فاطمة الدسوقي سنوات طوال وهو يصول ويجول بخاطره نسائم حلم الزواج منها تهفو إلي وجدانه.. فقد هام بها حبا سنوات طوال وتعلقت بها أوصاله وباتت صورتها له كالأنيس والرفيق.. لكن شيئا من الخوف سكن قلبه فهي ابنة العمدة بنت الحسب والنسب وهو من فقراء القرية وينتمي لعائلة لايتجاوز أفرادها أصابع اليدين ولايملكون من متاع الدنيا سوي الستر نمت بذور الأمل داخله عندما حصل علي شهادة البكالوريوس والتحق بوظيفة حكومية واستجمع أشلاء نفسه الممزقة من خوف الحرمان من محبوبته وحمل آماله وأحلامه.المحفوفة بالفقر وطرق باب العمدة وطلب جميلة الجميلات ليلي فهي تمتلك وجها ملائكيا, وتبادل أهل البلدة الحديث عن مكارم أخلاقها وحسن طباعها وتقدم لخطبتها طوابير من العرسان من أبناء العمد في القري المجاورة وأبناء عليه القوم في البلدة ولكن ذلك لم يثر القلق لدي العاشق الولهان بعد أن زف لمحبوبته خبر حبه لها وعشقه لكل ذرة في جسدها وأن الموت أهون عليه من فراقها. ولاقي هذا الحب قبولا لدي ليلي التي تملك المال والجاة والنفوذ والجمال ولاينقصها سوي دفء المشاعر ولم تبال بالفوارق الاجتماعية والمادية وضربت بنصائح عائلتها عرض الحائط وصممت علي الزواج من همام الذي تقدم طالبا يد عروس الصعيد المنيا الجميلة وارتجفت أوصال الأب أمام إصرار ابنته وخشي عليها من مذلة الفقر والجوع والسؤال واشتري لها شقة فارهة وأثاثا فاخرا واعطاها نصيبها في ميراثها المنتظر مقدما واهدي ابنته وماله إلي همام واعتقد انه سيصون الجميل ومرت شهور ودب الجنين بين أحشاء ليلي وكاد الزوج يطير من الفرح ولكنه اشترط أن يكون المولود ذكرا فهو من عائلة يكثرها الإناث ويتمني غزو الذكور للعائلة الصغيرة ومرت شهور ووضعت ليلي أنثي وكان يوما قد غابت فيه شمس النهار, حالك السواد وثار همام كالثور الأهوج وتمني لو وأد ابنته وتبدلت المشاعر الملتهبة الي سيول من الشتائم لابنة الحسب لانها وضعت أنثي!! مر العام الأول وأصر الرجل الهمام, ان تضع زوجته الذكر فهو يمشي منكبا علي وجهه بين افراد عائلته منذ أن رزق بالأنثي وتمني الولد ليكون شامخ الهامة لكن في المرة الثانية وقف القدر ولكن بالمرصاد وأنجبت ليلي الانثي الثانية وراح همام يسخط علي زوجته والحظ والقدر له لأنها تملك المال والجاه خشي تطليقها والزواج من أخري لأنها كما وصفتها والدته أرض بور لاتنجب سوي الإناث.. ووقفت عدالة السماء في وجه همام وأقتص القدر للزوجة حتي أنجبت ستا من البنات وكلما وضعت إنثي حمل همام تراب الشارع علي رأسه وراح يلطم خديه, ويولول كالنساء حتي كاد يفقد عقله ومعه أمه العجوز. فقد كبلته ابنة العمدة بنصف دستة بنات بينما شقيقه المتزوج من ابنة محمود السروجي انجبت ثلاثة صبيان, وراح همام ينعي حظه التعس وتفرغ لضرب ابنة العمدة وبناتها وتمني لو يطرق ملك الموت بابه في أية لحظة ليخلصه من طابور البنات وأمهن.. وهمست العجوز في أذن أبنها: أنت سيد الرجال وألف بنت تتمناك أتجوز ياولدي علشان تجيب الولد ولاقت الفكرة قبولا لدي همام وطلق ابنة العمدة وتزوج من بنت عامل النظافة لينجب ولي العهد. ثارت ليلي لكرامتها واسرعت إلي محكمة المنيا للاحوال الشخصية واقامت دعوي نفقة متعة ونفقة شهرية لها ولبناتها وأجر مسكن وحضانة وراح وأقسمت ان تضطره لبيع مايملك طالما انه تناسي أصله وتطاول علي أسياده وقضت المحكمة برئاسة المستشار مختار جعفر بالزام الزوج بدفع نفقة شهرية تبلغ ألف جنيه لزوجته وبناته والزامه بدفع50 ألف جنيه نفقة متعة للزوجة لأن الطلاق تم بدون رضاها وبدون سبب منها, وراج الزوج ينعي حظه خاصة بعد أن أنجبت العروس الجديدة البنت السابعة