بناء على توجيهات من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بدأت السلطات الروسية أمس تحقيقاتها لكشف أسباب وملابسات حادث احتراق طائرة الركاب «سوبر جيت -100» خلال هبوطها اضطراريا فى مطار شيريميتيفو بموسكو عقب 28 دقيقة من إقلاعها فى رحلة من العاصمة موسكو إلى مدينة مورمانسك، والذى أسفر عن مقتل 41 شخصا. وأعلنت سفيتلانا بيترينكو المتحدثة الرسمية باسم لجنة التحقيقات الفيدرالية الروسية عن استخراج صندوق التسجيلات الصوتية وصندوق البيانات الأسودين التابعين للطائرة المحروقة. وقالت بيترينكو للصحفيين:«فى الوقت الحالي، تم أخذ مسجل الصوت والبيانات لمزيد من الدراسة والتحليل، وتم أخذ عينات من الوقود من خزانات الطائرات وخزان الوقود، وتسجيلات صوتية للمحادثات مع خدمة التحكم وتسجيلات كاميرات المراقبة، وسيتم تحديد الفحوصات الوراثية والطبية قريبا». وأكدت مصادر باللجنة نجاة 37 من ركاب الطائرة الذين بلغ عددهم 78 منهم أعضاء طاقم القيادة. وكشف شهود عيان من الناجين أن تكالب كثيرين من الركاب على إنقاذ حقائبهم، وتكدسهم فى ممرات الطائرة حالا دون سرعة إنقاذ الكثيرين من الركاب عبر أبواب الخروج الاضطرارية. وقال آخرون إن النيران اشتعلت فى الطائرة لدى اصطدام مقدمتها بمدرج المطار فى محاولتها الثانية لهبوطها الاضطراري، بينما أكدت شركة»إيرفلوت» الروسية فى بيان معلومات حول اشتعال محرك الطائرة عقب هبوطها فى مطار شيريميتفو، مشيرة إلى أن الطائرة «اضطرت للهبوط اضطراريا لأسباب فنية». وقد عاد مطار شيريميتيفو بالعاصمة الروسية إلى استئناف العمل بصورة طبيعية واستقبل صباح أمس أول طائرة من مدينة مورمانسك الروسية بعد أن تسبب حادث حريق الطائرة فى تأجيل و إلغاء أكثر من 80 رحلة جوية فى مطارات موسكو. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه القائم بأعمال مقاطعة مورمانسك الروسية الحداد 3 أيام عقب وقوع «الكارثة». وبعد أن أصدر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تعليماته بسرعة التحقيق الشامل فى الحادث وتقديم المساعدة الفورية إلى ذوى الضحايا والمصابين، أعلن يفجينى ديتريخ وزير النقل الروسى عن أن شركة طيران أيروفلوت وهيئات حكومية أخرى سوف تتولى دفع التعويضات لذوى الضحايا والمصابين. وفى الوقت نفسه، أعربت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية عن خالص التعازى فى ضحايا حادث احتراق الطائرة، مؤكدة على التضامن الكامل مع حكومة وشعب روسيا فى تلك المحنة، متمنية سرعة الشفاء للمصابين. وعلى صعيد آخر، أقرت شركة «بوينج» الأمريكية العملاقة لصناعة الطائرات أمس بأنها كانت على علم، قبل أشهر من حادث تحطم الطائرة ماكس 737، بأن إنذار قمرة القيادة لا يعمل بالطريقة التى كانت تعرض بها الطائرة على المشترين. ووقع الحادث السبت الماضى بعد قراءة خاطئة من جانب مستشعر زاوية هجوم الطائرة مما تسبب فى تشغيل برمجيات أدت لانخفاض مقدمة الطائرة إلى مستوى فقد عنده الطيارون السيطرة عليها. وكان من المفترض أن يضيء مؤشر قمرة القيادة المعيب عندما ترسل أجهزة قياس موضع مقدمة الطائرة فى مواجهة الهواء المتدفق القادم.