مع كل الفهم والتقدير لمشاعر الغضب والاستياء التي عمت العالم الإسلامي بشكل عام والشعب المصري- بمسلميه ومسيحييه- علي وجه خاص من جراء ذلك الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام فإنني أعتقد أننا بحاجة إلي خطاب مستنير يرتكز إلي حكمة العقل وقوة المنطق.. نعم هناك شعور بالإحباط في العالم العربي والإسلامي من سلسلة استفزازات تتابعت في السنوات الأخيرة لتشويه صورة الإسلام والتحامل علي كل ما هو عربي ومسلم حتي بلغ السيل الزبي بذلك الفيلم المنحط والدنيء ولكن الأخطر من هذا الشعور بالإحباط هو أن نسمح لأنفسنا بالاستسلام له أو التسليم به.. مثلما لا ينبغي أن يفلت الزمام في ردود أفعالنا فيجري تصويرنا بالباطل علي أننا جناة بينما نحن ضحايا معتدي عليهم. إن ردود أفعالنا في مواجهة مثل هذه الاستفزازات ينبغي ألا تبقي أسيرة لمشاعر الغضب والانفعال فقط.. وإنما ينبغي أن نحولها إلي خطوات عملية ملموسة بكل أدوات العقل والمنطق والحساب السياسي الصحيح! إن المشاعر النبيلة شيء والتصرفات غير المحسوبة شيء آخر لأننا لو جعلنا ردود أفعالنا رهنا لمشاعر الغضب والانفعال فقط فكأنما نقبل- برضانا- أن نسير علي طريق رسمه لنا الآخرون بخبث ودهاء لكي ننحرف عن الطريق السليم الذي يحمي حقوقنا المشروعة في الدفاع عن ديننا الحنيف ورسولنا الكريم. و ليتنا ندرك أن في أيدينا أوراقا كثيرة يجب أن نجهد أنفسنا في البحث عنها والعمل علي توظيفها توظيفا صحيحا فالخيارات كثيرة والمهم هو حسن الاختيار ودقة الحساب! خير الكلام: ارتداء ثياب الحكمة يمنع رواج جلابيب التطرف! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله