يعتقد السفير ماجد عبد الفتاح مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة لشئون افريقيا ورئيس بعثة مصر السابق الي المنظمة الدولية, ان البعثات الافريقية سوف تكون أكثر الجميع حفاوة بحضور الرئيس محمد مرسي اجتماعات الجمعية العامة. وسوف يمطرونه بموجات متتابعة من التصفيق اثناء خطابه من فوق منبر الأممالمتحدة, لأنهم يعتبرونه نجم الدورة الراهنة, وأول رئيس مصري منتخب انتخابا صحيحا يحضر الي الاممالمتحدة, ولأنهم يدركون مدي اهتمامه بعودة مصر الي دورها الفاعل في افريقيا, ويرون انه سوف يكون الاقدر علي نسج علاقات صداقة مع الرؤساء الافارقة لاختلاف نهجه عن الرئيس السابق بسبب تواضعه الجم ولمبادرته حضور اجتماعات منظمة الوحدة الافريقية فور توليه لمسئولياته التي انقطع عنها الرئيس السابق منذ محاولة الاعتداء عليه قبل19 عاما. ويزيد علي ذلك أن الرئيس مرسي سوف يتعرض في خطابه أمام الجمعية العامة لضرورة إصلاح المنظمة الدولية, وتوسيع عضوية مجلس الامن الدائمة بحيث لا تبقي حكرا علي الدول الخمس الكبار بإضافة مقعدين دائمين احدهما لأفريقيا والثاني للشعوب العربية والإسلامية, كما ان الرئيس مرسي سوف يشارك في اجتماع خاص لعدد من الرؤساء يبحث الوضع الراهن في الصومال بعد التحسن الذي طرأ علي الاوضاع هناك وانتخاب رئيس وبرلمان جديد, وظهور بدايات استقرار تستحق الدعم والتشجيع من المجتمع الدولي. والحق أن الافارقة يعتبرون عودة مصر الي دورها الفاعل في افريقيا بمثابة عودة الروح الي العمل الافريقي المشترك في المنظمة الدولية, ليس فقط لأن هناك تراثا ضخما من تاريخ مجيد بدأ في الستينات مع تشجيع مصر ودعمها لحركات التحرر الافريقي, ولكن لان مصر تلعب دورا مهما في تعزيز العمل الافريقي المشترك داخل الاممالمتحدة باعتبارها واحدة من اكبر خمسة دول الأفريقية من حيث الثقل السياسي والاقتصادي والسكاني, وظلت لفترة طويلة تمثل افريقيا باعتبارها نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي, ورئيسة لجنة التفاوض بين دول الشمال والجنوب حول قضايا التنمية المستدامة, ورئيسة دول عدم الانحياز التي تضم اكبر تجمع دولي بعد الاممالمتحدة.., وأظن ان هذه الاعتبارات ذاتها هي التي حكمت اختيار السفير ماجد عبد الفتاح مساعدا للسكرتير العام للشئون الافريقية في قرار اعلنه بان كي مون في اجتماع مع السفراء الافارقة اكدوا بالإجماع مساندتهم للقرار وثقتهم في قدرة السفير المصري علي القيام بمهام منصبه.