بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    الأوبرا تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة على المسرح الصغير    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 9 مايو 2024    ارتفاع كبير.. مفاجأة في سعر الحديد والأسمنت اليوم الخميس 9 مايو بالبورصة والأسواق    بتحريض من الكونجرس، الشرطة تخلي مخيم طلبة متضامنين مع غزة بجامعة جورج واشنطن    الفصائل الفلسطينية تشارك في مفاوضات القاهرة    موعد مباراة روما وباير ليفركوزن في الدوري الأوروبي والقنوات الناقلة    ميدو يكشف مفاجأة بشأن شيكابالا حال التتويج بالكونفدرالية    حرارة قاسية وتدهور الرؤية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر    بكلمات مؤثرة.. منى زكي تنعى والدة كريم عبد العزيز    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    ما الأفضل عمرة التطوع أم الإنفاق على الفقراء؟.. الإفتاء توضح    مواد مسرطنة في القهوة منزوعة الكافيين احذرها    حقيقة تعديل جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرفها    «المصريين الأحرار»: بيانات الأحزاب تفويض للدولة للحفاظ على الأمن القومي    شوبير يكشف مفاجأة بشأن تجديد عقد علي معلول في الأهلي.. خلاف حول الراتب.. عاجل    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    جريمة تهز العراق، أب يقتل 12 فردا من عائلته ثم يتخلص من حياته (صور)    مصدر: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    إبراهيم عيسى: الفكر السلفي معطل للاقتصاد المصري وخطر على الدولة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    إعلام فلسطيني: غارة إسرائيلية على حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع    محافظ الإسكندرية يكرم أبطال سلة الاتحاد عقب فوزهم بكأس مصر    ميدو يوضح رأيه في اعتراض الزمالك على حكام نهائي الكونفدرالية    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    إنتل تتوقع تراجع إيراداتها خلال الربع الثاني    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    خوان ماتا: عانيت أمام محمد صلاح.. وأحترمه كثيرا    محمد فضل: جوزيه جوميز رفض تدريب الأهلي    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    تعرف على سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الخميس 9 مايو 2024    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    وكيل الخطة والموازنة بمجلس النواب: طالبنا الحكومة بعدم فرض أي ضرائب جديدة    متحدث الوزراء: المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال مستمرة حتى 20 يوليو    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    عبد المجيد عبد الله يبدأ أولى حفلاته الثلاثة في الكويت.. الليلة    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    بالصور.. «تضامن الدقهلية» تُطلق المرحلة الثانية من مبادرة «وطن بلا إعاقة»    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    طالب صيدلة يدهس شابا أعلى المحور في الشيخ زايد    رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    وزير الخارجية العراقي: العراق حريص على حماية وتطوير العلاقات مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة    متحدث الصحة يعلق على سحب لقاحات أسترازينيكا من جميع أنحاء العالم.. فيديو    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" المساء" تكشف مآسي المرضي مع المستشفيات الحكومية
نشر في المساء يوم 19 - 08 - 2015

"يا عدوي" علي الصحة.. هذه الجملة ليتها صدرت علي لسان الحكومة علي طريقة الفنان الراحل فريد شوقي في أفلامه القديمة لشحذ الهمم وتقوية الإرادة والعزيمة إيذانا ببدء مرحلة جديدة للقضاء علي مشاكل الصحة التي تؤرق نوم المصريين. ولكنها - للأسف - صدرت وتصدر كل يوم علي لسان المصريين أنفسهم للاستغاثة بوزير الصحة د. عادل عدوي لإنقاذهم مما وصلت إليه منظومة الصحة من تدهور وخراب.
"المساء" شاهدة علي مآسي المرضي.. حيث خاضت محررة الجريدة تجربة فعلية بين المرضي وقامت بكشف السلبيات التي يواجهها المواطنون في مستشفيات وزارة الصحة.. ورصدت بعدستها مآسي وسلبيات تعيدنا إلي بدايات القرن الماضي.
"المساء" اكتفت بجولات علي 6 مستشفيات بالقاهرة والجيزة وقامت المحررة بقطع تذاكر للكشف لتري بعينها ما يراه المرضي.
