في الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام إلي هجمة شرسة.. ويصنع أعداء الدين فيلما يسيء إلي أعظم رموز المسلمين وهو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. وبدلا من أن يلتف المجتمع الإسلامي علي كلمة رجل واحد تتصف بالقوة والحسم والتعقل والحكمة.. نجد حربا داخلية يشنها بعض ضعاف النفوس ممن يعتقدون أنهم دعاة علي كل رموز الفن محاولين تحقيره والتقليل من أهميته تارة بالسباب الخارج وتارة بالدعاوي القضائية ضد الفنانين وأخيرا بتوجيه رسائل تحريضية ضدهم ربما أغربها ما أذاعته أكثر من قناة فضائية دينية تعتب علي رئيس الجمهورية لأنه التقي بالفنانين وبالغ في تقديرهم بشرف مقابلته.. وكان الأولي أن يترك هذه المهمة الصغيرة من وجهة نظرهم إلي أحد مساعديه!! بل انزلق عدد من هؤلاء إلي مهاجمة رموز الدين المسيحي اعتقادا منهم بأنهم بتلك التصرفات ينصرون دين الله ويثأرون لكرامة النبي العظيم!! وهي ردود فعل متسارعة لا تدل إلا علي سذاجة مرتكبيها.. والسؤال المهم الآن: هل وجود عمل فني هابط يسيء للإسلام يبرر أن ننظر للفنون كلها نظرة الاشتباه والتحقير؟! وبماذا نرد علي الجهلاء أو من يعادون الدين؟! لقد قدم الفن المصري عشرات الأفلام والمسرحيات الدينية الراقية التي كانت سببا في هداية الكثيرين.. ولا ننسي أن فيلم الناصر صلاح الدين الذي يحكي انتصار القائد صلاح الدين الأيوبي علي الحملات الصليبية وإظهار جانب التسامح والصدق والوفاء بالوعود والعدل والتواضع والإيثار.. كل ذلك قدمه مخرج مسيحي هو يوسف شاهين.. ويشهد المسرح المصري علي التعاون المستمر منذ عصر جورج أبيض والشيخ سلامة حجازي مرورا بالثنائي العبقري نجيب الريحاني والمسلم بديع خيري.. ولعل الموسم الحالي في المسرح المصري يشهد عروضا دينية كثيرة تثير التساؤل حول أسباب الهجوم الشرس علي الفن والفنانين.. والرد علي عمل تافه يسيء للنبي الكريم يكون بتقديم عمل فني جديد وعظيم مثل فيلم الرسالة ليظهر أهمية الفن في الدعوة بإشراف من علماء الأزهر الشريف ورجال الدين الأفاضل الذين بكل تأكيد يقدرون رسالة الفن الهادف ويحرصون علي دعمه والاستفادة منه في مجال تصحيح المفاهيم الخاطئة والدعوة إلي الله.