علينا أن نعترف بأننا أهدرنا فرصة ذهبية لكسب التعاطف المستحق مع شعوبنا الإسلامية المقهورة تاريخيا, ولم نتحرك التحرك الصحيح لاستثمار سقطة الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام في كشف وتعرية كل دعوات التحامل والتحريض ضد الإسلام والمسلمين. والحقيقة أن مقولة إننا أصحاب الفرص الضائعة لا تنطبق علينا بمثل ما تنطبق علينا هذه المرة التي سمحنا فيها لمشاعر الغضب والانفعال ضد هذا الفيلم المقزز لكي تتحول إلي خنجر مسموم في صدورنا, ونصبح بين عشية وضحاها جناة بعد أن كنا ضحايا! لقد عادت حملات التحامل في وسائل الإعلام الأمريكية ضد العرب والمسلمين إلي ما كانت عليه في الأسابيع والأشهر والسنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر عام 2001 والتي راجت خلالها كتب رخيصة من نوع الكتاب المشبوه الإسلام ديانة القمر ويتضمن إشارات إلي أن المسلمين يعبدون القمر باعتباره مرجعية التقويم الزمني. وصحيح أن حملات التحامل والتحريض قبل أحداث 11 سبتمبر كانت موجودة ولكنها لم تكن بهذا الحجم في وسائل الإعلام, حيث كانت مجرد كتب وندوات محدودة الانتشار, وأتذكر الآن من خلال عشرات الزيارات التي قمت بها لأمريكا في مهام صحفية خلال حقبة التسعينيات أن أرفف المكتبات كانت تحتوي بعض الكتب والمطبوعات التحريضية مثل الفرد الإسلامي.. نيران الإسلام.. جذور التعصب الإسلامي.. القنبلة الزمنية الإسلامية.. التصدي لأسرع الأديان انتشارا في العالم.. الإسلام قد يكتسح الغرب.. الإسلام الملتهب. و فارق كبير بين كتب علي أرفف المكتبات وبين صحف يومية وفضائيات علي مدي24 ساعة تعيد هذه الأيام دوران عجلة التحريض. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: طلب المعرفة مع أداء الواجب أفضل أنواع الجهاد! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله