مع تصاعد حدة الحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة، واستمرار التهديدات من الطرفين فى محاولة لاثبات قوة كل منهما وقدرته على المواجهة، وتحقيق اهدافه،تتزايد الخسائر جراء هذه الحرب التى بدأت منذ عدة شهور وارتفعت وتيرتها فى الاسابيع الاخيرة بعد اعلان الولاياتالمتحدة ادراج مجموعة هواوى الصينية ضمن قائمة الكيانات السوداء، مما يعنى منعها من الحصول على مكونات امريكية الصنع لمنتجاتها، وفى المقابل اعلنت الصين وضع قائمة سوداء للشركات الاجنبية غير الموثوق بها. وتؤثر هذه الحرب وتداعياتها ليس فقط على الدولتين اطراف النزاع، ولكن تمتد لتشمل الكثير من دول العالم، وبالاخص الاسواق الناشئة،حيث اعتبرت وكالة بلومبرج الامريكية ان كثيرا من الاسواق الناشئة، سيعانى من جراء هذه الحرب، بينما صنفت كلا من مصر والفلبين باعتبارهما من افضل الاسواق الناشئة قدرة على التعامل مع هذه الحرب، والتكيف مع اثارها،كما انهما من اكثر الاسواق الناشئة مرونة وسط الاجواء المتوترة للحرب التجارية . وتقدر قيمة الخسائر الاقتصادية والمالية للحرب الدائرة بين الولاياتالمتحدةوالصين، بنحو 600 مليار دولار. كلا من مراكز الحساب الجاري، وتصنيفات الائتمان السيادي، واحتياطيات النقد الأجنبي. ويعتقد الخبراء، ان المستهلك الامريكى بشكل اساسى هو من سيدفع فاتورة الحرب، فى صورة ارتفاع اسعار العديد من المنتجات، حيث سيتحمل المستورد الامريكى وليس الشركات الصينية زيادة الرسوم الجمركية، وسيحملها فى النهاية على المستهلك، وتقدر التكاليف الاضافية للرسوم الجمركية التى سيتحملها المستهلك الامريكى بنحو 3 مليارات دولار شهريا،كما ستتكبد الاسواق خسائر بنحو 1.4 مليار دولار شهريا، بسبب انخفاض الطلب على المنتجات . وبالرغم من كل التوترات بين الولاياتالمتحدةوالصين، الا ان الصين لاتزال هى الشريك التجارى الاكبر لامريكا، حيث زادت صادرات الصين الى امريكا بنسبة 7%فى العام الماضي، بينما انخفضت الصادرات الامريكية للصين بنسبة 9%، ومن المتوقع ان تستمر حدة التوتر بين البلدين خلال الفترة المقبلة خاصة بعد الخطة التى اعلنت عنها الصين لوضع قائمة سوداء للشركات غير المتعاونة او غير الموثوق بها فى رد سريع على الاجراء الامريكى ضد شركة هواوى الصينية، وكوسيلة للضغط على الشركات الاجنبية للمحافظة على علاقاتها التجارية بهواوى وبغيرها من الشركات الصينية الكبري.