تنقية وتحديث قاعدة بيانات البطاقات التموينية عملية استمرت عدة أشهر لتكشف عن العديد من أصحاب البطاقات غير المستحقين، إلى جانب عدد من الطرائف والغرائب وبعض حالات الاحتيال والنصب التى قام بها البعض للاستفادة من خدمات بطاقات التموين دون وجه حق، ومثل تلك الحالات هى الهدف الحقيقى لعملية تنقية البيانات التى قامت بها وزارة التموين بالتعاون مع وزارة الدولة للإنتاج الحربى والرقابة الإدارية بتوجيهات من القيادة السياسية. وإلى جانب حالات التلاعب من جانب بعض المواطنين، فهناك أيضا حالات لإهدار المال العام وسوء إدارته من قبل بعض المسئولين وموظفى المكاتب التموينية وغيرهم من أطراف المنظومة من بقالى التموين وبعض أصحاب المخابز. ويستعرض اللواء الدكتور عمرو مدكور مستشار وزير التموين لنظم المعلومات عددا من الحالات الغريبة التى كشفت عنها عملية تنقية البيانات، منها حالة لصاحب بطاقة لم يتزوج أصلا ولكن البطاقة مثبت عليها أن له زوجة ويصرف المستحقات الخاصة بها، كذلك حالة أخرى لأحد أصحاب البطاقات التموينية له زوجتان، بالرغم من مخالفة ذلك لإجراءات استخراج البطاقة والتى لا تسمح بإضافة زوجة ثانية على بطاقة رب الأسرة كما كشفت عمليات التنقية أيضا، وجود شخص يصرف سلع تموين وخبز من خلال 144 بطاقة وكذلك نقل رب أسرة بطاقته من محافظة الغربية إلى رب أسرة أخرى فى محافظة القليوبية رغم اختلاف اسم الأب و العائلة. وكذلك حاله مواطنة نقلت بطاقتها من محافظة قنا إلى منطقة مسطرد بالقاهرة ومسجلة لدى بقال فى شبرا الخيمة رغم أن هذه السيدة من مواليد قنا ولم تزر القاهرة طوال عمرها. ويشير مدكور إلى أن من غرائب وعجائب تنقية البطاقات أيضا، وجود بطاقات كان مسجلا فيها الابنة على أنها زوجة والزوجة على أنها ابنة رب الأسرة ووجود بطاقات تموينية مستقلة بأسماء أطفال قصر لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات ومن غرائب التنقية أيضا، وجود 5000 حالة لسيدات يمتلكن بطاقات مزدوجة، حيث استخرجن بطاقات مستقلة بأسمائهن إلى جانب إضافتهن بصفتهن زوجات على بطاقات أزواجهن وكذلك وجدنا أسرة كاملة يصرفون التموين من 4 محافظات ووجود متوفين يصرفون تموينا وخبزا رغم ان ذويهم تقدموا لمكاتب التموين لحذفهم اكثر من 20 مرة ولم يتم الحذف. ويضيف عمرو مدكور أن من حقائق تنقية البطاقات أيضا، وجود 1700 فرد يحصلون على دعم التموين والخبز ويمتلكون سيارة فارهة و8000 فرد يحصلون على دعم التموين يمتلكون سيارات فارهة و1900 فرد لديهم سيارات من تلك النوعية و2600 يمتلكون سيارة من ماركات فاخرة. ويؤكد مدكور أن جميع الحالات سابقة الذكر وغيرها تمت إحالتها للتحقيق، مشيرا إلى أن هدف الدولة ممثلة فى وزارة التموين هو وصول الدعم لمستحقيه وإلغاء الدعم التموينى لغير المستحقين لتحقيق العدالة الاجتماعية. ومن جانبها كشفت ميادة محمد مسئولة النظام الإلكترونى للبطاقات بوزارة التموين، أن عمليات تنقية قاعدة بيانات البطاقات القديمة كشفت عن وجود أفراد مسلمين ومسيحيين فى بطاقة واحدة ووجود بطاقات بالآلاف مسجلين فى خانة الاسم حرفين مثل ح ح او س س وهكذا وفى خانة الرقم القومى أصفار ...... كما سجلت عمليات تصحيح قاعدة بيانات البطاقات حالات لا حصر لها من وجود متوفين يصرفون حصص التموين والخبز منذ سنوات. وقالت ميادة إن الخطأ وارد فى أى نظام إلكترونى فى العالم، لكن يجب ألا تزيد نسبة الأخطاء على 1 أو 5% وهذا ما حققته وزارة التموين حاليا، لذلك عملت الوزارة بالتعاون مع الرقابة الإدارية على تصحيح وتنقية البطاقات على قاعدة البيانات الحديثة والحالية بنسبة 99 % وأن نسبة الأخطاء الحالية لا تتجاوز 1% فقط.