خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    شعبة الدواجن: السعر لن يصل ل100 جنيه مرة أخرى.. وهؤلاء سبب الفجوة    قبل ذكرى النكبة.. ماذا يعني تصويت الأمم المتحدة على منح فلسطين العضوية الكاملة؟    الإمارات تحرج نتنياهو وترفض دعوته بشأن غزة: لا صفة له    السعودية تدعو مجلس الأمن لدعم فلسطين ب"العضوية الكاملة"    أبرزها الأهلي أمام بلدية المحلة، حكام مباريات اليوم بالدوري الممتاز    مش لاقي تشكيل مثالي، أول تعليق من مدرب اتحاد جدة بعد خماسية الاتفاق    بقلم ميري، معلمة تصفع طفلا من ذوي الهمم يهز ضمير الإنسانية في الأردن    رغم إخلاء سبيله.. لماذا أمرت النيابة بضبط وإحضار عصام صاصا؟    برج القوس.. حظك اليوم السبت 11 مايو: تخلص من القيود    برج الأسد.. حظك اليوم السبت 11 مايو: تقدم ملحوظ    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    برلمانية تكشف مفاجآت بشأن تفاصيل مناقشة الحساب الختامي للحكومة    السفير ماجد عبدالفتاح يكشف تفاصيل موافقة 143 دولة على منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة    عاجل - مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بوقف أي عملية عسكرية في رفح    نائب بالشيوخ: موقف مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    سيف الجزيري: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة نهضة بركان    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن قمح    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن حالة الطقس اليوم: «أجلوا مشاويركم الغير ضرورية»    إصابة 6 أشخاص إثر تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    عمرو أديب: النور هيفضل يتقطع الفترة الجاية    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج العذراء السبت 11-5-2024: «لا تهمل شريك حياتك»    بتوقيع عزيز الشافعي.. الجمهور يشيد بأغنية هوب هوب ل ساندي    تراجع عيار 21 الآن.. سعر الذهب في مصر اليوم السبت 11 مايو 2024 (تحديث)    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    بلينكن يقدم تقريرا مثيرا للجدل.. هل ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة؟    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    مران الزمالك - تقسيمة بمشاركة جوميز ومساعده استعدادا لنهضة بركان    نيس يفوز على لوهافر في الدوري الفرنسي    الطيران المروحي الإسرائيلي يطلق النار بكثافة على المناطق الجنوبية الشرقية لغزة    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    «آية» تتلقى 3 طعنات من طليقها في الشارع ب العمرانية (تفاصيل)    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 11 مايو 2024    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    حظك اليوم برج الجوزاء السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة (فيديو)    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    إدراج 4 مستشفيات بالقليوبية ضمن القائمة النموذجية على مستوى الجمهورية    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شاهد ..سجل من التطاولات والهمجية ومافيا التمريض تنتهك كرامة المرضى
مستشفيات الحكومة تحت المجهر

هى بضعة ساعات لخصت الحال الذي تنطوى عليه المستشفيات الحكومية ، عقب إنتشار أزمة الأطباء والآمناء خلال الفترة السابقة، وإعلاء النقابة لشعار "كرامة الطبيب" الذي أصرت عليه مرارًا وتكرارًا متغافلين كرامة "المريض" .
"بوابة الوفد" أجرت معايشة بعدد من المستشفيات لإثبات ما يتعرض له المرضى والطبيب معا داخل اروقة المستشفيات الحكومية لكشف الغموض عن الأوضاع بالداخل وتبين ما وصلت أليه الأحوال هناك .
الهمجية .. أبرز معالم مستشفيات التأمين
علي محور موازي لمعاناة الأطباء وإصرارهم علي تنفيذ مطالبهم وفي ظل الإضرابات التي تم الإعلان عنها من قبل نقابة الأطباء، تجول محرري الوفد في معايشة لرصد جانب من معاناة المرضي وساعات الألم خلال رحلة الكشف من لحظة الدخول والوقوف في طوابيرالتذاكر حتي الخروج من المستشفي .. فكان مركز طب الأسرة بالحي السادس بمدينة نصر مثالًاً للهمجية والفوضي التي تعم معظم مستشفيات التأمين الصحي .
في البداية دخلنا كمرضي لمعايشة المعاناة التي يمر بها المرضي وفي طابور التذاكر، فكانت أولي الأخطاء "همجية وصوت عالي وخناقات" علي مكاتب التذاكر وعدم إلتزام بالفصل بين طابور السيدات وطابور الرجال، فضلًا عن الإشتباكات بالصوت العالي بين موظف التذاكر والمرضي نظرًا لبطئه الشديد.