المنظومة الصحية تبحث عن منقذ!!
الأبنية متهالكة.. الأطباء و"التمريض" يتهربون.. النظافة غائبة.. الصيانة منعدمة
ريهام السعيد
تعاني المنظومة الصحية في مصر من إهمال جسيم من سنوات طويلة حتي وصل بنا الحال إلي هذا المستوي المتدني من الخدمة الصحية التي تقدمها المستشفيات الحكومية وأيضاً الجامعية.
المنظومة الصحية تحتاج علي وجه السرعة لتدخل القيادة السياسية لإنقاذها مما أصابها علي مدار سنوات طويلة سابقة.. وأكبر دليل علي ذلك ما شاهدناه في الزيارة الشهيرة للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إلي معهد القلب الذي استاء من مستوي الخدمة الذي يقدمه للمريض.
المنظومة تحتاج إلي تدخل "جراح" لإنقاذ المريض من الموت ثم يضع طرق وخطوات علاجه فالأبنية متهالكة والنظافة منعدمة والأجهزة الطبية تحتاج لصيانة فورية لتعطلها عن العمل والأجور ضعيفة سواء للأطباء أو هيئة التمريض.
الخبراء وكبار الأطباء وضعوا روشتة من المقترحات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ومن هذه الاقتراحات المقدمة ترسيخ مبدأ الثواب والعقاب ومحاسبة المقصرين والرقابة علي أداء ومستوي النظافة وغربلة القوانين المتضاربة والتي تقف ضد تحسين الخدمة الطبية والاهتمام بأعمال الصيانة الدورية علي الأجهزة الطبية مع إمكانية تعاون إقليمي بين المستشفيات المتواجدة في منطقة واحدة في استخدام الأجهزة الحديثة ورفع الأجور وبدل العدوي للأطباء وكذلك تسكين كل فرد بالمنظومة الصحية في مكانه المناسب علاوة علي ضرورة هيكلة مستشفيات التأمين الصحي خاصة أنها جزء من المستشفيات العامة وضرورة أن تحظي جميع المستشفيات بجانب من اهتمام الحكومة خاصة أن دستور 2014 يعطي للصحة أهمية كبري وخصص لها 3% من إجمالي الدخل القومي وهذا يؤكد علي أهمية وحاجة هذا القطاع للتطوير والتحديث.
طالب د.محمد علي شريف "مدير معهد ناصر سابقاً" بعدم تعليق كل مشكلة علي شماعة الإمكانيات فالأزمة الكبري في منظومة الصحة هو الخلل القائم في أقسام الاستقبال بالمستشفيات الحكومية بخلاف المعاملة السيئة للمرضي وكذلك الإهمال وقد لمس رئيس الوزراء ذلك بنفسه لدرجة أنه ثار بأعلي صوته قائلاً "أنت فين يا وزير الصحة".
د.أشرف رياض استشاري القلب والأمراض الباطنة جامعة القاهرة يقول إن المستشفيات الحكومية تؤدي خدمة لا يغفل عنها المواطن المصري البسيط محدود الدخل وتخدم قطاعا عريضا من الشعب لكن من الممكن أن تتحسن هذه الخدمة بإزالة عدد من المعوقات وأولها إيجاد المناخ الأمني لطبيب الاستقبال في المستشفي الذي ربما تنعدم الناحية الأمنية لحمايته مما يؤثر علي جودة العمل الذي يقوم به.
أوضح د.رياض أن رواتب الأطباء أحد المعوقات التي تؤثر علي أدائهم فلابد من الاهتمام بهذه المشكلة ورفع البدلات خاصة لأطباء الاستقبال وأيضاً التمريض فهم عصب المستشفيات الحكومية وأول من يتعاملون مع المرضي وتوزيعهم علي الأقسام المختصة.
د.سمير عنتر مدير مستشفي حميات إمبابة يقول إن منظومة الصحة مثلها مثل أي قطاع يعاني من المشكلات والبيروقراطية الإدارية التي تعبث بقطاع الصحة الخاصة باللوائح والقوانين المعوقة والتي تنتج عنها نوعاً من العرقلة لأي محاولة للتطوير فمثلاً المنشآت الصحية قد يحاول مدير أحد المستشفيات أن يقوم ببعض التطورات لتحسين المستشفي فما يمكن أن ينتهي في عام واحد وفقاً للوائح يستمر لسنوات لذلك منظومة الصحة في حاجة ملحة إلي غربلة للقوانين حتي تكون غير متضاربة وتساعد في إنجاز المطلوب.
د.وليد فؤاد فتح الله استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي بكلية طب قصر العيني يري أن المشكلة الكبري في منظومة الصحة هي الضمير فقد يتواجد التمريض للعمل 8 ساعات لكن ممارسته الفعلية للعمل لا تستغرق ساعة واحدة مؤكداً أنه لا علاقة بين الإهمال المنتشر في المستشفيات وبين الإمكانيات فالنظافة لا تحتاج إلي إمكانيات كما وصل الحال إلي انتشار الباعة الجائلين داخل المستشفيات كذلك غياب الأطباء عن الاستقبال كل هذه المشكلات علاجها الرقابة!!
يقول د.عبدالمنعم بشار طبيب أن الإمكانيات تلعب دوراً كبيراً في منظومة الصحة فالموارد الغير كافية هي العنصر الأساسي الذي يعطل عملية التغلب علي المعوقات لتحسين أداء الخدمة الصحية فجميع المستشفيات الحكومية لا تحتاج إلي أي إصلاح بل إنها في حاجة حقيقية إلي إحلال وتجديد لأن مظهر المستشفيات وحالتها تعتبر مأساة بمعني الكلمة.
د.أسامة عبدالله مدير عام مستشفي الزيتون يري أن هناك فجوة بشرية في إدارة المستشفي ويجب العمل عليها في إصلاح منظومة الصحة حيث إن العمالة غير مؤهلة للوظيفة التي تقوم بها فمثلاً أقسام المشتروات والمالية لديهم خلل واضح في أداء عملهم فالأمر يتطلب تأهيل هؤلاء بدورات وشهادات والاستعانة بخبراء لتدريبهم علي كيفية القيام بالعمل الموكل به لأن المستشفيات العامة تعاني أشد معاناة من الإمكانيات حيث إن المصروفات أكثر من الإيرادات التي يتم تحصيلها.
أشار د.عبدالله إلي أنه يوجد عجز في الآلات والأجهزة الطبية وكلما خرجت الأجهزة من عقود الصيانة لا يتم تجديدها وتخرج من الخدمة.
ظهور "نادر" لأطباء "التحرير العام"
مرة واحدة في الأسبوع.. المرضي علي الأرض.. والباعة احتلوا مداخل العيادات الخارجية
أما في مستشفي التحرير العام بامبابة فقد رصدنا بعض الصور التي توضح مدي التسيب حيث تحول الباب الرئيسي للعيادات الخارجية إلي سويقة من بائعي "لعب الاطفال" و"الملابس" وأغلق التوك توك الأبواب الخارجية محولا المكان إلي موقف خاص به هذا بخلاف الروائح الكريهة التي تشمها عند الدخول.
تبادلنا الحديث مع بعض المرضي الذين اشتكوا من نقص الأطباء بالطوارئ وغياب الممرضات ورصدنا وقوف عدد كبير من المرضي بصحبة ذويهم أمام "الطوارئ" في انتظار أدوارهم وأيضا أمام عيادات "الجراحة" والاطفال و"الباطنة" يفترشون الأرض في انتظار الاطباء الذين يظهرون مرة واحدة فقط كل أسبوع.
وفي الدور الثاني قسم "النساء والتوليد" وللأسف الغرف غير نظيفة وغير معقمة بالاضافة إلي الاهمال الشديد الذي وصلت إليه الحضانات التي بدت غير نظيفة وقديمة وبعضها متهالكة.
تبادلنا الحديث مع رجل يظهر علي هيئته الفقر يبلغ من العمر 70 عاما والذي اشتكي مر الشكوي من رفع سعر التذكرة إلي 3 جنيهات بعد جنيه فقط وإنه يعيش بمفرده وليس لديه دخل ثابت يصرف به علي علاجه واشتكي من نقص الأدوية بالمستشفي وعدم صرفها له منذ 4 أشهر وأنه يقوم بشراء العلاج من الخارج وأموال باهظة يتحملها عنه أهل الخير ويسأل عن دور الدولة في علاج الفقراء أمثاله.
