جددالمستوطنون، صباح أمس، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، وسط حراسة مشددة من شرطة وقوات الاحتلال . وأوضح فراس الدبس مسئول العلاقات العامة والإعلام فى الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة أن 101 مستوطنا اقتحموا الاقصى خلال فترة الاقتحامات، عبر باب المغاربة والذى تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال مدينة القدس. ولفت الى إن المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية وسط انتشار لقوات الاحتلال فى الساحات، ومرافقة لأفراد الشرطة لهم خلال الاقتحام . وتأتى اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى فى وقت تمنع فيه سلطات الاحتلال الاعتكاف فى الأقصى، حيث اقتحمته على مدار الأيام الماضية عقب انتهاء صلاتى العشاء والتراويح وتخلى المسجد الأقصى من المصلين المعتكفين . سياسيا ,قال الناطق الرسمى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، سامى مشعشع، إن مصير الوكالة لا تحدده هذه الجهة أو تلك، بل الدول الاعضاء فى الأممالمتحدة، التى ما زالت باقية على دعمها القوى لاستمرار عملها الانسانى والخدماتى لملايين اللاجئين الفلسطينيين . وأكد مشعشع فى تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس أن وصف «الأونروا» ب«المؤسسة الفاشلة»، وأنها فى «الرمق الأخير»، كما جاء فى مداخلات البعض اثناء جلسة مجلس الأمن الدولي، التى عقدت حول عمل «الأونروا»، ما هى الا محاولة بائسة لذر الرماد فى العيون .وقال: إن محاولة تحميل «الأونروا» مسئولية فشل المجتمع الدولى فى ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين، تدين قائليها، وهى محاولة مكشوفة لإبعاد الانظار عن الاستحقاق السياسى المرتبط بقضية اللاجئين الفلسطينيين وأكد مشعشع أن المفوض العام للأونروا رفض خلال مداخلته فى الجلسة ذاتها الاتهامات الباطلة ومحاولة سحب الشرعية عن الأونروا والتشكيك فى حياديتها ومحاولات تغيير تعريف من هو اللاجئ الفلسطينى من قبل الممثلين الأمريكى والإسرائيلى . ووجه الشكر للدول التى ما زالت مستمرة فى دعم الأونروا مطالبا المجتمع الدولى بضرورة الاستعجال فى دعم ميزانية وبرامج الوكالة الحيوية، داعيا إلى ضرورة المشاركة ودعم المؤسسة الدولية مع قرب موعد مؤتمر جمع التبرعات، الذى يعقد بنيويورك فى25 يونيو المقبل وحول الوضع المالى الحالى والسيولة النقدية المتوافرة لدى الأونروا أفاد مشعشع بأن الأموال التى تمكنها من الاستمرار فى عملياتها ستنفد مع منتصف الشهر المقبل، ما سيؤثر على قدرتها على تقديم خدماتها العادية والطارئة، التى تشمل تقديم المعونات الغذائية والأساسية الأخرى لمليون لاجئ فى غزة، إضافة لتداعياتها على مجمل عملياتنا التعليمية والصحية والاغاثية. وتأتى هذه التصريحات ردا على مطالبة المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط «جيسون جرينبلات» بحل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، والتى وصفها فى مداخلة له أمام مجلس الأمن الليلة قبل الماضية بالنموذج الذى خذل الشعب الفلسطينى معتبرا وأن الوقت قد حان لكى تتسلم الدول المستضيفة للاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات التى تقدمها الوكالة الدولية. وأضاف جرينبلات الذى يشترك مع صهر ترامب جاريد كوشنر فى صياغة خطة سلام سيتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان :إن الوقت حان »لبدء نقاش حول تخطيط نقل الخدمات التى تقدمها الأونروا إلى الحكومات المضيفة أو غيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية أو المحلية . وفى الجلسة ذاتها ، قال مدير الأونروا بيير كرينبول للمجلس عبر الفيديو من غزة ان الوكالة تمكنت من سد عجز بقيمة 446 مليون دولار العام الماضى من خلال خفض الميزانية ومساهمات المانحين الجدد ,مؤكدا أن استمرار خدمات الأونروا مهم جدا لحفظ الكرامة الإنسانية والاستقرار الإقليمي وذلك على الرغم مما يواجهه الفلسطينيون من غياب شبه تام لأى أفق سياسى وفى تعليق رسمى من الخارجية الفلسطينية على مداخلة جرينبلات أكدت أن دعوته الصريحة والعلنية الى تفكيك «الأونروا»، تؤدى الى توطين اللاجئين وإلغاء حق العودة موضحة أنه بذلك يستخف بالشرعية الدولية وقراراتها. وأوضحت فى بيان أمس أن هذا الموقف يعكس تبنى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد بشكل كامل الرؤية الإسرائيلية التى أصبح «جرينبلات» ناطقا رسميا باسمها ومدافعا عنها ويعبر بشكل كامل عن إحتياجاتها ومصالحها، ويوفر لها الحماية المطلقة من أية مساءلة أو محاسبة وفقاً للقانون الدولى على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطينى.