تعد عملة البيتكوين مثار جدل منذ ظهورها فى 3 يناير 2009 وقد بدأ تصميمها منذ عام 2007، ويقال إن مخترعها مجهول الهوية ويُدعى «ساتوشى ناكاموتو» حيث لا يعرف عنه هل هو شخص أم مجموعة أم أنها منظمة على الرغم من ادعاء البعض أنهم مخترعوها، وترجع بداية نشأة العملات الرقمية إلى عام 1998 من خلال الكاتب الآسيوى وييى داى الذى اقترح وجود عملة افتراضية يتم تداولها عبر الإنترنت ولا تكون الحكومة هى المتحكمة فيها من خلال البنوك أوالسلطات المركزية. والبيتكوين هى عملة إلكترونية رقمية بشكل كامل وليس لها وجود فيزيائى أى أنها افتراضية وكل عملة لها رقم يتم تداولها فقط من خلال الإنترنت وفقاً لمبدأ الند للند أى أن المستخدمين يتعاملون فيما بينهم دون وسطاء من خلال شفرة رقمية تميز كل مستخدم عن الآخر وتخزن عملة البيتكوين فى محفظة رقمية سرية يمكن من خلالها استقبال وإرسال الأموال دون الإشارة إلى هوية المستخدم ودون دفع أى رسوم تحويل، ويضمن نظام البيتكوين صحة التحويل بأنه يحتفظ بسجل حسابات لجميع الإجراءات التى تتم على الشبكة من خلال ما يسمى سلسلة الكُتل، وبالتالى يمكن من خلالها شراء السلع والخدمات أو شراء عملات أخرى مثل الدولار، و تحتل عملة البيتكوين المركز الأول بين العملات الرقمية من حيث حجم التعاملات والإقبال على استخدامها حيث تصل قيمة البيتكوين الواحد حالياً إلى نحو 3300 دولار أمريكى بعدما كانت قيمتها عند نشأتها لا تتعدى عدة سنتات، والجدير بالذكر أنه فى عام 2017 وصلت قيمة البيتكوين الواحد إلى نحو 16000 دولار وبالتالى فإن قيمتها تعد شديدة التقلب، ويمكن ترتيب أشهر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية وحجم التعاملات فيما يلي: الريبل، الايثيريوم، إيوس، كاردانو، نيو. وتتلخص الطرق الثلاث للحصول على البيتكوين فيما يلي: (1) التعدين، (2) شراؤها من خلال تحويلات بنكية أو من أحد المواقع المخصصة لذلك، (3) الموافقة على مبادلتها بالسلع والخدمات. يتم التعدين من خلال استخدام أجهزة كمبيوتر قوية ومعدات وبرامج ذات جهد كهربائى عال جداً مخصصة لفك شفرات أكواد العملات عن طريق معالجة معادلات معقدة وبمجرد فك تلك الشفرات تصبح العملة ملكا لك. والجدير بالذكر، أن خطة مخترع تلك العملة ساتوشى ناكاموتو هى تعدين 21 مليون بيتكوين بحلول عام 2140. ونظراً لأن البيتكوين لا تخضع لسلطة مركزية و لا يتم التعامل بها من خلال البنوك فذلك يجعلها أشد خطورة من العملات الأخرى لعدم وجود سلطات رقابية عليها ولا يوجد جهة لتقديم الشكاوى لاسترجاع الأموال فى حالة فقدانها لعدم القدرة على تعقبها نظراً لانعدام المصادر الخاصة بها خاصة بعد حدوث عمليات اختراق من قبل قراصنة محترفين فى العملات الرقمية التى من أشهرها اختراق كبرى الشركات المسئولة عن تعدين البيتكوين «شركة نايس هاش» فى سلوفينيا، وبالتالى يمكن استخدامها فى الأساليب غير المشروعة مثل غسيل الأموال والمافيا والقرصنة وتجارة الممنوعات... وغيرها، لذا فقد رفضت العديد من الدول التعامل بها مثل: الصين والسعودية وأيسلندا وبنجلاديش . وعلى الرغم من عيوب العملات الرقمية خاصة البيتكوين فإن مزاياها المتمثلة فى أنها عملة عالمية تستخدم فى أى وقت وأى مكان، محافظة على خصوصية وسرية بيانات مستخدميها وانخفاض رسوم استخدامها التى لاتكاد لاتذكر فضلاً عن سرعة التحويلات التى لا تتعدى عدة دقائق، جعلت العديد من الدول تعترف بها للاستفادة من تلك المزايا التكنولوجية مثل اليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا ودبى. أيضاً، أصبحت العديد من الشركات تتعامل بها كوسيلة دفع مثل مايكروسوفت وغيرها. وقد اختلفت آراء الاقتصاديين بين مؤيد ومعارض لهذه العملة، فكما هو الحال فى جميع العملات الرقمية يشعر بعض الاقتصاديين بالقلق حيال عملة البيتكوين حيث شبهها البعض بالفقاعة الاستثمارية التى تكبر تدريجياً والتى سينتج عن انفجارها أزمة اقتصادية عملاقة واعتبرها البعض الآخر مؤامرة للتحكم بالنظام العالمى. وعلى النقيض من ذلك، تنبأ البعض الآخر بأنها ستصبح مقبولة عالمياً فى المستقبل نظراً لأنها أصبحت أمرا واقعا يجب التعامل معه فى معظم المعاملات لتبادل وتخزين القيمة، وبالتالى سيتم الاستغناء فيما بعد عن العملات التقليدية. لمزيد من مقالات لبنى عبد الحميد