الحصول علي تذكرة في "المطرية التعليمي".. أمنية عزيزة المنال
مشاجرات دائمة.. الأمن غاب.. المخلفات الطبية في طوابير المرضي
وفي مستشفي المطرية التعليمي رصدنا غياب الرقابة وسوء رعاية التمريض ونقص العلاج.
الصورة تزداد سوءاً حيث نري المشهد أمام عيادات "تنظيم الأسرة" يدمي القلوب حيث تقف العشرات من السيدات أمام شباك التذاكر وسط التزاحم الشديد وغياب الأمن مما أدي لمشاجرات المرضي بعضهم مع بعض للحصول علي تذكرة بجنيهين حتي الساعة 11 صباحا لأن التذكرة بعد هذا الموعد تصبح ب10 جنيهات وكثير من المرضي لا يستطيعون دفع هذا المبلغ.
رصدنا أيضا افتراش المرضي للطرقات والأرصفة حيث لا توجد استراحات أو مقاعد آدمية تستوعب الكم الهائل من المرضي بالاضافة إلي أكوام القمامة المتراكمة بين طوابير المرضي وهي عبارة عن مخلفات طبية تركها عمال النظافة دون رقيب ورائحة هذه المخلفات تفوح في كل مكان.
تحولت مداخل المستشفي إلي مرتع للباعة الجائلين بالاضافة إلي تزاحم المرضي أمام منفذ صرف الأدوية حيث يقف العشرات للحصول علي العلاج لساعات دون جدوي.
"باطنة" أم المصريين.. "حاجة توجع البطن"!
روائح كريهة في معامل التحاليل.. أدوات التعقيم غائبة
مستشفي "أم المصريين" بالجيزة يواجه مهزلة حقيقية فهو يفتقر لكافة الإمكانيات الطبية والمادية علي الرغم من أنه أهم المستشفيات الحكومية بالجيزة حيث يخدم حوالي 10 ملايين مواطن إلا أنها يعاني خلل كبير في منظومة الإدارة فهو يفتقد لوجود رعاية إنسانية وطبية وخدمية وأدوية.
أما الكشف الطبي به فهو شفوي فقط هذا بخلاف أن أطباء الامتياز هم الذين يجرون الكشف علي المرضي بالعيادات الخارجية.
وخلال جولتنا بالمستشفي تبادلنا الحديث مع إحدي "الممرضات" وسألتها عن مستوي الأطباء والكشف أكدت إنهم يفعلون ما بوسعهم سواء كان الأطباء أو الممرضات ولكن المشكلة هي نقص العلاج بالصيدلية خاصة أن هناك أدوية باهظة الثمن يضطر لشرائها من خارج المستشفي ونحن من الاساس نجد قوت يومنا.
قمت بحجز تذكرة "دخول" للكشف بعيادة الباطنة وكانت المفاجأة فحجرة الكشف عبارة عن "خرابة" ليس بها إمكانيات فضلا عن التصدعات والتشققات المليئة بها الجدران والأسقف المتهالكة.
شكت لنا إحدي المريضات مأساتها بأنها تعاني من آلام بالمعدة والطبيب لم يفدها بشيء وهي ليس لديها أموال حتي تتلقي العلاج في مكان آخر خاصة وأن التذكرة بجنيهين فقط بالمستشفي ولا نعرف ماذا نفعل؟
وتجولت بالمستشفي وقمت برصد أحوال المرضي وشكواهم في عيادتي "الرمد" و"العظام" حيث عدد كبير من المرضي في طوابير الانتظار وشكا لنا المرضي من غياب الأطباء منذ يومين والمرضي في انتظار الفرج وسط الزحام أمام أبواب العيادات.
