تولي مسئولية العمل بالمحافظة بعقد أكثر من اجتماع مع المسئولين بالهيئة والصيادين وأصحاب المراكب والقيادات الأمنية والخبراء والمهتمين بحماية بحيرة البرلس. وقرر المحافظ منع أي تعديات جديدة علي مساحة البحيرة واتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تجديد أي عقود تنتهي مدتها مع المتعدين علي البحيرة وسرعة تنفيد خطة عاجلة لتطهير البحيرة وإزالة البوص وكذلك الأحراش التي كانت تحتل مساحة40% من اجمالي مساحة البحيرة مع تنفيذ خطة لتطهير وتعميق قاع البحيرة, وبوغاز البرلس للسماح بدخول المياه المالحة من البحر المتوسط إلي جميع اجزاء البحيرة وكانت المشكلة التي تواجه المحافظة لتنفيذ هذه الخطة هي نقص الاعتمادات المالية. حيث تحتاج المحافظة إلي مبالغ مالية كبيرة لتنفيذ هذه الخطة. وكان المحافظ قد عرض خلال زيارة الرئيس مبارك للمحافظة منذ عامين مشكلة بحيرة البرلس واستجاب الرئيس علي الفور وكلف رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزير الزراعة السيد أمين اباظة بسرعة بحث مشكلات هذه البحيرة وتنفيذ خطة عاجلة لتطويرها وإزالة الاحراش منها والحفاظ عليها من الجفاف والتعدي. وخلال زيارة رئيس مجلس الوزراء الأخيرة للمحافظة منذ عدة أشهر فقط وافق علي اعتماد مبلغ50 مليون جنيه لبدء عمليات تطهير وتنمية بحيرة البرلس ضمن المرحلة الأولي, حيث تحتاج البحيرة لأكثر من نصف مليار جنيه لتطويرها بالكامل وإزالة الاحراش والبوص منها وتعميقها, وتم اسناد تنفيذ مشروع تطوير البحيرة إلي شركة المقاولون العرب التي قامت بالفعل بتسلم مساحة ألف فدان, وهي أصعب منطقة تحتاج إلي تطوير داخل البحيرة, ونجحت خلال عدة أشهر في تطهير هذه المساحة بالكامل وجار نقل تراكمات عمليات التطهير إلي خارج البحيرة تمهيدا لبدء عمليات التطهير في المرحلة الثانية علي مساحة5 آلاف فدان داخل البحيرة بالمنطقة المواجهة لمدينة بلطيم ورافد الطريق الدولي الساحلي والمنطقة الصناعية بالبرلس. وقد تم بالفعل الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولي قبل المواعيد المحددة لها في نهاية هذا العام بعد تكثيف الأعمال والزيارات المتكررة للمحافظ للبحيرة لمتابعة عمليات التطهير أولا بأول, وتم كذلك منع أي تعديات جديدة علي مساحة البحيرة وتنفيذ العديد من حملات مكافحة تهريب الزريعة الصغيرة واستمرار عمليات تنمية وتطوير بحيرة البرلس. من جانبه, أكد المحافظ المهندس أحمد زكي عابدين أنه مازال يوجد الكثير ضمن خطة تطوير وتنمية بحيرة البرلس للحفاظ علي مساحتها خاصة أنها تقع بالكامل داخل محافظة كفر الشيخ حيث سيتم تنفيذ خطة عاجلة لتطوير تعميق بوغاز البرلس علي البحر المتوسط والطريق الدولي الساحلي حتي يتم السماح بدخول المياه المالحة إلي البحيرة بكميات كبيرة للمساهمة في القضاء علي الاحراش وخفض نسبة التلوث داخل البحيرة وزيادة الثروة السمكية بها وإزالة جميع التعديات الواقعة علي أطراف البحيرة والمباني المخالفة والسدود علي أطرافها. واضاف المحافظ انه سيتم عمل خبو عميق حول البحيرة بالكامل لتحديد مساحتها ومنع أي تعديات جديدة, بالاضافة إلي استمرار تنفيذ خطط التطوير وإزالة الاحراش والبوص علي مساحة40% من البحيرة حيث سيتم خلال هذا العام البدء في المرحلة الثانية من تطوير البحيرة بعد أن نجحت شركة المقاولون العرب في تنفيذ المرحلة الأولي من عمليات تطهير البحيرة بتكاليف50 مليون جنيه, وجار حاليا اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل المخلفات ونتاج التطهير من داخل البحيرة إلي خارجها حيث سيتم إنشاء مصنع طوب بالمنطقة الصناعية ببلطيم التي تقع علي رافد الطريق الدولي الساحلي في مقابل البحيرة لتحويل مخلفات التطهير إلي طوب أحمر داخل هذا المصنع واستخدام هذا الطوب في بناء الوحدات السكنية التابعة لمشروع إسكان مبارك للشباب والأولي بالرعاية ولن نسمح بأي تعديات جديدة علي البحيرة.