وعندما إنتقلنا إلي داخل الوحدة وجدنا الزحام والضوضاء والخناقات بين المرضي لتصل إلي طابور الكشف وطول الأنتظار ليس ذلك فحسب بل ما هو أمر وأدهي ماداخل غرفة الكشف المقتصر علي منضده يلتف حولها عدد من المرضي في آن واحد وجهاز الضغط المعطل والغير صالح لقياس الضغط به وعندما أبلغت الطبيبة أني أشعر بصداع حاد ودوخه أجابتني أن جهاز الضغط غير معير وقالت لي "أنصحكي قيسي ضغطك بره في أي مستشفي او صيدليه ".
غرف الكشف لا تعرف حرمة لأجساد المرضي، فكلهم متواجدون في نفس الغرفة .. يرفعون ثيابهم ويتعرضون للكشف دون الأعتراض علي وجود دخيل لخصوصيات الكشف حتى لو كان حامل نفس المرض .. ولا أجهزه للتشخيص فهي موجودة ك"سد خانة " ليس إلا .
وعندما تسآلنا عن وجود غرفتين للبطنى إحداهما في الدورالعلوي والأخري في الدور السفلي أجابني المرضي أحدهما للكبار والآخر للأطفال، لكن الصدمة في أنهم أبلغوني أنهم سواء "إكشفي في أي وحده منهم إحنا بندخل الإتنين".
وتوجهت بعدها لأعرف من لأطباء مكان غرفة الجلدية كانت الإجابة أنها غير موجودة وأجابتني طبيبه "ما بتجيش غير يومين"، فضلًا عن باب التذاكر الذي تم غلقه قبل تمام الحادية عشر وإنصراف الكثير من الأطباء .
من داخل مستشفي الزهراء :
"اتفضل عند الأستقبال يا أستاذ.. أبعد عن الشباك يا كابتن فى حالات غيرك..والنبى يا حاجة اقعدى على جمب لحد ما ييجى دورك علشان الزحمة..سكتى ابنك ممكن علشان الناس صدعت منك من ساعة ما جيتى الصبح..الزفت فوق يا حاجه تالت مرة تسالى ابقى هاتى معاكى حد كبير" ، عبارات سمعتها من معظم "تمرجية" مستشفى الزهراء الجامعى، أمام كل الأقسام سواء فى الداخل أو العيادات الخارجية.
" 27 يا جماعة 27 " .. شكله زهق ومشى" الى بعده 28 ايوه..هنا هنا..الدور عليك يا أستاذ اتفضل الرمد "من هنا..شكرا، انتهى دور التمرجى".
الدكتور اسمك ايه..حسن، عندك كام سنة 20 سنه، ايه بقى تعبان من ايه..عيونى بس بتدمع كتير لما بقعد فى الضلمه، اقعد هنا..اللبس النظارة دى كده..شايف، لا مش اووى يا دكتور، طب حلو خد بقى الورقة دى وروح ادفع الكشف 25 واطلع على الدكتور محمد علشان "يقيس النظر" بعد ما تخلص عدى علي.. حاضر".
" لو سمحت الدكتور محمد فين علشان اقيس النظر..شمال فى يمين بس الأول روح ادفع الكشف فى الخزنة يا ابنى..الخزنه..ايه يا كابتن مش شايف الصف اقف وانت ساكت لحد ما نخلص، حاضر..دفعت ال25 جنيه لو سمحت الدكتور محمد انت رقم 38 يا كابتن اقعد بقى على جمب شوية، 38 38 ايوة هنا بعد حوالى 26 دقيقة ".
" سلام عليكم يا دكتور، اتفضل اقعد على الجهاز، البس نظارة المقاسات، ها شوفت لا عدسة تانى ها شوفت لا عدسة تالته ورابعة شوفت ايوة يا دكتور بس "قطع كلامى"، يلا علشان الحاجة دورها وانا مش شغال عندك يا استاذ..ولو انت عايز تاخد راحتك وتسال روحلك عيادة خاصة واقعد اتسلى مع الدكتور هنا فى ألف غيرك بيكشفوا.."انا مصمم" بس هسألك اذا كان نظرى كويس ولا لأ.. اها بس كده ابقى ارجع للدكتور حسام وهو هيقولك على حاجه الى انت جيت من عنده.. يلا يا حاجه الساعة جات 1 ولسة فى غيرك يا رب نخلص اليوم ده".
مستشفي أمبابة وتطاولات الأمن علي المرضي
"طوابير، زحمه، خناق، ذل" .. هى أربع كلمات تصف الحال المتدني للخدمه الطبيه التي تقدمها مستشفي إمبابه العام بمنطقة إمبابه للمرضهم، الذين يواجهون متاعب وآلام أثناء بحثهم عن رحلة الشفاء فضلًا عن مرضهم، فالمشقه التي يرونها أثناء العلاج أصعب بكثير من مشقة المرض.
وقد قامت "بوابة الوفد" بعمل جولة داخل مستشفي إمبابه العام لتفقد الحاله التي وصلت لها، فوجدنا "ما لايسر عدو او حبيب" فالعيادات الخارجيه للمستشفي دائما ما تشهد "طوابير" تشبه "طوابير العيش" في الأزدحام إلي جانب المعاملة السيئه للممرضين و المشادات الكلاميه بين أهالي المرضي اثناء وقوفهم في الطابور.
" لو قولتها تقفل شباك الصيدليه هتقفله " تلك الكلمات التي لفظها عامل الأمن بصيدلية مستشفي إمبابه وهو بكامل قوته العصبيه للمرضي البسطاء اثناء شرائهم للعلاج بصيدلية المستشفي، وذلك وسط خناق و ازدحام شديد امام "شباك الأدويه" .
معهد ناصر ومافيا التمريض
"صراخ .. عويل .. آنات " لا تسمع غيرها وأنت تتجول فى طرقات مستشفى معهد ناصر ، بسبب الفوضى التى تتمتع بها ادارة المستشفى العام وعدم تواجد الاطباء فى المواقيت المخصصة لإجراء الكشف الطبي والفحوصات على المرضى من البسطاء الذين طرقوا أبوابها راجين الرحمة من الآمهم .
" لن نتقبلكم فى مستشفياتنا ولا حق لكم فى العلاج حتى و لو كان فى مستشفيات "الفقراء" واذا ما وطأت اقدامكم بداخلها فعليكم الانتظار للإنتهاء من توقيع الكشف على أبناء العاملين و محاسيبهم و من يمتلكون وسائط واقارب ذو سلطة ونفوذ فى المجتمع المدنى" .. ذلك هو حال المستشفيات الحكومية النى لا تعترف بفقر ولا حاجة .
ففى طابور أشبه بطابور صرف السلع التموينية " بوابة الوفد " قامت بجولة ميدانية داخل مستشفى معهد ناصر بشبرا مصر ، للوقوف على اهم المشكلات التى تواجه مُرتادى العيادات الخارجية من المرضى وما يترتب عليها من أزمات تنتهك كرامة المريض.
" أغيثونى ، ارحمونى ، رفقا بحالى لا أريد سوى اجراء الكشف الطبى أنتظر منذ الصباح الباكر" .. بهذه الكلمات صرخت " ماجدة " مخاطبة الممرضة المسئولة عن دخول المرضى للطبيب المختص داخل عيادة " مخ و أعصاب " لكن دون جدوى فهي لا تهتم سوى بدخول مرضى زملاؤها و اصحاب النفوذ و الواسطة او من معه تذكرة علاج مصحوبة بتأشيرة دخول مجانًا نظرًا لظروفه المالية ، وهى التذكرة المدعومة من قبل رئيس العيادات الخارجية لاأصحاب الواسطة لا للمستحقين العلاج المجان.
أما فى عيادة العظام الأمر أكثر سوءًا ، العشرات يقفون بممر المستشفى الضيق الموحش والذى يكفى لمرورك بالكاد على أطراف اناملك نظرًا لشدة الزحام و عدم تواجد الاستشارى وبالرغم من وجود لوحة ارشادية تفيد أن الاستشارى متواجد من الساعه العاشرة و حتى الثانية ظهرًا.
بينما عيادة القلب و الصدر تفتح ابوابها لتستقبل الجمهور فى حضور نائب الاستشارى الذى تخلف ايضًا عن موعده وتزاحم المرضى على ابواب العيادة الخارجية يترجون رحمة الممرض فى دخولهم لاجراء الكشف الطبى دون ان يتحرك ساكن للمسئولين الذين يجوبون طرقات المستشفى من حين لآخر.
"بوابة الوفد" لم تكتفى برصد ابواب العيادات الخارجية من الخارج فقط ، قمنا بإستخراج تذكرة للكشف لمعرفة ما يدور خلف الأبواب المغلقة و الإنتظار وسط صراخ وعويل المرضى الذى أنهكهم الانتظار المرير وتسول العلاج الإقتصادى قرابة خمس ساعات لحين حضور الطبيب المختص الذى قام بإستقبالنا ومعنا حالتين لاجراء كشف طبي لم يتسغرق سوى دقائق معدودة و الاكتفاء بالاستماع لحديث المريض و تشخيص وفقًا لما يرويه دون إجراء اية فحوصات طبية تذكر.
مستشفى النيل ومرضي التأمين
"بتيجي ع اللي مش بإيديه، قليل الحيلة يعمل إيه؟" كلمات يمكن أن تصف حال المواطن البسيط الذي يهرول مُسرعًا فور شعوره بعرضٍ واحدِ من أعراض أي مرض إلى مستشفيات التأمين الصحي؛ أملًا منه في الحصول على علاجٍ مجاني، بأسلوبٍ يحفظ له كرامته.
وللوقوف على الخدمة المقدمة للمرضى وأهم مشكلات مرضى التأمين الصحي في مصر؛ تجول محررو "الوفد " داخل مستشفى النيل التعليمي التابعة لهيئة التأمين الصحي بشبرا الخيمة الذي يخدم قطًاعًا عريضًا من المرضى، وفور دخولنا تلك المستشفى وجدنا زحامًا شديدًا بجميع طوابقها حيث تكتظ بمرضى تبدو عليهم علامات البؤس والشقاء ممن ينتظرون دورهم للكشف بالعيادات الخارجية أو ليصف لهم الطبيب المعالج الدواء الشهري الذي يصرفونه من منافذ صرف المستشفى.
المرضى ينتظرون أمام أبواب عيادات الصدر والعظام والباطنة لنحو أربع ساعات على أمل أن يتلقون كشفهم وبعد نفاذ صبر سيدة في الخمسينات من عمرها، كانت تجلس أمام عيادة الباطنة شكت الإهمال ووجود طبيب مُعالج واحد رغم شدة الزحام وكثرة أعداد المرضى قائلةً "حرام عليكم مستنيين من 8 الصبح مافيش غير دكتور واحد بس يكشف علينا!".
وخلال جولتنا بالمستشفى؛ لوحظت محاولة تهدئة من قِبل المرضى لأحد المواطنين ممن لم يطق الانتظار طويلًا والكشف المتكرر عديم الفائدة، واستنكر فعالية الدواء الذي يُصرف له قائلًا "بقالي 15 سنة بصرف علاج ولا له أي لازمة، عامل زي الفراخ البيضا.. هات البطاقة، أنا عايز أمشي من هنا".
ويأتي كل ذلك إلى جانب شكوى المرضى من سوء المعاملة وعلى منافذ صرف العلاج داخل المستشفى والعيادات حيث يعانون الزحام الشديد والانتظار المميت لصرف العلاج، وقال مريض يحصل على أدوية شهرية من التأمين الصحي للتعافي من مرض الإنزلاق الغضروفي إنه أثناء صرفه للعلاج أعطى له الصيدلي أدوية معظمها بدائل للأدوية الأصلية، فضلًا عن غياب الأدوية باستمرار مع بداية كل شهر.
وعلى صعيدٍ آخر رصدنا بعض الأمور الإيجابية التي قد تغفر لسلبيات المستشفى بعض الشئ حيث كانت المستشفى نظيفة جدًا، خالية من أية قمامة قد تلوث هواءها أو مظهرها، إضافةً إلى التعليقات الإيجابية لمواطنة عن قسم حجز المرضى وعن مدى تهيئته التهيئة الجيدة في سبيل راحة المريض وشفاه.
القصر العيني وسجل من الإنتهاكات
هى مستشفى القصر العيني التى قضى بها الكثير من المرضى أيام وشهور، يشتكون آلامهم لله وحده، ففي مدخل المستشفى يرقد المرضى على وجوههم صفرة العلة، وسط صياح الممرضات التى يطلق عليهم ملائكة الرحمة، بينما هم عكس ذلك " وسًعوا انتي وهو محدش يقف هنا..برة".
فلم تعرف المستشفى الحكومية الجامعية أين تضع مرضاها، فبدل من توفير سراير لهم في غرف مجهزة لحالات الطوارئ، وجدت لهم طريقة جديدة، وهي حجزهم في شرف المستشفى، والمضحك في الامر أن يصبح الشارع ملجئ للمرضى إذ حجز المريض حوش المستشفى، وتلقى الزيارات هناك في الهواء الطلق.
وعن المعاملات في غرف مبيت وحجز المرضى، التى من المفترض أن تكون بمثابة المكان المعالج وتلقى المعاملة الحسنة لتخفيف الآم والاوجاع، نجدها أكثر الأماكن تعصب ضد المريض ومرافقيه، الذين تجبرها الممرضات على المبيت على "الأرض" وترك السرير طالما لم يدفعوا "حلاوة" بقشيش والذي يصل ل40 جنية لليله، هذا غير الباعه الجائلين الذين يتجولوا بمنتهى الحرية في العنابر بعد دفع الرشوة للأمن والتمرجية.
ومن هنا أشتكى عدد كبير من السيدات من مبيت اثنان رجال يعملان بقسم التمريض في عنابر السيدات، مما يدعوا لإثارة الريبة بسبب سوء أخلاق هؤلاء الرجال.
وتظل انتهاكات المستشفيات للمرضى قائمة، فمأساة غرف العمليات ليس لها مثيل، فبينما المريض يلفظ أنفاسه تحت مشرط الدكتور المعالج، يكون أهلة يموتون ألف مرة خارج غرفة العمليات، فإدارة المستشفى بدلت غرف الانتظار إلى السلالم ذات الرائحة الكريهة والمرتكز عليها القمامة من الأكياس البلاستيكية، ناهيك عن الدماء المبعثرة على جانبيى السلم.
منشية البكرى وتعامل راقي
البداية من مستشفى "منشية البكري" بمنطقة مصر الجديدة، حيث تصر موظفة "شباك التذاكر" على تنظيم الطابور بطريقة لائقة تراعى مشاعر المرضى والزائرين.
وعند دخولك من بوابة المستشفى متجهًا للعيادات الخارجية، تجد الكثيرون ممن يقدمون لك المساعدة ويجبون على سؤالك بإحترام، رافعين شعار "عاوز تروح فين ياأستاذ".
ومرورًا بطرقة طويلة يسودها الهدوء والنظام، وغرفة عليها يافطة "الأذن والحنجرة" تجلس أمامها أحد الممرضات قائله "حضرتك عاوز تكشف ايه".
وفور دخول العيادة التي بها ثلاث مرضى مقابل 10 من أفراد المستشفى بين ممرضة وطبيب، تجد معاملة لائقة من قبل أحد طبيب الأذن بعد تردديه قائلًا "متخفيش الموضوع بسيط إن شاء الله، خد العلاج دي وتعالي بعد يومين اعملك اللازم".
لم يتوقف الأمر عند عيادة الأذن، حيث تجولنا بعدد من العيادات الأخرى منها العظام التي تكدس العشرات من المرضى عليها، حيث يجلس المرضى على كراسي متحركة تابعة للمستشفى يحركها بعض العاملين وأخرى يحركها أقاربهم، فيما يجلس ذويهم على مقاعد بشكل منتظم .
احترام حقوق المرضى شعار مستشفيات مصر القديمة
وخلال جولة بوابة الوفد فى عدد من مستشفيات القاهرة لتفحص أحوالها ومدى إلتزام الادارة والأطباء فى تأديهم واجبهم الوطنى تجاة المرضى وإحترام حقوقهم وكرامتهم ، لاحظنا فى كلا من مستشفى المبرة ونبوى ونارمار (دار السلام العام ) بمصر القديمة ، ان هذة المستشفيات وعلى الرغم من كونها مستشفيات حكومية الإ انها تلتزم بتوفير كل وسائل الراحة للمرضى وتقديم الدعم الصحى لهم .
ففي أطار الجولة وجدنا تأمين جيد بمستشفى دار السلام العام كما أن قيمة الكشف بها لأى عيادة لا يتجاوز الثلاث جنيهات ، بالأضافة الى قيام المسسشفى بصرف العلاج مجانا للمرضى ناهيك عن المعاملة الطيبة من قبل الأطباء لمرضاهم .
من جهة أخرى وجدنا أن العيب الوحيد الذى يمكننا ذكره هو عدم المحافظة على نظافة المكان حيث يطل منظر المستشفى على أكوام من القمامة، تجعلك تتعثر عندما تلتقط أنفاسك، إذ أن غرفة العمليات بالمشفى تبدو كقبر يثير فى النفوس عدم الشعور بالطمأنينة والأحساس بالوهن.
فيما وجدنا بمشفى نبوى الرعاية الطبية المتميزة وسرعة إستقبالهم للمرضى وعدم السماح لهم بالإنتظار، كما لاحظنا إهتمام المستشفى بالعناية بنظافة المكان والحفاظ على كرامة المرضى ومعاملتهم بشكل راقى .
بينما تميزت مستشفى المبرة بعدم إدخال المحسوبية فى معاملتهم للمرضى والتعامل الطيب مع جميع مرضاهم وقيام الأطباء بالسماع لشكواهم بصدر رحب ، ولكن بالرغم من مهارة الاطباء بتلك المستشفى وإلتزامهم بدورهم الحيوى فى المجتمع على أكمل وجه الإ ان هناك إهمال فى نظافة المكان .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.