وفي معمل تحاليل الدم أصابتنا الصدمة حيث أن الغرفة متهالكة وليس بها أدوات للتعقيم وتصدر منها روائح كريهة غير معلوم مصدرها فإذا كان الحال هكذا في معمل التحاليل فكيف يأمن المرضي عدم نقل الأمراض المعدية بسبب عدم التعقيم بالغرفة وغالبا معظم المرضي يجهلون ذلك فالفقر يجبر الكثير علي المخاطرة بحياتهم ويتسبب في نقل الكثير من الأمراض الخطيرة.
مدخل "حميات إمبابة".. موقف "توك توك"
إهمال في العناية المركزة.. وماكينات الغسيل الكلوي بدون صيانة
"مستشفي حميات امبابة" الذي يحتل مساحة كبيرة ويقع في مكان حيوي يخدم آلاف المرضي من جميع ضواحي الجيزة وبعض القري المجاورة وعلي أبواب المستشفي نجد الأهالي يفترشون الأرض في انتظار الكشف حيث لا توجد مقاعد يجلسون عليها.
اشتكي بعض المرضي من الأطباء يقومون بتشخيص الحالات بالخطأ مما يؤدي إلي تدهور المرض.
أمام بوابة الطوارئ تحول المكان إلي موقف عشوائي للتوك توك وهو ما يمنع المرضي من الصعود لتلقي العلاج.. واشتكي بعض المرضي من إن نقص أدوات التعقيم وانعدام الصيانة لماكينات الغسيل الكلوي كما أن بعض الأدوية غير متوافرة بالصيدلية الخاصة بأمراض الكبد والكلي.
وصفت أحد المرضي لنا حجرات الغسيل الكلوي بأنها تصدر روائح كريهة بسبب غياب التنظيف المستمر وعدم توافر أطقم التمريض بالشكل الكافي.
تبادلنا الحديث مع زوجة أحد المرضي التي أكدت لي أن أقسام الرعاية المركزة تعاني الإهمال وتدهور "الأسرة" والأجهزة الطبية الموجودة بها قديمة وأن زوجها قام بعمل دعامة بالقلب وتدهورت حالته بالمستشفي ووصلت إلي تغيير صمامين بالقلب مؤكدة أن المشكلة ليست في الأطباء فهم يعملون علي الوجه الأكمل ولكن في التمريض الذين لا يهتمون بحالات المرضي.
كما أن المستشفي مليء بالقطط والفئران والكلاب الضالة مما يجعله عرضة لنقل العدوي بين المرضي.
"الوراق العام"
من بره "كله تمام".. ومن جوه "أي كلام"!!
انفاق ملايين الجنيهات علي التطوير.. ولا توجد سرنجة!!
مستشفي الوراق العام يبدو من الخارج نظيفا وفندقيا ومبانيه شاهقة بعد أن تم إنفاق الملايين علي تجديده بعد إغلاق دام أكثر من 10 سنوات وتم افتتاحه منذ أشهر قليلة.
تجولنا في أدوار المستشفي وللأمانة كانت النظافة علي أعلي مستوي بالعيادات الخارجية والطوارئ ولكن رصدنا زحاماً شديداً علي أبواب العيادات بسبب عدم وجود أطباء يقومون بالكشف علي المرضي الذين انتظروا بالساعات أمام العيادات وسط صراخ الاطفال ومشاجرات النساء فعيادة الجلدية لا يوجد بها طبيب أو ممرضة لاستقبال المرضي وعيادة الاطفال الاطباء غائبون و"العظام" لا يوجد بها سوي أفراد الأمن.
تجولنا في جميع أنحاء المستشفي ورصدنا مشاجرات علي أبواب الصيدلية التي خلت من وجود سرنجة واحدة رغم أن المستشفي حكومي ومجاني ومن الطبيعي أن تتوافر الامكانيات الطبية ولكن للأسف يبدو أن المسئولين اهتموا بالشكل الخارجي فقط دون الالتفات إلي صحة المرضي الفقراء.
تساءل المرضي ما الداعي لإنشاء هذا الصرح الكبير دون وجود أدوات طبية وعناصر بشرية تراعي المرضي مطالبين وزير الصحة بالتدخل الفوري وعمل زيارة مفاجئة للمستشفي للوقوف علي حالته وتغيير الواقع؟!
