أهمية ترشيد الغضب! ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد الفطر المبارك في ظل أوضاع استوجبت نشوب العديد من الانتفاضات العربية علينا أن نستثمر هذه المناسبة الفضيلة في توحيد روح هذه الأمة تحت مظلة من هدوء الأعصاب ووضوح الأهداف حتي نستطيع أن نتجه بقراراتنا وخطواتنا صوب المقاصد المشروعة بكل الهدوء وبكل العقلانية. أقول ذلك بكل حسابات العقل وبكل التقدير لمشاعر الغضب التي تجتاح الصدور بسبب الممارسات والتجاوزات والاعتداءات الإسرائيلية الفظة التي تطال أشقائنا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ثم استباحت دماء جنودنا المرابضين علي خط الحدود الأمامي في سيناء وهو ما دفع إلي تجديد المطالب المشروعة بمراجعة معاهدة كامب ديفيد من أجل تعزيز الوجود العسكري المصري في سيناء. إن قراراتنا في مواجهة التحدي والاستفزاز أيا كان مصدره ينبغي ألا تبقي أسيرة سياسة رد الفعل لأن ذلك هو ما تريده القوة الكارهة لنا والمرتعبة من إعادة بعث الشعور القومي من جديد خصوصا في مصر العروبة التي دفعت عام1967 ثمنا باهظا عندما جري تغييب الخط الفاصل بين المشاعر الملتهبة والحسابات المضطربة إلي حد استبعاد أدوات الحساب السياسي الدقيق في مثل هذه القضايا واتخاذ قرار سحب قوات الطواريء الدولية الذي كان مفتاحا لقرار الحرب عام.1967 إن المشاعر النبيلة شيء والقرارات المتعلقة بالمستقبل والمصير شيء آخر تماما.. ولو أننا جعلنا قراراتنا رهنا لمشاعر الغضب والانفعال فقط فمعني ذلك أن نقبل- برضانا- أن نسير علي طريق رسمه الآخرون لنا وليس علي طريقنا الذي اخترناه لاسترداد حقوقنا وفقا لحساباتنا وتوقيتاتنا الدقيقة. وبمنتهي الوضوح والصراحة أقول: إن مثل هذه الخيارات الصعبة ليست مسئولية مصر وحدها مهما يقال أنها الدولة الكبري والدولة الرائدة وإنما هي مسئولية أمة عربية بأكملها وعليها أن تبدأ في احتواء تهديدين رئيسيين أولهما الاستقرار والوحدة الوطنية داخل كل قطر عربي علي حدة وثانيهما هو إزالة كل السحب والغيوم التي تعكر صفو سماء العلاقات العربية العربية حتي يمكن بدء الحديث عن إمكانية بناء الحد الأدني من متطلبات الأمن القومي العربي القادر علي مواجهة التهديدات الإقليمية التي تعددت محاورها في السنوات الأخيرة. وهذا الذي أقول به يحتاج إلي سياسات رشيدة وآليات عصرية قادرة علي الارتفاع بالعمل العربي المشترك إلي مستوي الحلم ودرجة التحدي دون حاجة إلي تلك المزايدات الفضائية التي تكتفي بالدق فقط علي أوتار الغضب! خير الكلام: الكرامة عزة نفس... والحلم عند الغضب أعلي مراتب قوة النفس! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله