تواصلت أمس المظاهرات الغاضبة احتجاجا علي الفيلم والرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم في مناطق عديدة من أنحاء العالم الإسلامي, في الوقت الذي تم فيه اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لمنع وقوع اشتباكات دامية, بينما لجأت الحكومة الأمريكية إلي الإعلانات التجارية في المحطات التليفزيونية الباكستانية لتهدئة الاحتجاجات. وعلي رغم دعوات رجال الدين والسياسة في شتي أنحاء العالم الإسلامي للاحتجاج سلميا, اندلعت اشتباكات في باكستان خلال الاحتجاجات ضد الفيلم والرسوم المسيئة, واشتبك متظاهرون مع الشرطة الباكستانية في مدينة بيشاور, وأحرق المحتجون دارا للسينما. وفي العاصمة إسلام آباد, اشتبك نحو ألف محتج يلقون الحجارة مع الشرطة وهم يحاولون التقدم صوب السفارة الأمريكية. وأصابت المظاهرات باكستان بالشلل, حيث توقفت وسائل النقل العام وأغلقت الأسواق والشركات والبنوك والمدارس والمصالح الحكومية في جميع أنحاء البلاد. وفي اطار الاستعدادات الأمنية, أوقفت الحكومة خدمات الهواتف المحمولة في نحو15 مدينة باكستانية كبري منها إسلام آباد ولاهور وكراتشي وكويتا وبيشاور وفيصل آباد ضمانا للأمن والسلام خلال المظاهرات. من جهتها, كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن أن الولاياتالمتحدة أنفقت نحو70 ألف دولار لبث إعلانات علي محطات تليفزيون باكستانية يظهر فيها الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يؤكدان فيها احترام الولاياتالمتحدة للدين, وأن الحكومة الأمريكية ليست لها صلة بالفيلم, وذلك علي أمل تهدئة الرأي العام. وفي الوقت نفسه, كان الرد علي الرسوم التي نشرتها مجلة شارلي إبدو الفرنسية الأسبوعية أقل حدة في شوارع الدول الإسلامية, غير أن ألوفا من المسلمين الشيعة شاركوا في مظاهرة في مدينة زاريا التي تقع في شمال نيجيريا وأشعلوا النار في دمية للرئيس الأمريكي وهتفوا الموت لأمريكا. وذكرت الشرطة في أفغانستان أنها أجرت اتصالات مع رجال الدين والزعماء المحليين لمحاولة منع العنف. ومن جانبها, حظرت فرنسا أمس تنظيم احتجاجات في الشوارع علي الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم والتي نشرتها مجلة شارلي إبدو الفرنسية الأسبوع الماضي, كما رفضت منح ترخيص بالتظاهر اليوم أمام مسجد باريس الكبير احتجاجا علي الفيلم المسيء. وكشف رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي عن أن المجلس يدرس حاليا رفع دعوي ضد مجلة شارلي إبدو, وقال في مقابلة مع راديو فرنسا الدولي إن هذه الدعوي من الممكن رفعها أمام القضاء الأوروبي أو أمام قضاء إقليم ألزاس الفرنسي, حيث سيتم اتهام المجلة الأسبوعية الفرنسية ب تعمد الإساءة للمسلمين. من جانب آخر, أكد وزير خارجية ألمانيا جيدو فسترفيله أن الفيلم المسيء للرسول سخيف ومثير للاشمئزاز, ولكنه لا يبرر العنف ضد الدبلوماسيين. وقال فسترفيله:إن حرية التعبير تعد قيمة مهمة جدا, ولكنها ليست بلا حدود, ولا يمكن أن تستخدم لتبرير التشويه والإهانات. ومن جهته, أعلن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي أنه خلال افتتاح الدورة ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل, ستدفع إيطاليا مشاريع قرارات بشأن قضايا الحريات الدينية. وفي فيينا, استنكرت الخارجية النمساوية نشر المجلة الفرنسية للرسوم المسيئة, مشيرة إلي أن هناك حملة منظمة لاستفزاز المسلمين والتي من شأنها ستصاحب تداعيات أخري جديدة ستحمل بالتأكيد طابع العنف والتعصب. مصادر دبلوماسية:ازدراء الأديان ضمن مناقشات الجمعية العامة كتبت- عائشة عبد الغفار: كشفت مصادر دبلوماسية لالأهرام أمس النقاب عن أن مناقشات حول موضوع ازدراء الأديان ستجري خلال اجتماعات الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستنطلق بعد غد بمقر الأممالمتحدة في نيويورك.وقالت المصادر التي لم تكشف عن هويتها إن انعقاد اجتماعات الجمعية العامة تأتي في ظل أجواء ساخنة مشيرة إلي أن هذه الأجواء تفتح المجال لمناقشة عملية ازدراء الأديان وحتمية تعزيز الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات المختلفة. وسوف يرأس وفد مصر في هذه الاجتماعات الرئيس محمد مرسي ليكون ضمن قادة وممثلي182دولة خلال هذا الحدث الذي يستمر حتي يوم5 أكتوبر المقبل, حيث سيلقي الرئيس كلمة مصر في بداية أعمال الاجتماعات, والتي تتناول كموضوع رئيسي قضية تسوية المنازعات بالطرق السلمية. ومن أنقرة سيد عبد المجيد: ألغي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته المقررة لمقر الأممالمتحدةبنيويورك لانشغاله بأعمال المؤتمر العام الطاريء الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم. وذكرت محطة إن تي في التركية أن مؤتمر الحزب الحاكم في تركيا سينعقد يوم30سبتمبر الحالي, لذلك لن يتمكن أردوغان من حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ال67في نيويورك. نجاد: الحريات الغربية لا تشمل الهولوكوست طهران- د.ب.أ: قارن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بين دفاع الغرب عن حرية التعبير فيما يتعلق بالأفلام والرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام ورفضه تأييد التشكيك في محرقة اليهود الهولوكوست.وقال نجاد متحدثا بمناسبة الاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم حول الفيلم الأمريكي المسيء للنبي عليه الصلاة والسلام ونشر رسومات كاريكاتيرية له في مجلة فرنسية: إذا كان الغرب يدعي أن إهانة الرسول جزء من حرية التعبير, فلماذا إذن يتم قمع وسجن باحثي التاريخ بسبب تشكيك تاريخي بسيط وحتي يهددون أمة بأكملها( إيران) بسبب هذا التشكيك.وكان الرئيس الإيراني قد شكك في عدة مناسبات في الأبعاد التاريخية للمحرقة, ودعا إلي نقل إسرائيل من الشرق الأوسط إلي أوروبا أو أمريكا الشمالية. .. وبيان يدعو لاحترام الأديان والأنبياء القاهرة- كتبت- د. هالة أحمد زكي: دعا بيان مشترك صادر عن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وأمين عام جامعة الدول العربية ومفوض الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسية الأمنية إلي ضرورة احترام جميع الأديان والأنبياء,وأدانوا ما سموه دعوات الكراهية الدينية التي تشكل تحريضا علي العداء والعنف, مع الاعتراف الكامل بحرية التعبير. وقال البيان في إشارة إلي المواد المسيئة للإسلام التي أثارت موجة الاحتجاجات الأخيرة: نحن نعلم أنه سلوك مجموعات صغيرة من الناس لا يتحدثون بالنيابة عن المجتمعات التي ينتمون إليها, كما أكد البيان رفضه للهجمات الأخيرة علي البعثات الدبلوماسية.