"حلوان العام".. بدون أطباء أطفال 3 أيام
كانت البداية في مستشفي حلوان العام الذي يخدم ملايين المرضي من مناطق "المعصرة وطرة والصف و15 مايو وحلوان" وأيضا يستقبل بعض المرضي من بعض المحافظات المجاورة "المنيا وبني سويف والفيوم".
عبرنا الأبواب الخارجية للمستشفي وقمنا بحجز "التذكرة دخول" وبدأ مكتب الحجز أشبه بوكر المخدرات المليء بالبلطجية تذكرة الدخول ب2 جنيه فقط وعند الدخول إلي العيادات الخارجية للكشف في عيادة "الباطنة" فوجئت بطابور طويل من المرضي أمام معمل التحاليل وجلس بعض المرضي علي سلالم المستشفي ووقف آخرون أمام باب المعمل وعندما تبادلنا معهم الحديث شكوا لنا من نقص السرنجات وعدم نظافة المعمل ولكن رغم كل هذا يضطرون لإجراء هذه التحاليل.
وعقب الوصول لعيادة "الاطفال" سمعت صراخات الأمهات وبكاء الاطفال فاقتربت وفوجئت بكم من المهازل لا حصر لها اهمها علي الاطلاق عدم وجود أطباء لليوم الثالث علي التوالي فضلا عن أن الممرضات أو ملائكة الرحمة كما نطلق عليهن للأسف يعاملن المرضي معاملة سيئة وكأنهم متسولون يطلبون العلاج وتناسوا أن العلاج المجاني من حق كل مواطن الذي يكفله الدستور والقانون بالاضافة إلي أننا رصدنا استسلام بعض الممرضات للنوم تاركات المرضي في أوجاعهم!!
وأمام "العظام والجلدية" وجدنا طابورا طويلا من المرضي الذين يشكون سوء الخدمة الطبية ونقص الاطباء المتخصصين وإن حضر الاطباء يقومون بالكشف "الكشف الشفوي" علي المرضي بسؤالهم "حاسس بإيه"؟ دون استخدام "سماعة" والكشف لا يتعدي 30 ثانية والعلاج ثابت لا يتغير سواء كان في "العظام أو الجلدية".
توجهت للكشف في عيادة "الباطنة" وللأسف وجدت "مهازل".. العيادة بمستوي سيئ من حيث النظافة ولا يصلح لمعالجة حيوانات وليس "بشرا" فالقطط والحشرات الضارة تحتلها من كل مكان.
قمت بإجراء الكشف بعد ثلاث ساعات من الانتظار وكنت الاسم الأخير والكشف لم يتعد 10 ثوان حيث سألني الطبيب بأسلوب فج لا يليق بمعاملة إنسان: "ها.. بتشتكي من إيه"؟ وكأن الرحمة انتزعت من قلبه ونسي "القسم" وشرف مهنته وأجبته: أشكو من الألم في المعدة.. وقام بكتابة دواء واحد فقط وهو "اسبوسيد" مسكن الألم للأطفال وقال لي قومي بشرائه من الخارج لأن الكمية غير متوفرة لدي وغادرت المكان فوراً!!
صعدت إلي الطابق الثاني حيث غرف حجز المرضي والتي تفتقر لأبسط الخدمات وضربت كل المقاييس في الإهمال والسلبية وإهدار لآدمية المرضي حيث إن الحجرة احتلتها الفئران والقوارض وجدرانها متهالكة وبها "شقوق" وتمثل خطورة كبيرة علي كل من يجلس بها فضلا عن "الأسرة" التي لا تصلح للاستخدام الآدمي ولا تصلح حتي لحيوان للعلاج بالمستشفي فهذه الغرف في غاية الإهمال ولا توجد بها أي سبل للعناية أو الرعاية.
وأمام الصيدلية كانت مأساة أخري فالمرضي يقفون ينتظرون صرف الأدوية تحت رحمة المسئولين والذين في العادة يتحججون بنقص الأدوية مثل أدوية الروماتيزم والقلب والسكر وبعض أدوية الاطفال رغم أن هذه الأدوية تأتي بالمجان إلي المستشفي في الوزارة ومن الطبيعي أن تكون متوافرة لكن العاملين بالصيدلية ينكرون قائلين "روحوا اشتروا من بره".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.