لا أستطيع وصف معاناتى بسبب الزحام الشديد خلال ترددى على عيادة مدينة نصر الشاملة التابعة للتأمين الصحى: 1 تبدأ المعاناة بالانتظار أمام بوابة العيادة قبل الساعة السابعة والنصف صباحا، وعند فتح البوابة يندفع المئات ومنهم من يجرى بأقصى سرعة ويقفز على درجات السلالم ليقف فى طابور طويل أمام شباك الأرشيف ليتم ختم بطاقته الصحية. 2 التوجه بسرعة إلى العيادة وانتظار الممرضة المكلفة بتسلم البطاقات الصحية. 3 الوقوف عدة ساعات لأن عدد المقاعد فى قاعة الانتظار لا يستوعب المرضى ولا يتحمل بعضهم الوقوف، فيضطر للجلوس على درجات السلالم فى مشهد مأساوى. 4 يرفض الطبيب توقيع الكشف الطبى على أى مريض يزيد على العدد المحدد له، ومن يزد على هذا العدد يغادر العيادة ويأتى فى اليوم التالى مهما تكن ظروفه الصحية. 5 عند طلب فحوص معملية ينتظر المريض عدة ساعات أخرى حتى يأتى عليه الدور ويتم سحب عينة منه، وإذا توجه المريض إلى قسم الأشعة فهناك غالبا قوائم انتظار. 6 عند صرف الأدوية من الصيدلية الداخلية يضطر المريض للانتظار واقفا عدة ساعات لأن عدد المقاعد محدود، كما أن كل صيدلية تصرف آلاف الروشتات يوميا. إن معاناة المرضى تزداد يوما بعد يوم وخصوصا أصحاب المعاشات، فمعظمهم يعانون أمراضا مزمنة ولا يتحملون هذه المعاناة، ولابد من وضع خطة عاجلة على النحو التالى: 1 تخصيص فترة خاصة لعلاج أصحاب المعاشات تبدأ من الساعة الثانية بعد الظهر لتخفيف حدة الزحام فى الفترة الصباحية، والتعاقد مع مزيد من الأطباء والصيادلة والفنيين والممرضات. 2 شراء المزيد من الأجهزة الطبية، والتوسع فى بناء منشآت طبية تابعة للتأمين الصحى. ويحتاج تنفيذ خطة التطوير إلى مبالغ طائلة يمكن تدبيرها عن طريق فرض ضريبة مرتفعة على منتجات التبغ والمعسل، وفرض غرامات فورية رادعة على المدخنين فى وسائل النقل العام وأماكن العمل وساحات العلم أسوة بما يحدث مع ركاب مترو الأنفاق، مع التوسع فى منح سلطة الضبطية القضائية للأفراد الذين يقومون بتحصيل هذه الغرامات بموجب إيصالات معتمدة تؤول حصيلتها لمشروع تطوير التأمين الصحى. د. سمير القاضى عضو اتحاد الكتاب