يتم استئناف المفاوضات اليوم بين المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان وقوى الحرية والتغيير، وهى المفاوضات التى قام رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان بتعليقها قبل ثلاثة أيام احتجاجا على متاريس إضافية أقامها المحتجون فى شوارع الخرطوم، قال إنها عطلت حركة المرور وحياة المواطنين وسير السكة الحديد إلى أقاليم السودان. وقد أزال المعتصمون العديد من الحواجز والمتاريس الإضافية التى أقيمت خارج نطاق ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش فى الخرطوم. يأتى ذلك فى ظل تصاعد الضغوط الدولية والداخلية على المجلس العسكرى من أجل الإسراع باستئناف المفاوضات، حيث حض المجتمع الدولى على استئناف فورى للمحادثات، بهدف انتقال سياسى يقوده مدنيون بشكل فعلي. وداخليا، دعا تجمع المهنيين السودانيين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة فى الخرطوم إلى التمسك بالاعتصام، كما دعا إلى ما وصفه بيوم دعائى للدعوة للعصيان المدنى والإضراب السياسي. ومن ناحية أخري، كشفت وسائل إعلام سودانية عن محاولة انقلابية جرت صباح أمس، قام بها ضباط تمت إحالتهم للتقاعد من الجيش والشرطة.وقال مصدرمسئول فى المجلس العسكرى ل «الأهرام» إن إطالة أمد الوضع الحالى أثرت سلبيا على السودان، وخلقت اختناقات وفوضى ، بإغلاقها الطرق، وأثرت على الوضع الاقتصادى المتأزم ومعيشة الناس، وأدت إلى خلل أمنى ، لأن الحواجز والمتاريس التى أقامها المعتصمون خنقت البلد كله، وعطلت وأضرت مصالح المواطنين، وعطلت نقل البضائع للأقاليم عبر السكة الحديد. وأكد المصدر حرص المجلس على التفاوض الجاد مع القوى السياسية، وعلى المضى قدما بالمفاوضات مع قوى الحرية والتغيير، لكن فى ظل أجواء إيجابية. وأضاف: المصدر المسئول بالمجلس العسكرى أن الثورة لم تكن لتنجح لولا انحياز القوات النظامية والدعم السريع، وأن ما حدث ليس انقلابا عسكريا، وأن هذه نقطة أساسية يجب أن يضعها الطرف الآخر فى التفاوض فى اعتباره، فى إشارة لقوى الحرية والتغيير، وأضاف أن المجلس حرص كل الحرص على حقن الدماء، كما أصدر العديد من القرارات من أجل تصفية شركات ومؤسسات الدولة العميقة وإعفاء مسئوليها، مشيرا إلى أن أى مسئول أحاطت به شبهة فساد أو انتماء صارخ للنظام السابق تم إعفاؤه من منصبه، واعتقاله أو اتخاذ اجراءات تحقيق بشأنه. على صعيد آخر ,أفاد مسئول طبى سودانى بمقتل شخص وإصابة 30 آخرين فى أحداث عنف بالمقر الرئيسى للبعثة المشتركة المكونة من الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة (اليوناميد) بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور بالسودان . وقال الدكتور بحر زكريا عضو لجنة الأطباء المركزية بمستشفى الجنينة لصحيفة «الجريدة» السودانية فى عددها الصادر أمس: توفى شخص بسبب إصابته بطلق ناري، بينما أصيب30 آخرون.