طول ما نشوفك قلبنا فرحان فى الدار خيرك أشكال وألوان.. وحوى يا وحوى..جيت يا رمضان.. هل علينا شهر رمضان وفيه تحلو لمة العائلة على مائدة الإفطار ولا يحلو الطعام ولا تستقيم العزومة من غير الفلفل المعصفر..الليمون المخلل..الخيار..الجزر واللفت..وقائمة المخللات الشهية..و«الطرشى» صنعة ولها أسرارها..وعم حسن بركات أحد خبرائها، بشهادة أهالى الحسين الذين ما ان سألنا عن أشهر «طرشجى» فى المنطقة، حتى نصحونا بعبور بيت النفادى للوصول إلى دكانه بالدراسة والذى اكتست جدرانه بعلامات الزمن ، فهو يمتد بجذوره فى عمق الماضى طويلا كما يشرح الرجل السبعينى الذى ورث المهنة عن جدوده ووالده حسين بركات، وصبر عليها وأجادها. والسر كما يقول حسن فى كلمات أبيه التى لم تفارقه هى وصورته المثبته على الجدران فوق برطمانات « الطرشى» « راعيها تراعيك»..وهو ما يميز «طرشجى» عن الآخر.. الذمة والنظافة والصنعة.. « المخلل ميه وملح..طبخة حلوة لو ظبطت مقاديرها من خل وملح وتوابل وطبعا الدقة «الخاصة».. يشرح لنا وهو يحمل كوبا من «الويسكى»، مصرا على أن نتذوقه.. ماء المخلل ب»شطته العايمة» وخلطته الخاصة. خلطة مميزة ومذاق خاص يقدره عشاق « الطرشى» الذين يأتون لدكان عم حسن من كل حدب و صوب..واثقا من نفسه وجودة منتجه يقول منتفشا كالطاووس، أن من بين زبائنه شخصيات شهيرة من الممثلين والشخصيات العامة. ورغم مرور السنوات وتغير الأحوال وظهور الكثير من الدخلاء الذين لا يصبرون على المخلل ويلونون مياهه بطرقهم الصناعية، وارتفاع الأسعار وضيق الحال، ظل حسن مخلصا لمهنته التى عشقها منذ طفولته وترك مدرسته بسببها ، وحلم معها أن يكون «المعلم الشاطر» كوالده. فأعطته كما اعطاها، واستطاع تعليم أبنائه وتوظيفهم..واليوم يكمل مسيرته فى عشق الصنعة بمساعده أبناء أخيه الراحل، الذين يقفون معه فى مواجهة سيل طلبات موائد رمضان، التى لا تحلو بدون المخلل. #3