* خبراء الأرصاد: ارتفاع لم يحدث منذ 70 عاما.. وإجراءات استثنائية فى القارة العجوز فيما وصف بأنه «أسبوع جهنم» الأوروبي، حذر خبراء الأرصاد من أن موجة الحر التى تجتاح أجزاء كبيرة من أوروبا ستبلغ اليوم وغدا ذروتها بحيث تصل فى فرنساوألمانياوأسبانيا 45 درجة مئوية، مسجلة أرقاما قياسية لم تتكرر منذ سنوات عديدة ومتسببة فى مصرع 3 سباحين رغم الإجراءات الاستثنائية التى وضعتها هذه الدول لمواجهة هذا الحر التاريخي. وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية الرسمية أن موجة الحر فى البلاد غير مسبوقة سواء فى حدتها أو توقيتها المبكر منذ عام 1947، وسط توقعات بأنها ستتجاوز ال45 وهو ما يثير حالة من الخوف بين المواطنين والخبراء من سقوط العديد من القتلى ضحية الحر. وقالت وسائل إعلام فرنسية إن درجات الحرارة القياسية عادة ما تسجل فى أواخر يوليو أو أغسطس، لكن الأمر سيختلف هذا العام، حيث يتوقع أن تشهد العديد من دول أوروبا موجة حر غير عادية فى فترة مبكرة من الصيف. وتحسبا لهذا الارتفاع القياسي، نصبت فى شوارع المدن الفرنسية رشاشات المياه للتخفيف من الحر على السكان، كما نشرت السلطات الصحية تحذيرات تقضى بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات النهار. وأطلقت هيئة الأرصاد الفرنسية إنذارا من الحر فى أكثر من نصف فرنسا وضمنها باريس، خاصة فى محيط برج إيفل. كما أقامت السلطات الفرنسية نوافير مياه مؤقتة فى المناطق السكنية، وفتحت أحواض السباحة العامة أبوابها فى وقت متأخر من الليل. وذكر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، أنه تم إعلان عن وفاة 3 سباحين على شواطئ فرنسا بسبب صدمة حرارية، أدت إلى السكتة القلبية بمجرد ملامستهم للماء نتيجة لاختلاف درجات الحرارة. ومن جانبها، أكدت وزيرة الصحة الفرنسية أنياس بيزون، أن البلاد اليوم أكثر استعدادا مما كانت عليه خلال موجة الحر فى عام 2003، حين سقط عشرات القتلى نتيجة للحر. وأشارت الجارديان إلى أن مدينة كوشن الألمانية القريبة من الحدود البولندية، التى سجلت 39 درجة مئوية أمس الأول قررت أن تكون السرعة القصوى فى الطريق السريع 120 كيلومترا فى الساعة بعد أن لاحظ المسئولون تدهور حالة الطريق الأسفلتية إلى درجة الذوبان. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ التوت قضبان السكك الحديدية بالقرب من روستوك الألمانية المطلة على بحر البلطيق، الأمر الذى يظهر خطورة موجة الحر الاستثنائية. وأسرع الكثيرون إلى وضع زجاجات المياه فى البرادات ليأخذونها فيما بعد إلى الفراش، كما اضطرت الشرطة الألمانية الى إخلاء أحد القطارات وإخراج المسافرين بعد توقف المكيفات فى القطار فى مدينة دوسلدورف. وحذرت السلطات من ارتفاع الحرارة فى براندنبورج المنطقة المحيطة ببرلين حيث اجتاح حريق ضخم 100 هكتار من الغابات منذ الاثنين الماضي. وتوقع خبراء الطقس فى ألمانيا أن تشهد البلاد أعلى درجات حرارة منذ أكثر من 70 عاما اليوم وغدا. وأوضحوا أن الشمس يمكن أن تسطع بشكل متواصل، وهناك الكثير من الهواء الحار المقبل من إفريقيا ويتركز تأثيره بشكل خاص على دول جنوب أوروبا. ولذلك، فقد وضعت هيئة الأرصاد الجوية فى أسبانيا أمس 5 أقاليم شمالية تحت الإنذار البرتقالى محذرة من خطر كبير مع توقع بلوغ الحرارة 42 درجة مئوية فى وادى إبرو شمال شرق البلاد. وسيمدد الإنذار البرتقالى اليوم على مجموع 10 أقاليم فى وسط وشمال شرق البلاد. وأطلقت قناة «تى فى اي» الرسمية على فترة الحر هذه تسمية «أسبوع جهنم». ونشرت هيئة الأرصاد الإسبانية سلسلة من النصائح لمواطنيها، كالإكثار من شرب الماء وتغطية الرأس والامتناع عن الجهد البدنى نهارا، كما حذرت من مخاطر شديدة لحدوث حرائق فى بعض أجزاء البلاد. وفى جنيف، حيث ستتخطى الحرارة عتبة ال35 درجة، ألغت المدارس أمس عروضها السنوية. وفى لوكسمبورج، ستبقى المدارس مغلقة. ومنعت بروكسل السياح من ركوب العربات التى تجرها الحيوانات بسبب مخاوف تتعلق بحياة الحيوانات. وفى النمسا حذرت الأرصاد من مخاطر زوابع عنيفة مع درجات حرارة تصل إلى 37 درجة وتصل موجة الحر جنوب الدول الاسكندنافية بداية من الثلاثاء الماضى نحو 30 درجة فى الدنمارك وجنوبالسويد نهارا. كما صدرت كذلك تحذيرات من زوابع عنيفة فى المملكة المتحدة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أكد خبراء الأرصاد أن درجات الحرارة ستصل إلى أعلى مستوياتها، خلال ما تبقى من يونيو الحالي، خصوصا فى النمسا وبلجيكا والتشيك والدنمارك ولوكسمبورج وهولندا وسويسرا حيث إن العاصفة المتوقفة فوق المحيط الأطلنطى وارتفاع الضغط على وسط أوروبا يسحبان الهواء الساخن جدا من الصحراء إلى جهة الشمال. وأوضحوا أن موجات الحرارة أصبحت شائعة ، ولكنها تتضخم بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية ومن المحتمل أن تصبح أكثر تزايدا وتكرارا كأحد أكثر التأثيرات المتوقعة للاحتباس الحراري. وإذا استمر الاتجاه الحالى ، فقد تحدث موجات الحر فى جميع أنحاء أوروبا، مع احتمال ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3-5 درجات مئوية بحلول عام 2100.